..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

وحدة الثورة ..طريق النصر

أحمد خناق الستاتي

١٦ يونيو ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3462

وحدة الثورة ..طريق النصر
الصف 00.jpg

شـــــارك المادة

إنكم لن تُغلَبوا أبدًا من قلَّة عددِكم، ولا من ضعف وسائلكم، ولا من كثرة خصومكم، ولا من تأبِّي الأعداء عليكم، ولو تجمع أهل الأرض جميعًا ما استطاعوا أن ينالوا منكم إلا ما كتَب الله عليكم، ولكنكم تُغلَبون أشدَّ الغَلْب، وتَفقِدون كل ما يتَّصل بالنصر والظفر إذافسدت قلوبكم ولم يُصلِح الله أعمالكم، أو إذا تفرَّقت كلمتكم واختلفَت آراؤكم.

 


أمَّا ما دُمتم على قلب رجل واحد، متجه إلى الله - تبارك وتعالى - آخذ في سبيل طاعته، سائر نهْج مرضاته، فلا تَهنِوا أبدًا ولا تحزنوا أبدًا، وأنتم الأعلون، والله مَعكم ولن يَتِركم أعمالَكم.  
كلمات للشيخ حسن البنا حفظها التاريخ في صدره، وسطرها بين دفتيه الخالدتين: إنكم لن تُغلَبوا من قلَّة، ومتى كان نصر المسلمين يومًا بسبب كثرة عددِهم أو تعاظُم زادِهم؟!
إنه الإيمان بالله الذي سطَّر أروع الانتصارات!
إنها الوحدة التي أوصانا الله -تعالى- باتِّباعها بقوله: ((وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) [الأنفال: 46].  
إن المتتبِّع للشأن السوري، في ظل التخاذل الدولي، وقلة الناصِر والمُعين والمُتابِع لواقع العمل الثوري بشقَّيه العسكري والمدني - ليرى لزامًا على الأمة في هذه اللحظة الحَرِجة من عمر ثورتها أن ترصَّ صفوفها، وأن تجمَع كلمتها تحت لواء واحد، وراية واحدة يكون ما عداها خارجًا عن الجماعة.  
ولا يتأتَّى ذلك إلا عندما يتخلى كلُّ فصيل عن أهوائه، ويتجرَّد كل طرف عن مصالِحه لحساب الأمة جميعًا.  
إن الإسلام قد جعَل وَحْدة الأمة، والعمل على توحيد صفوفِها، في مرتبة فوق مرتبة الصلاة والصيام؛ يقول النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((ألا أُخبركم بأفضلَ من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إصلاحُ ذاتِ البَيْن؛ فإنَّ فسادَ ذاتِ البيْن هي الحالقة)).  
إن فساد ذات بينِنا اليوم مؤذِن - لا قدر الله - بوأد ثورتِنا التي سقيناها من دم أطفال وشباب في عمر الورود، فلنكنْ جبهةً واحدةً في وجه هذا النظام، حتى نحقِّق النصر بعون الله تعالى.  
وإن توحيد الصفوف لا يَقتصِر على الأمور العسكرية فحسب، بل يصل إلى جميع النشاطات مهما كانت في ظاهرها هامشية؛ فالنبي - عليه الصلاة والسلام - كان يَحرِص على التآلف والاتفاق في أدقِّ الأمور، التي لا يَنتبه المرء لها؛ فعن ابن مسعود قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسَح مناكبنا في الصلاة ويقول: ((لا تَختلِفوا فتَختلِف قلوبكم)).  
إن القلوب بإيمانها ووحدتها مناط قوتنا وعزيمتنا، إنها السر الذي يُميِّزنا عمن نحاربهم، فلتكن واحدة حتى تتحقَّق سنَّة الله -تعالى- لنا بالنصر والتمكين؛ فالله لا ينصر إلا من كان على قلب رجل واحد.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع