..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

مبشرات سورية

المسلم

١٣ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2919

مبشرات سورية
السورية تنتصر 00.png

شـــــارك المادة

منذ بداية الثورة السورية قبل أكثر من ثلاث سنوات، وجمهور العقلاء والناشطين والعارفين بطبيعة النظام السوري وطريقة تفكيره، قد حذروا المؤيدين لبشار مرارا وتكرارا بمختلف طوائفهم من مغبة الانجرار إلى خديعة ومكر هذا النظام، مؤكدين أن النظام ليس له هدف ولا غاية إلا المحافظة على كرسي الحكم والامتيازات الاقتصادية والاجتماعية له وللطغمة الحاكمة القليلة من حوله، وأنه لا يكترث بعد ذلك بما سيحل ويحدث لأبناء طائفته وأقرب المؤيدين له، فضلا عن تضحيته بالبلد ومقدراته وأبنائه في سبيل البقاء على سدة الحكم.

 


وللتأكيد على عدم وجود أي نفس أو صبغة طائفية للثورة السورية، رفع المتظاهرون السوريون منذ البداية شعارهم الشهير "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، في محاولة لتفويت الفرصة على النظام من استغلال طبيعة تنوع الطوائف في سورية، واستثمار ذلك في تحويل مسار الثورة، من ثورة ضد النظام إلى حرب أهلية طائفية .
إلا أن عوامل كثيرة أدت إلى انجرار كثير من أبناء طائفة بشار – وكثير من الأقليات الأخرى - إلى الانخداع بشعارات النظام، وتهويله من آثار نجاح الثورة السورية والإطاحة بنظام حكمه عليهم، فكانت النتيجة أن وقف كثير من تلك الأقليات إلى جانب النظام، ليكتشفوا بعد ثلاث سنوات صدق ما حذر منه الثوار.
كثير من الحوادث والوقائع أكدت أن النظام السوري لا يهتم بأنصاره ولا بمؤيديه، بل ولا يعمل على إنقاذ حياتهم أو المحافظة عليها، بالإضافة للإهمال الملحوظ لشؤونهم داخل قطعاتهم العسكرية، ناهيك عن التغافل عن نداءاتهم واستغاثاتهم أثناء وقوعهم في الحصار الذي يعني الموت البطيء .
نعم.... لقد ضحى النظام بمؤيديه من الضباط والجنود من جميع الطوائف حين وقعوا في أسر الثوار، بل ورفض جميع مبادرات مبادلة أسراه بالأسرى المدنيين من السوريين، بينما سارعت كل من إيران وروسيا ولبنان إلى مبادلة أسراها بأسرى سوريين داخل سجون النظام، ومن المعلوم أن النظام بادل 2130 معتقلاً بـ48 إيرانياً مرة، و153 سجينة براهبات دير مار تقلا في معلولا مرة أخرى.
من ناحية أخرى لم يكترث النظام لمئات وآلاف من جنوده ومؤيديه الذين وقعوا تحت حصار الثوار لمدة طويلة، دون أن يستجيب لنداءات استغاثاتهم ومطلبهم بإنقاذ حياتهم، من خلال السماح لهم بالاستسلام أو حرية التصرف للنجاة بأنفسهم.
لقد كانت جميع الوقائع تشير بوضوح إلى استخدام نظام بشار لأتباعه ومؤيديه – ومن بينهم الطائفة النصيرية – كوقود لبقائه على سدة الحكم، وتقديمهم كأضحية على مذبح كرسي الملك وشهوة الحكم، كما كانت تلك الحوادث كفيلة بتغيير هذه الأقليات لموقفها تجاه هذا النظام، والعمل على إزالته إذا كانت تريد العيش بسلام، إلا أن ذلك لم يحدث فعليا إلى الآن، إلا أن بوادره قد تكون تلوح بالأفق على ما يبدو، مما يبشر بوقوع الخلاف والشقاق بينهم كتمهيد لهزيمة النظام وزواله.
ففي تطور جديد ولافت على الساحة السورية، وعقب سخط كبير إبّان أعداد القتلى الكبير في صفوف قوات النظام وميليشياته خلال الـ45 يوماً الماضية، ساد الفئة الموالية للنظام سخط كبير، وبات واضحاً للعيان، خصوصا بعدما ظهر على صدر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعية -مثل تويتر وفيسبوك- مستنكرين في الوقت ذاته التراجع الكبير والأخير لقوات النظام أمام الثوار في عدة مناطق في سوريا، أهمها القلمون وريف حماة وريف حمص وريف دمشق.
وأفادت مصادر عن إطلاق ناشطين من الطائفة النصيرية حملة، تحت مسمى "صرخة"، تعبيراً من الطائفة عن الاستنكار لسياسة النظام في التحكم في أبناء طائفته النصيرية وتوجيهيهم إلى مرامي القتال ضد الثوار على الجبهات الأولى، في حين ينعم آل الأسد وحاشيته بعيش كريم آمن.
وتداول ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً نشرت على الصفحة الرسمية لحملة "صرخة" على (فيسبوك)، تظهر أوراقاً ولافتات، كتب عليها عبارات: "الكرسي إلك والتابوت إلنا" و"الشارع بدو يعيش"، في إشارة إلى تمسك بشار الأسد ومن معه بالسلطة، وجعل الطائفة النصيرية وقوداً لحربه في سوريا.
وقد تم توزيع مناشير مطبوعة كبداية لعمل الحملة في مدينة طرطوس الموالية للنظام، وخاصة للخسائر التي تتكبدها المدينة والريف من خسائر في صفوف أبنائهم المتطوعون في جيش النظام وميليشياته، من لجان الدفاع الوطني واللجان الشعبية.
وبغض النظر عن مصداقية الأرقام الكبيرة التي أوردها ناشطوا هذه الحملة لضحايا جنود النظام وأتباعه في المعارك الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات "330 ألف حسب زعمهم"، إلا أنها تعكس مقدار التذمر من أهالي القتلى التي تتزايد ضد نظام بشار.
وعلى الرغم من عدم وجود مصدر موثوثق لتلك الأنباء التي تشير إلى تزايد الخلافات على ساحة الطائفة النصيرية والعائلات الكبرى، وخاصة في مدينة القرداحة مسقط بشار الأسد وعدة مناطق أخرى، وذلك عقب تشييع مئات المقاتلين في الأيام الأخيرة في تلك المدن والقرى، التي كانت تعد من أكبر الخزانات البشرية لشبيحة النظام السوري، إلا أن ذكرها وإيرادها - دون التعويل عليها وحدها في تحقيق النصر المنتظر من الله وحده – قد يكون لا بأس به من باب تذكير الجميع بقوله تعالى : {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} النساء/104
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع