العربية نت
تصدير المادة
المشاهدات : 2848
شـــــارك المادة
اتهم صحفيون وحقوقيون الإعلام الرسمي السوري، بتأجيج العنف ومظاهر الكراهية في تغطيته للأحداث الدائرة في البلاد، مشيرين إلى أن الناشطين تمكنوا من ابتكار إعلام بديل بإمكانات متواضعة، استطاع إيصال رسالتهم للعالم.
وقال إياد شربجي رئيس تحرير مجلة "شبابلك" السورية، إن تغطية الإعلام الحكومي لما يجري في البلاد، ساهمت فعلياً بتحريض الموالين للنظام ضد مواطنيهم، وسجّلت عدة حالات اعتداء موصوفة، بموجب الافتراءات التي بثها الإعلام السوري ضد الثوار، معتبراً أن السخرية من مقولة السلمية، واتهام الثوار برفع علم إسرائيل وقتل المتظاهرين، ساهمت في تأجيج العنف والكراهية تجاههم.
وأضاف شربجي، أن الإعلام السوري "صنع الفتنة وليس فقط ساعد على تأجيجها"، مؤكداً أن العديد من حالات القتل والتصفية تمت تحت عناوين السلفيين والمتآمرين، وأن هناك ملفات جنائية خطيرة ستفتح تحت هذا العنوان لاحقاً. سياسة فاشلة
ويقيّم مراقبون أداء السياسة الإعلامية للحكومة السورية بالفشل في تعزيز وجهة نظرها، بسبب اعتمادها على روايات غير منطقية، والاستعانة بما يصفه المعارضون "أبواق إعلامية"، بدل التصريحات الرسمية لمسؤولين حكوميين في وسائل الإعلام، إلى جانب كون وسائل الإعلام الرسمية ضعيفة أكاديمياً وتقنياً. وكل ذلك منع الرأي العام في العالم من تصديق الرواية الحكومية.
ويصف يوسف التازي الإعلامي المقيم في الولايات المتحدة، أن الإعلام السوري يعيش حالة انهيار كاملة، مثله مثل بنيات النظام السوري الاقتصادية والسياسية والعسكرية. لافتاً إلى أنه لم يستطع أن يكون "واجهة البروباغندا" التي يبرر بها نظام الرئيس بشار الأسد قمعه الدموي للحراك الشعبي المطالب برحيل نظام حزب البعث والتحول نحو الديمقراطية.
ويعتبر التازي أن الإعلام السوري عجز عن مخاطبة السوريين أولاً عبر نقل الحقيقة إليهم، وقام باستغبائهم واحتقار ذكائهم، مما حوله إلى مدعاة للسخرية. كما عجز ثانياً عن التواصل مع العالم لتقديم وجهات نظره والدفاع عن مصالحه عبر الإعلام الأجنبي لتقديم الرواية الحكومية باللغات الأجنبية. "إعلام بديل"
وحدث ذلك العجز رغم الإمكانات الكبيرة التي تضعها الحكومة تحت تصرف وسائل إعلامها، متمثلة بالقناة الأولى والفضائية والإخبارية، وعبر جرائد تشرين والثورة والبعث، وكذا وسائل الإعلام الرديفة مثل قناة الدنيا وصحيفة الوطن التي يملكها أشخاص محسوبون على النظام. وهو ما أعطى الفرصة بالمقابل للنشطاء السوريين في التواصل مع جميع وسائل الإعلام بأدوات شخصية وتكوين شبكات إعلامية وصفها الصحفي إياد شربجي بـ"الإعلام البديل".
وعلى الرغم من أن هذا الإعلام الجديد يفتقد إلى الحرفية، لكنه أثبت صدقيته، و"هذا هو الأهم في العملية الإعلامية" حسب شربجي.
ويشير عزام التميمي رئيس تحرير إحدى القنوات الفضائية، أن "من إبداعات ثورة الشعب السوري أنها "ثورة المعلومة" التي تمكن الشباب من إيصالها للعالم متجاوزين كل القيود المفروضة.
ويصف التميمي التغطية الإعلامية للنشاط بـ"المذهلة" وتكاد تكون شاملة، معتبراً أنه لولا تلك التغطية لما تمكنت وسائل الإعلام العالمية والإقليمية من مواكبة الحدث، وقد "دفع بعض الشباب أرواحهم ثمناً لصورة يصورونها أو لقطة يرسلونها عبر الإنترنت" على حد قوله. وحول مصداقية أخبار الناشطين، يؤكد التميمي، أنهم كانوا يتجنبون بعض التقارير التي يشكون في صحتها، ثم أصبحت لديهم في غرف الأخبار مصادر موثوقة يتعاملون بمرور الوقت. "قمع إعلامي"
واستطاعت شبكات الأخبار المحلية التي أسسها الناشطون عبر مراسلين محليين قدموا أخبار وصور إلى جميع وسائل الإعلام العالمية، مواجهة منع وسائل الإعلام من دخول سوريا والقمع الذي تمارسه السلطات السورية ضد الصحفيين منذ عقود.
وقبل اندلاع الثورة السورية في منتصف آذار الماضي كانت توصف حالة حرية الإعلام في سوريا بـ"الخطيرة" حسب وصف منظمة مراسلون بلا حدود التي صنفت الرئيس السوري بشار الأسد ضمن قائمة "صيادي الصحافة" هذا العام. وصنفت سوريا في المرتبة الأولى عربياً والسابعة عالمياً في قمع الصحفيين بتقريرها عام 2010.
ووصفت بهية مارديني رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير وضع حرية الإعلام بـ"لا أمل" قبل الثورة، معتبرة أنه تم مطاردتها من قبل فروع الأمن بسبب مقال كتبته عن اعتقال رجل دين سوري، كما تم استدعاؤها من قبل رجال الأمن بسبب دورة للصحافيين في معهد الحرب والسلم البريطاني بدمشق، ولقاء مع صحافية ألمانية قالت فيه إنه يتم استدعاء الصحافيين من قبل فروع الأمن.
قناة العربية
الجزيرة نت
كمال شيخو
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة