برهان غليون
تصدير المادة
المشاهدات : 2866
شـــــارك المادة
لماذا بختلف تعامل واشنطن مع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا عنها في العراق ؟ والجواب:
العراق الراهن صناعة أمريكية فاشلة، وتركه يغرق في الإرهاب كان سيشكِّل اتهاماً مباشراً للولايات المتحدة وأوباما شخصياً.
ثم إنَّ سيطرة داعش على القسم الأكبر من أراضي العراق وتهديدها أربيل وإقليم كردستان وتحكّمها بآبار النفط العراقية كان سيشكل فضيحة دولية وليست أمريكية فحسب، لا هزيمة عسكرية فقط، ويبرز الخلل الخطير في سياسات الغرب الشرق أوسطية وليس فقط الولايات المتحدة.
هذا هو الذي دفع أوباما للتحرك وربما سيتبعه الغربيون.
في سورية النظام السوري صناعة إيرانية روسية تقع المسؤولية في مواجهة التحديات التي تعترضه على موسكو وطهران. وقد فعَلا ذلك بتقديم كل الدعم له في مواجهة ثورة شعبه، وأسالوا من الدماء أضعاف أضعاف ما أساله الأمريكيون من دماء داعش.
لكن هاتان العاصمتان لا يعنيهما مصير الشعب السوري نفسِه، ولا عددُ الضحايا التي تكبَّدها وسوف يتكبَّدها بعد أن خرج الإرهاب من قمقم النظام وتمرد عليه، ولا يعنيهما كثيراً مصيرُ الدولة السورية.
هما عصَرا سورية ونظامَها كما تُعصَر الليمونة، وعندما تنهار يتركونها لشأنها. خاصَّة وأنه لا يوجد أيّة ضغوط من قِبل الرأي العام لديهما عليهما، ولا يخشون من اتهام شعوبهم لهم بالتخاذل.
لا أستبعد أن يلاحق القصفُ الأمريكي قواتِ داعش في بعض مناطق سورية.
لكن هذا لا يكفي لإخراج سورية من المحرقة التي وضعها فيها نظام القتل اليومي في دمشق بمعونة حُماته الدوليين، والذي لم يكن تسهيلُ إعادة بناء داعش وبقية منظمات القاعدة إلا أحدَ أحطابها.
سورية بحاجة إلى تغيير شامل. وموسكو وطهران مسؤولتان عن دفعها وشعبها إلى هذه المحرقة وعليهما تقع مسؤولية عُظمى في وقف ما يحصل ودفع الأسد الى التنحي، كما حصل مع المالكي في العراق، من أجل فتح باب الحوار الوطني بين السوريين والانتقال نحو حكومة تمثِّلُ الجميع وتعيدُ بناء البلاد.
والشعب السوري يحملهما مسؤولية عرقلة كل جهود المصالحة الداخلية.
من صفحة الكاتب على فيسبوك
حمزة عماد الدين موسى
عبد الباسط سيدا
عمر كوش
حسين. ع
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة