..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

روسيا والأسد والخيارات البديلة

حسان الحموي

٩ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3284

روسيا والأسد والخيارات البديلة
111.jpg

شـــــارك المادة

لكل المشاهدين والمتابعين للمشهد السوري يعلمون أن النظام يسير في طريق اللاعودة، وهذا الطريق إما أن يكون طريق انتحار، أو طوق النجاة، وحسب التسريبات التي صدرت عن اللقاء بين الأسد وأسياده في الكرملين، فإنه تم تزويد الأسد بخرائط لتجمعات الجيش السوري الحر، وأنه استلم منهم كميات من الأسلحة بالإضافة إلى كلمة السر في متابعة نهجه في القضاء على الجماعات المعارضة، وهذا ما يبرر التصعيد الغير مسبوق أمس واليوم، والتحضيرات لليومين القادمين، سواء كان في حمص أو في المناطق الأخرى.


طبعاً الجميع يتساءل عن سر الخيار الروسي في الوقوف بجانب الأسد بهذه القوة:

هل هو العامل الانتخابي لبوتين، والذي يريد من خلاله إظهار نفسه بأنه قادر على استعادة أمجاد الإمبراطورية السوفيتية، والوقوف أمام المد الغربي في المنطقة؟
أم هو العامل الجيوسياسي لروسيا اليوم، والذي يحتم عليه الحفاظ على نقطة النفوذ الوحيد المتبقية على البحر الدافئ، إضافة إلى الحفاظ على الحليف الوحيد المتبقي في هذه المنطقة، والممر الوحيد للسياسة الروسية باتجاه الدول العربية والإسلامية؟
أم هل هو الخوف من امتداد الربيع العربي لدول القوقاز، وما سوف تجره من ويلات على النظام الروسي الاستبدادي، خاصة أن دول القوقاز تدين الإسلام، وتنتمي للمذاهب السنية الرائدة لثورات الربيع العربي؟
أم هل هو العامل الدولي الذي أحرج روسيا وحاول عزلتها واقتلاع آخر حصونها في الشرق؟
أم أن سبب ذلك هو عودة الحرب الباردة بين الروس والدول الغربية ولكن بصورة غير مباشرة، من خلال ساحة الحرب السورية؟
أم أن السبب يعود إلى الأثمان المؤجلة للحرب العالمية الثانية بين المعسكرين الشرقي والغربي، فالمعلوم أن جميع الدول التي ربحتها موسكو إبان انتصارها في الحرب العالمية الثانية خسرتها تباعاً، سواء في ألمانيا الشرقية، أو تشيكوسلوفاكيا، أو بولندة، أو رومانيا، أم بولونية، أم صربيا، أم في دول الاتحاد السوفييتي السابق؟
وها هي اليوم تخسر ليبيا بعد أن خسرت العراق واليمن وسوف تخسر سوريا إن لم تنقذ النظام السوري من مصيره المحتوم.
إن وقوع روسيا في خيارها الأحادي والمتمثل بمساندة النظام السوري، جعل الغرب يستغلون الظرف الراهن للقضاء على آخر أمل للإمبراطور الروسي في استعادة أي نفوذ له في العالم الإسلامي، نظراً للاستعداء الشديد الناتج عن موقفها المعاند تجاه الثورة السورية.
وهي في خيارها هذا تبدو كأنها تراهن على حصان خاسر في سباقه النهائي بعد أن بلغ من الجهد مبلغاً لا يمكّنه من مواصلة السباق.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع