العصر
تصدير المادة
المشاهدات : 2942
شـــــارك المادة
أفادت تقارير أنه أمام الإصرار الأميركي الروسي المشترك على إطلاق مرحلة انتقالية في سوريا تمهد للتسوية النهائية، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى موسكو، حيث حاول الاطلاع عن كثب على خطوط الصيغة التي تعمل عليها واشنطن وموسكو، لا سيَما الشق المتعلق بالحدود الإسرائيلية السورية، بعد ساعات على عقد الحكومة العبرية اجتماعا في هضبة الجولان، وأعلن من هناك أن لن يتنازل عنها وأنها باتت "أرضا إسرائيلية"، وفقا لقرار الكنيست بضمها.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر دبلوماسية غربية أن نتنياهو كشف عن مخاوفه أمام الكرملين من التطورات في سوريا، خصوصا نقل "حزب الله" السوريين الشيعة الهاربين من جحيم المعارك إلى مناطق يعتبرها آمنة في منطقة القلمون، ما يعتبره مراقبون نوعاً من "الترحيل" (الترانسفير) غير المعلن، يعني أن المنطقة الحدودية مع الكيان الصهيوني الغاصب ستبقى في يد "الحزب" وبالتالي في يد طهران.
وعليه، طلب نتنياهو من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمانات تطمئنه عن المرحلة المقبلة، وأنها لن تحمل أي تدابير تهدد أمن إسرائيل، فكان أن أكد له الرئيس الروسي، وفقا للمصادر ذاتها، أن سوريا لن تشهد تقسيما، وأن حدود سايكس – بيكو باقية، إلا أن بعض التغيرات قد تطرأ داخل هذه الحدود، كما تحدث عن مساع لقيام حكومة مركزية وللتوصل إلى "اتفاق طائف" سوري يوزّع الصلاحيات والمسؤوليات على المؤسسات، فلا تبقى محصورة في شخص الرئيس.
ونقلت عن الكرملين أن موسكو لن تسمح بوجود إيراني أو ذراعه "حزب الله" على حدود الجولان، معتبرا أن الحدود اللبنانية والسورية مع "إسرائيل" يفترض أن تُضبط من قبل قزى حكومية وليس من أي جهة أخرى، ما يبعد عنها النفوذ الإيراني ويمنع طهران من استخدامها لاحقا.
غير أن بوتين لم يبد متفائلا بحل سريع في سوريا، حيث قال وفقا للمصادر، إن الحرب طويلة، خصوصا وأن إيران تحاول اليوم اغتنام فرصة ترنّح الهدنة لفرض واقع جديد على الأرض، ولا سيَما في اللاذقية عبر إنشاء "كانتون" علوي "علويستان" ممتد ينطلق من اللاذقية إلى حمص –حلب– الشام فالجولان، حيث ترى طهران أن المناطق السورية الأخرى شبه صحراء، وبالتالي سيطرة الأسد على "الكانتون" المزعوم، ستسمح له بالإمساك بالقرار السوري ولو في وجود سائر "الكانتونات" السنية وغيرها.
كما ستتمكن طهران بعد قيام "علويستان" الممدد من استخدام ورقة الحدود مع إسرائيل مجددا.
ووجهة النظر الروسية، استنادا لهذه المصادر، ترى أن التصعيد في الميدان من قبل الحرس الثوري و"حزب الله" لن يؤتي ثماره ولن يؤدي إلا إلى إنهاك هذه القوى، كما إن أي معارك تحصل سيكون من شأنها إضعاف طرفيها، ما يعيدهما حتما إلى طاولة المفاوضات.
وغاب عن المصادر أن روسيا هي أنقذت قوات الأسد ومكَنته من استرجاع بعض المناطق، ولولاها لكان مُحاصرا في معاقله وحصونه في موقف دفاعي هش.
غازي دحمان
صالح عبد الله السليمان
يمان دابقي
محمود عثمان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة