نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3034
شـــــارك المادة
مرت دعوة فورد السفير الأمريكي السابق في دمشق, والمسؤول عن الملف السوري للقاء جمال وادي وهو أحد رجال المعارضة والفاعلين على الأرض السورية مرت هذه المقابلة دون ضجّة تتناسب مع أهميتها ودلالاتها الخطيرة على مواقف الدول الكبرى والتي يدعّي بعضها صداقته للشعب السوري.
إنّنا نتساءل: هل كانت هذه المقابلة لجس نبض الثوّار على الأرض, ولمدى استعدادهم لتطبيق ما توصلت إليه الدول الكبرى؟!. أم هي رسائل إلى المعارضة السياسية وقبل التوجه إلى جنيف اثنين, وللتأثير عليها واعتمادها وجهة النظر الأمريكية, وتخلّي المعارضة عن بعض الثوابت التي أعلنتها, ولعلّ أولها انسحاب بشّار الأسد من المشهد السياسي, ومحاسبة كبار مجرمي النظام عل ما اقترفوه في حق هذا الشعب وعلى مدار عامين؟!. أم هي لإثارة البلبلة وتمزيق صفوف المعارضة أكثر ممّا هي عليه الآن؟!. إنّ ادعاء فورد وهو يمثّل وجهة النظر الأمريكية بأنّ أمريكا حريصة على الدم السوري؛ ولذلك هي تعمل على حقنه ليس له أيّ مصداقية على أرض الواقع؛ فهي لم تمارس أيّ ضغط حقيقي على الأسد على مدى عامين ونصف العام من أجل وقف إراقة الدم السوري, وحتّى بعدما تجاوز عدد الشهداء السوريين أكثر من مائة وخمسين ألفا, عدا المعتقلين والمفقودين والمهجّرين, وعندما شعرت أمريكا بخطر وقوع الأسلحة الكيماوية بيد الثوّار تحرّكت لتوجّه أوامرها إلى الأسد بأن يسلّم أسلحته الكيماوية بعد صفقة مع روسيا التي أوحت إلى الأسد باستخدام هذه الأسلحة؛ وليكون الشهداء من الأطفال والنساء والرجال الذين قضوا بهذا السلاح الجسر الذي توصلت عبره أمريكا إلى هذا السلاح. إنّ أمريكا التي لم نسمع منها إلّا الوعود الكاذبة, تمنّ على الشعب السوري اليوم بأنّها وقفت إلى جانبه عندما قدّمت له مليار وأربعمائة ألف دولار ثمنا لطعام واحتياجات إنسانيّة, ولا يمكن لعاقل يسمع هذا إلّا أن يضحك ألماـ وشرّ البلية ما يضحك- فهل يكفي هذا المبلغ لإطعام ثمانية ملايين من المهجّرين سندويشات من المرتديلا أو الجبن؟!. أن يعلن فورد ممثّل أمريكا في الملف السوري أنّ أمريكا تعمل لمصلحتها فهذا ليس عيبا؛ فالعلاقات بين الدول تقوم على المصالح, ولكن أيّ مصالح هذه التي تريدها أمريكا حقاً؟!. لقد كانت علاقات أمريكا مع دول المنطقة السنيّة قائمة ولسنوات، وكانت بمثابة علاقة السيد والمسود، وعلى السمع والطاعة من طرف دول المنطقة، فما الذي جعل هذه العلاقة تفتر ولتقوم مقامها علاقات مع إيران التي تعتبر أمريكا الشيطان الأكبر؟! ما الذي جعل الشيطان الأكبر يتحالف مع الشيطان الأصغر؟! ومن هو المستهدف من هذا التحالف. إننا لو رجعنا إلى الوراء قليلا، وإلى ما بعد سقوط الإتحاد السوفياتي الذي كان يمثل التحدي الأكبر للولايات المتحدة كان لابد من إيجاد العدو البديل والذي لم يكن إلا الإسلام وأهله، ولا ننسى ما تعهد به بوش الإبن من حروب صليبية جديدة والتي لن تستهدف إلا الشعوب المسلمة السنيّة العدو التاريخي لهذا الغرب. إن من أهم مؤشرات هذا التحالف بين إيران الشيعية والغرب الصليبي هو غض الطرف عن عشرات الآلاف من الشيعة الذين يتدفقون يوميا إلى سوريا، وتوجيه النظر إلى المئات من المجاهدين الذين جاؤوا لنصرة الشعب السوري كردة فعل لمجيء هؤلاء الشيعة، بل وعملت أمريكا ودول الغرب على منع دول المنطقة من تقديم أيّ نوع من أنواع السلاح للثوار السوريين، وترك هؤلاء لخوض معارك غير متكافئة لا عددا ولا عدة، مع وجود الخطر الذي يتهدد دول المنطقة هذه، والتي تتقاسمه مع الشعب السوري. إنّ أمريكا تريد إيهامنا بأنها سلمت الملف السوري إلى روسيا، وهذه هي نصف الحقيقة التي لا تريد أمريكا ظهورها، وإنما هي توزيع أدوار لا أكثر. إن أمريكا لم تحسب حسابا لأكثر من مليار مسلم سنيّ قد يتحول الكثير منهم إلى أعداء فاعلين على الأرض، ولن تكون اللحية هي مقياس عداء هؤلاء لهذا العالم الظالم، بل قد يكون الكثير من حليقي اللحى أكثر تطرفا وعداء من هؤلاء الذين يتهمونهم بالإرهاب اليوم، ويلاحقونهم من مكان إلى آخر. لقد قرر الشعب السوري الاستمرار في ثورته وهو ينادي بأعلى صوته: "يا الله ما لنا غيرك يا الله".
علي حسين باكير
زياد الشامي
رضوان زيادة
خورشيد دلي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة