..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

شعب لا ذيل له

ميمونة جنيدات

١٧ إبريل ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7068

شعب لا ذيل له
0.jpg

شـــــارك المادة

من أمثالنا القديمة (إذا أنت أمير وأنا أمير فمن سيرعى الحمير؟)...
وعلى ما يبدو هذا هو حالنا منذ اندلاع الثورة إلى أن تفاقمت أوضاعنا في عامها الثالث.... فبعد الشهور الأولى لانطلاق الثورة انطلقت عبارات التنديد وصدحت حناجر النقد بأهل حلب ودمشق ....
واليوم هبت دمشق وهبت حلب .. خربت حلب ودمرت وعلى خطاها تسير دمشق فهل أخمدت سهام النقد؟

 


فبعضهم ما زال يردد لو أنهم هبو لانتصرت الثورة في ساعاتها الأولى ، وآخرون رَمَوْا هَم َّالثورة وراء ظهورهم وجلسوا يتنازعون حول الأسبقية في الثورة والأفضلية في تقاسم مكاسب مازالت هلامية ، ويتراشقون التخطيء والاتهامات والتنظير والمزايدات... الكل بات محلل سياسي وخبير عسكري ومخطط استراتيجي ...
الكل لديه روح القيادة ونزعة الترأس والسيادة .. من خالفه الرأي فهو خائن .. وفي أحسن الأحوال منغلق وناقص الخبرة وقصير النظر .
تعبنا ياقوم .... أنا أعلم أن في الثورة رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه .. وفيها رجال لو أقسموا على الله لأبرهم..
فيهم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):- لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ". أخرجه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط-وبهؤلاء نستمطر نصر الله.
وهناك أقوام تطفلوا على الثورة بدون هدف متبلور أو رؤيا واضحة، وجدوا أنفسهم في سفينة الثورة إذا كسبوا منها رضوا وامتدحوها وإذا سارت بغير ما تشتهي أنفسهم انقلبوا وسخطوا.
وآخرون غوغاء يسوقهم بعض من خَبُثَتْ سريرته ذات اليمين وذات الشمال..
وهناك أقوام لا يؤمنون بالتضحية والعمل الجماعي إلا بما يعود عليهم بنفع أعظم،الثورة صارت عندهم مطية ،والمبادئ والأخلاق ثوب يلبسونه متى احتاجوا إليه، إذا خرج أحدهم من -المولد بلا حُمُّصْ- أمطر الثورة نقدا ورجالها تخوينا وتسفيها.. وآخرون من الطابور الخامس ..أوتوا مواهب في النقد فصقلوها وطوروها حتى صارت هي الغاية والوسيلة معا.
فلما سطع نجم بعض العلمانيين في قيادة المعارضة أشبعوه همزا ولمزا، وعندما آلت الراية لإسلاميٍّ أمطروه هزء وانتقاصا وأوغلو في عيوبه نكشا...
إن لم تكن ذواتهم محط التقديس والتعظيم فلن تتسع صدورهم للغير... في البداية قالوا نودُّ إيقاف حمام الدم والخلاص من آل الأسد وإن كان البديل خدام أو طلاس، واليوم بعد أن ظهر البديل شخص مناسب أجمع على نزاهته وتجرده وإخلاصه معظم أطياف الشعب تركوا -عدوهم الأول –بشار وراء ظهورهم وناصبوا الأخير العداء ورفضوا السير في ركابه وترصدوا له الأخطاء وقذفوه بجحيم ألسنتهم حمماً تنضح بما في قلوبهم من غل، ولسان حال كل منهم يقول أنا الأجدر بهذا المنصب...
يا قوم كيف تحملتم ان تبقوا ذيولا لرأس واحد عشرات السنين والآن تريدون سوريا كيانا بآلاف الرؤوس لا ذيل له ؟
ساندتم آل الأسد أربعين عاما أليس بمقدوركم أن تساندوا معاذ الخطيب شهورا من أجل وحدة الصف والكلمة ولتقطعوا الطريق على كل من يبحث عن الذرائع والحجج لإخماد ثورتكم والتنصل من دعمها.
التفوا حوله شهورا أو عاما حتى ينقل البلاد لشاطئ الحرية وبعدها فليرحل بعيدا ..ويترك لكم الساحة تتنافسوا فيها وتتناطحوا كما تشاؤون....

أنا لن أتشاءم ، فالنور يسطع في آخر النفق.. ولكن دربنا طويل ومفروش بالشوك والآلام ..فثورتنا بدأت على بشار ولن تنتهي بسقوطه ، إنها ثورة على كل الآفات الاجتماعية والسياسية والمفاهيم الخاطئة في كل مضمار، والتي زُرِعت فينا على مدى نصف قرن وأنجبت جيلا يقتات على الأنانية وحب الظهور..

وستبقى ثورتنا مستمرة إلى أن أن ينقرض هذا الجيل أو تندثر أفكاره ويولد جيل جديد يؤمن بالإيثار والتجرد وعمل الجندي المجهول ، هدفه الأول نهوض البلاد وليس الشهرة والأضواء والمنفعة الشخصية والعائلية والعشائرية، ولتحقيق هذا الهدف علينا كمثقفين العزف على وتر كبرياء الشعب السوري وحبه للتميز والتفوق والإنتاج بأننا وإن هُدمت بلدنا لسنا أقل إرادة وذكاء ونشاطا من الألمان واليابانيين الذين أنشأوا من تحت أنقاض الدمار حضارة عملاقة حينما ذابوا جميعا في حب الوطن وانصهروا بكل أطيافهم في بوتقته، وأضحى بناؤه هو المجد الشخصي لكل فرد فيهم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع