..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

تحالف لاستئصال التيار الإسلامي السني

بشير نافع

٢١ ديسمبر ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 9663

تحالف لاستئصال التيار الإسلامي السني
موسى نافع00.jpg

شـــــارك المادة

تحالف عربي، ليبرالي، قومي، خليجي، طائفي، يسعى لاستئصال التيار الإسلامي السني: رسمياً، هذه أمة في حالة حرب أهلية، من المحيط إلى الخليج.
الموت يخيم على المجال العربي، من العراق وسورية، لبنان واليمن، إلى أرض الكنانة: أقليات الحكم والفساد والطوائف تشن حرباً شعواءً على الشعوب.

أوهام الحوثيين المريضة في الحكم الذاتي وسياسات تدخلية إيرانية، أشعلت حرباً طائفية في اليمن، الذي لم يعرف الصراع الطائفي في تاريخه.
يبدو أن الحوثيين لا يشكلون خطراً على اليمن وأمن جنوب الجزيرة وحسب، بل وانضموا للقوة الشيعية متعددة الجنسيات التي تدافع عن نظام الأسد أيضاً.
منذ زمن، لم تتح للمسلمين العرب، رجالاً ونساءً، فرصة إظهار قيم الإيمان والنبل والشجاعة، التي صنع منها معدنهم كأمة، كما يظهرونها اليوم.
سيحتاج العرب، والعالم ككل، عشرات السنوات، ربما، للاعتذار للسوريين عن هذا العجز الفادح عن حمايتهم.
لم يعرف التاريخ بلداً تنتهب مقدراته كما ينهب العراق، وشعباً يهان كما الشعب العراقي، ونظاماً بهذا العدد من رجال العصابات كما نظام المالكي.
كوارث التعليم العربي في نصف القرن الماضي متعددة، ولكن أكبرها وأعمقها أثراً الانهيار الفادح في دراسة التاريخ. جهل العرب بتاريخهم لا مثيل له.
ما يشهده المجال العربي اليوم أكبر من مرسي ومن الإخوان، بل وحتى من مصر نفسها: مستقبل العرب جميعهم، ولعقود مقبلة، بات على المحك.
حملة الإبادة والقمع في سورية ودول أخرى ليست سوى دليل على علاقة السيطرة بالدم بين الدولة العربية وشعبها. لا حياة عربية بدون كسر هذه الدولة.
جنوب العراق، يتحول، شيئاً فشيئاً، إلى مقاطعة إيرانية، ثقافة ولغة وتجارة، ونفوذاً سياسياً وأمنياً.
تنال الأمم من الحرية والعدالة والحكم الرشيد، بمقدار ما تقدمه من تضحيات، وما تستطيع حراسته وحمايته بهذه التضحيات.
هيكل، بعد مساهمته في تأزم مصر وخروجها من ميزان القوى الإقليمي، يقول "إذا لم تتحرك مصر وتستعيد قوتها سيواجه العالم العربي أزمة غير مسبوقة."
قطر تزود محطة كهرباء غزة بالوقود عن طريق ميناء أسدود، بعد موافقة إسرائيلية. ألم يكن من الأكرم أن تسمح مصر بمرور الوقود من معبر رفح؟
كيف سمح العرب لهذه الحفنة من القتلة واللصوص والمرضى أن تحكم بلدان هذا الشرق المزروع في التاريخ طوال هذا الوقت؟
كيف سمحوا بكل هذا الخراب؟
تفتقد الأنظمة العربية الشرعيات الثلاث الضرورية للبقاء: التاريخية والشعبية وشرعية الإنجاز، ولذا، أصبحت علاقاتها بالقوى الكبرى مسألة وجود.
الدولة الحديثة هي أصلاً أداة تحكم. عندما تصبح دولة أيديولوجية تتحول إلى أداة سيطرة مطلقة؛ وإن أصبحت دولة طائفية تنقلب إلى مشروع إبادة.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الأساس الذي تستند إليه المدنية الإسلامية، بدونه يبدأ المجتمع المسلم في التحلل والانحطاط.
بوقوفه مع النظام الفاشي في دمشق، ومشاركته في قمع الشعب السوري، جلب حزب الله العار للشيعة العرب المدافعين عن الحرية والديمقراطية في بلادهم.
ما يتعرض له اللاجئون السوريون في مصر هو حال قريب جداً من الجحيم الأرضي:
أيها السادة، كانت مصر وسورية يوماً دولة واحدة، جمهورية عربية متحدة.
إيران، التي تتبنى سياسة تمييزية ضد الملايين من مواطنيها السنة والعرب، تتقرب للغرب والفاتيكان بالإعراب عن قلقها على أوضاع مسيحيي سورية!
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الأساس الذي تستند إليه المدنية الإسلامية، بدونه يبدأ المجتمع المسلم في التحلل والانحطاط.
يتعهد الروس لعبة ابتزاز مالي مجزية لإيران والسعودية، بحيث يدفع هؤلاء مرة وأولئك أخرى، من أجل شراء الموقف الروسي المبالغ في أثره في سورية.
ثمة بصيص من الضوء في إحدى زوايا هذا الشرق العظيم، لا يجب أن تسمح الشعوب بإخماده، مهما كانت التضحيات. إن أخمد، فسيعم ظلام دامس، ولزمن طويل.

 

*مجموعة من تغاريد الدكتور بشير نافع الأكاديمي والباحث الفلسطيني على موقع التواصل الإجتماعي توتير.

 

دماج برس

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع