..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

إلى جنيف خذوني معكم...

أحمد الشامي

١٦ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2884

 إلى جنيف خذوني معكم...
000.jpg

شـــــارك المادة

تمخض الائتلاف الوطني السوري فولد "بعملية قيصرية" قراراً مؤداه الذهاب إلى جنيف ولكن بشروط.
حين نتذكر أن جنيف1 عقد دون أي ممثل سوري، لا من النظام ولا من المعارضة، فبالإمكان النظر إلى مجرد تواجد سوريين في جنيف على أنه إنجاز تاريخي، ليس فقط للمعارضة بل حتى للنظام.

 

رغم كل شيء يبقى احتمال فشل مؤتمر جنيف كبيراً إن من لديهم القوة والإرادة لتنفيذ ما قد يتم الاتفاق عليه ليسوا من منظمي المؤتمر وليس أي منهم مهتماً بمصير الشعب السوري.

مازال الكثير من السياسيين يفكر بعقلية القوى الكبرى والأقطاب وأن القوى العظمى هي التي تفرض إرادتها على الأرض لمجرد كونها قوى عظمى.
الخطأ في هذا الإسلوب من التفكير هو أنه ينطلق من النظام العالمي الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية، على شكل قطبين قاما بتقاسم العالم بشكل فظ، ثم زال أحد القطبين وتربع الأمريكيون على عرش القوة الأعظم كقطب "كلي القدرة".
وضع القطب "كلي القدرة" قد انتهى وآن أوان التفاهمات الإقليمية رغم أنف الكبار.
على سبيل المثال فخلع "القذافي" جاء نتيجة قرار فرنسي بريطاني شجاع فرض نفسه على الروس والأمريكيين معاً.
دليل آخر على نهاية القطب "كلي القدرة" هو أن غزوات أمريكا في المناطق التي تدخلت فيها دون الاعتماد على حلفائها الإقليميين قد آلت إلى فشل ذريع وتحولت إلى مستنقعات استمات العم سام لكي يخرج منها.
بعد "غزوة البرجين" قام الأمريكيون بغزو أفغانستان وهاهم يتوسلون إيران وروسيا وباكستان لمساعدتهم على الخروج من فك الطالبان.
في العراق، لم يحتج الأمريكيون للتوسل طويلاً قبل أن يهب "الولي الفقيه" لنجدة فلول المارينز الهاربة من الجحيم العراقي، لكي يحل محلها...
الولايات المتحدة أدركت بعد فشلها في هذه الحروب حدود القوة الأمريكية، هذه الحدود التي سبق للرئيس "كلينتون" أن اختبرها وهو ما دفعه لسحب قواته من الصومال قبل أن تغوص في رمالها المتحركة، علماً أن سلفه "بوش" الأب كان هو من أرسل المارينز لمقديشو.
في جنيف يحاول كل من "أوباما" و"بوتين" البناء على أنقاض امبراطوريتين، إحداهما قد انهارت وشبعت موتاً والأخرى على طريق الانحسار.
"بوتين" لديه الإرادة السياسية وتنقصه القدرة، أما "أوباما" فلدى بلاده القدرة ولكن تنقصه الإرادة والأخلاق. بكلمة أخرى، فلكي ينجح جنيف2 يجب أن يتمكن "بوتين" العاجز عن الفعل من أن يفرض على أوباما وحلفائه القادرين التدخل عسكرياً في سوريا لفرض احترام ما قد يتم الاتفاق عليه!..
من الواضح أن هذا البند ليس وارداً في جدول أعمال جنيف2.
الطريقة الأخرى للضغط هي عبر ابتزاز الخليجيين، فالسعودية قد تصاب بالذعر وتهرول "لسماع كلمة" السيد "أوباما" وتوقف كل أشكال الدعم للثورة السورية مما يضعف الثوار وقد يدفع بعضهم للاستسلام، لكن هذا يعني أن يستعد آل سعود للرضوخ ولتسليم مفاتيح المملكة على المدى المتوسط لحكام طهران، في انتظار أن يتم "تشييع" الشرق العربي بكامله.
إيران ستكون الرابح الأكبر من "جنيف" سواء حضرت أو غابت، فهي الوحيدة التي لديها الإرادة وقوات على الأرض قادرة على فرض سيطرتها وما الصراعات الحالية بين زبانية الحرس الثوري وحسن نصر الله من جهة مع زعران لواء أبي الفضل العباس من جهة أخرى سوى إرهاصات لما سوف تتولاه "قوات الردع الفارسية" في بلاد الشام.
الغائب الأكبر هو "إسرائيل" والتي تبدو حتى الآن الخاسرة من اتفاق جنيف الذي سيتولى تلزيم سوريا للولي الفقيه.
لكن، علينا أن لا ننسى أن نظام الأسد الأب ولد من رحم إسرائيلية وترعرع في ظل اتفاق فصل القوات لعام 1974 مستفيداً من حنان أمه العبرية الرؤوم التي، وإن قست أحياناً، فإنها لاتترك فلذة كبدها على قارعة الطريق.

من يمثل مصالح إسرائيل في جنيف؟
هل هو السيد "أوباما" ذو المصداقية العالية والمشهودة؟ أم هو "بوتين" ومافياته المعروفة بحسها الأخلاقي الرفيع وباحترامها لالتزاماتها الدولية؟ هل هو نظام الأسد الميت سريرياً؟
في النهاية، هل يكون "الولي الفقيه" هو الضامن للمصالح الإسرائيلية في بلاد الشام وحامي حمى الجولان المقبل على خط الفصل، تماماً كما يفعل "حزب المقاومة" في الجنوب اللبناني؟
هذا يحتاج لصفقة كبرى بين الطرفين، لانستبعد أن تكون الاتصالات لعقدها بين "العدوين الحميمين" جارية على قدم وساق وأن "جنيف" لناظره قريب.


أرفلون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع