نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3324
شـــــارك المادة
كلنا رأى ذلك الشاب السوري الواقف إلى جانب إحدى السيّارات التي تضع شارة الأمم المتحدة, كان يتكلّم فينبعث الكلام صراخا يحمل أقسى معاني الألم, وهو يؤكّد تخاذل العالم عن نصرة شعب يقتل ويذبح, وتهدّم بنيته التحتيّة تحت سمع العالم وبصره.
لم يكن المقصود من احتجاز مراقبي الأمم المتحدة هو الانتقام من هذا العالم في أشخاص هؤلاء, ولكنّها رسالة أراد بعض شباب كتيبة أبناء اليرموك إيصالها إلى هذا العالم الظالم.
أراد أن يبيّن لهذا العالم المتفرّج على جراحنا أنّ استمرار خذلان العالم لهذا الشعب ستكون نتائجه وخيمة على هذا العالم. لقد عومل هؤلاء المراقبون أفضل معاملة, بحيث لم يعتبرهم هؤلاء الشباب أسرى, بل اعتبرهم ضيوفا يجب إكرامهم, ولم يكن هذا خوفا من انتقام العالم منهم, وهؤلاء الشباب لم يعرفوا الخوف يوما وهم يواجهون بأسلحتهم البسيطة كلّ أسلحة العالم المتطوّرة والمتقدّمة والتي يواجه بها النظام المدعوم دوليا هؤلاء الشباب, ولم يكن أي خوف على قضيتهم العادلة, فقد عرفوا موقف العالم من ثورتهم. لقد كان إكرام السوري لأصحاب القبعات الزرق من الواجب والكرم الذي عرف به الشعب السوري على مدى الأزمان, ومن دافع ديني يفرض عليهم حسن معاملة الأسير. إنّ الذي حدث مع مراقبي الأمم المتحدة هو الأول, ولن يكون الأخير إذا استمرّ خذلان العالم لهذا الشعب الذي فقد العالم ضميره تجاه قضيّته العادلة, وتجاه ما يلاقيه من أذى لم ير العالم على مدى التاريخ له مثيلا . لقد استطاع الشعب السوري أن يضبط سلوكه تجاه هذا العالم لمدّة عامين, إلّا أنّنا لا نستطيع إلّا أن نتوقّع انفلاتا لمشاعر الكثير من أبناء هذا الشعب؛ وعندها سيتحدّث العالم كلّه عن الإرهابيين الجدد الذين انطلقوا من أرض سورية, بل من العالم الإسلامي كلّه, والذي لايدري أحد كيف سيكون انتقامهم من هذا العالم الظالم, فالقطة التي يشتدّ بها الجوع قد تضطرّ لأن تأكل أبناءها. فعلى العالم أن يقوم بواجبه, وليحذر غضب الشعب السوري قبل أن يصل هذا العالم إلى مرحلة لا يلومنّ فيها إلّا نفسه.
حسام زهدي شاهين
محمود صالح
مجاهد مأمون ديرانية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة