..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الزمن وأذناب الأسد

أبو مضر

٢٤ يونيو ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3758

الزمن وأذناب الأسد
2977118028.jpg

شـــــارك المادة

لا شك أن كل العقلاء يعلمون أن الزمن يجري جري السحاب، ويمر مرّ الرياح.
فالأيام تمر والشهور تجري وتسحب خلفها السنوات وتطوي معها حياة جيل بعد جيل...
ومن خصائص الزمن أيضاً والتي يعرفها الكبير والصغير أن ما مضى منه لا يعود إلى يوم القيامة.

 


وفي رأي بعض الفضلاء الفطناء العقلاء أن الزمن ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
1- الزمن الحسابي:
وهو الزمن الذي يقاس بالدقائق والساعات والشهور والسنوات، وعليه يقال أن فلاناً بلغ من العمر كذا وكذا.
2- الزمن النفسي:
وهو الشعور النفسي بمرور الزمن؛ فليل الأسير ليس كليل الطليق، ونهار السجين ليس كنهار الحر، ويوم المريض ليس كيوم الصحيح، وزمن الفراق ليس كزمن الوصال.
ومع أن الساعات هي الساعات إلا أن الشعور مختلف كما يقول أحدهم:

مرت سنون بالوصال وبالهنا  ***  فكأنها من قصرها أيام
ثم انثنت أيام هجر بعدها *** فكأنها من طولها أعوام
ثم انقضت تلك السنون *** وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام

3- الزمن الإنتاجي:
وهو الذي يقيس الانجازات التي يحققها المرء في حياته والتي من خلالها يحسب عمره المفيد؛
فعمر الإنسان في الحقيقة لا يقاس بعدد السنوات وإنما بمقدار الطاعات وعمل الخيرات.
فكم من عمر طالت سنواته وقلت خيراته وثمراته، وكم من عمر قلت سنواته وكثرت خيراته وثمراته...
في عشرين سنة وتزيد قليلاً حوّل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل الصحراء من رعاة الإبل والغنم إلى قادة الأمم، وفي سنتين وثلاثة أشهر أرسل الصديق أحد عشر جيشاً أو تزيد لمحاربة المرتدين والمارقين والطامعين حتى أعاد للإسلام شوكته ومكانته، وفي عشر سنوات وستة أشهر قهر الفاروق أعظم امبراطوريتين على وجه الأرض؛ فارس والروم وجاءته كنوزهما فسرحهما سراحاً جميلا، وفي سنتين وخمسة أشهر لم يبق فقير مسلم على وجه الأرض ليأخذ زكاة بيت مال عمر بن عبدالعزيز فزوج العزبان وأطعم الجوعان وسير الحجيج وأطعم حتى الطيور، وفي سبع سنوات عاشها سعد بن معاذ في الإسلام اهتز لموته عرش الرحمن، وغيرهم الكثير الكثير... !!!
وفي بلدنا الحبيب المبارك سوريا عاش الكثيرون في دولة البعث سنين طويلة لكن زمن الإنتاج عندهم قد لا يصل إلى الصفر!!.
سمعت بأذني منذ بضعة أيام على إحدى القنوات الفضائية أحد أذناب الأسد – وما أكثرهم- يقول للمذيع: حذاء بشار الأسد على رأسي، ومن قبله هناك من سجد لصورته، ومن قبلهم من سجد للمقبور حافظ !!.
أي ذلّ أعظم من هذا الذلّ ؟؟
وأيّ هوان أكبر من هذا الهوان؟؟.
ما أجمل كلمة ربعي بن عامر -رضي الله عنه- لسيدهم رستم: ((إن الله بعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد))؟؟.
كيف يرضى من خلقه الله حراّ بالعبودية والذل والخنوع لأي مخلوق كان؟؟.

إن الهوان حمار الحي يألفه *** والحرّ ينكره والفيل والأسد
ولا يقيم على خسف يُراد به *** إلا الأذلان عّيْرُ الحيّ والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته *** وذا يُشجُّ فلا يرثي له أحد

ولكن لم العجب وطيلة أربعين سنة يعلّمون الشعب السوري بشبابه وشيّابه ورجاله ونسائه وشيوخه ومشايخه معنى الفخر بالأسد وحب الأسد وفداء الأسد والصلاة للأسد والدعاء للأسد، وذلك في مدارسنا ومساجدنا وجامعاتنا وفي بيوتنا وفي أحلامنا وينبغي ألا يوجد في حياتنا سوى الأسد !!.
ولكن كل العجب من ورثة الأنبياء، من ملح البلد؟ ولا يصلح البلد إذا الملح فسد!!. إلا إذا كانوا أيضاً من أذناب الأسد؟؟
فكل هذا القتل من أربعين سنة وحتى الآن - أسأل الله ألا يطول- حيث بلغ عدد الذين قتلهم آل الأسد ما يزيد عن خمسين ألف مسلم وذلك في مجزرة سجن تدمر ومجزرة سجن صيدنايا وحرق سجن الحسكة ومجزرة جسر الشغور ومجزرة حماة ومجزرة المشارقة بحلب ومجزرة سرمدا ومجزرة الحركة التصحيحية ومجزرة الأكراد في القامشلي ومجازر الحرية هذه الأيام وغيرها وغيرها الكثير وما خفي أعظم ؟؟.
كل هذا لم يحرك مشاعر البوطي وحسون والعكام والحوت والشامي والسيد والباري و..... وما أكثرهم؟؟
ولا أدري أما سأل أحدهم نفسه كم هو عمره الإنتاجي؟؟.
ما الذي قدمه ليوم لا ينفع فيه الأسد ولا المال ولا الولد؟؟.
قال أحدهم لأمير العدل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: اتق الله يا عمر.
فقال أحد رجال السلطان – ولعلي مثله أستنكرها لأنها موجه لعمر- ويحك أتقول هذا لأمير المؤمنين؟.
فنهره عمر وقال: لا خير فيهم إن لم يقولوها، ولا خير فينا إن لم نقبلها!!.
يا علماء البلد: اتقوا الله في أرواحنا!!
اتقوا الله في أموالنا!!
اتقوا الله في أولادنا!!
اتقوا الله في أعراضنا!!
اتقوا الله في وطننا!!
فإن فعلتم – وما أظنكم – فقولوا له: كفى كفى كفى ...ارحل فالشعب لا يريدك!!.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع