..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بلاء حسن لأهل #حلب عبر التاريخ

محمد صالح المنجد

١ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3152

بلاء حسن لأهل #حلب عبر التاريخ
حلب يشعلون 00000897.jpg

شـــــارك المادة

الحمد لله،،،
‏تتعرض مدينة حلب‬⁩ الآن لأكبر مخطط تهجير وتدمير لم يحدث لها مثله في العصر الحديث بمكر أكابر المجرمين في الأرض.
‏وفيما يلي مواقف لأهل حلب عبر التاريخ الإسلامي تقوي الآمال في نفوس المسلمين استلهاما من سيرة أجدادهم، والناظر فيها يرى صبر مسلمي حلب وثباتهم.
وخصوصا في مواجهة الباطنية كما يحدث الآن تماما ويؤازرهم كفرة أهل الكتابين.

كان لأهل حلب جهاد ورباط من نوع خاص، لا عهد للناس به، ففي أوائل القرن السادس عدا الفرنج على حلب وحاصروها وطال حصارها وأشرفوا على الاستيلاء عليها.
وبلغ بأهلها الضُّرّ إلى أن أكلوا الميتات والجيف ووقع فيهم المرض، مطروحين من الضر في أزقّة البلد، فإذا زحف الفرنج، قاموا كأنما نشطوا من عقال.
وقاتلوا حتى يردوا الفرنج ثم يعود كل واحد من المرضى إلى فراشه في الأزقة والطرق، وما زالوا في هذه الشدة إلى أن أعانهم الله بآقْ سُنقر البُرسُقي، فأخلص النية لله في نصرتهم، ووصل إلى حلب في ذي الحجة من سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وأغاث أهلها ورحل العدو عنها.
قال ابن العديم رحمه الله: أخبرني والدي وعمي عن أبيهما قال: لما اشتد الحصار على حلب اتفق رأيهم على أن يسيروا إلى متوليها، وهي في أيدي نوابه وقد تركها ومضى إلى ماردين.
قال: فذهبنا إلى الموصل، فوجدنا البرسقي مريضا فطلبنا منه أن يغيث المسلمين، وذكرنا له ما حلّ بأهلها وأنهم يأكبون الكلاب والقطط الميتة والجيف.
فقال: كيف لي بالوصول إلى ذلك، وأنا على ما ترون؟
فقلنا له: يجعل الأمير في نيته وعزمه متى خلّصه الله من هذا المرض أن ينصر المسلمين.
فقال: إي والله، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إني أشهدك أنني إن عوفيت من مرضي هذا لأنصرنّهم. فما استتم ثلاثة أيام حتى فارقته الحمى وعوفي.
فنادى في عسكره بالجهاد، فخرجت عساكره وتجهزت، وتوجه بهم حتى أتى حلب، فخرج أهلها إلى لقائه، فقصد نحو الفرنج وأهل البلد مع عسكره، فانهزم الفرنج.
وأبعدهم آق سنقر عن البلد ودخلها ورتب الأحوال وجلب إليها الغلال وأمن الناس واستقروا.
وسلّم حلب إلى ولده الأمير عز الدين مسعود فأحسن فيهم السيرة.
وفي سنة 520 قُتل آق سنقر بالجامع العتيق بالموصل بعد الصلاة يوم الجمعة، قتله الباطنية، وكان رأى تلك الليلة في منامه أن عدة من الكلاب ثاروا به.
فقتل بعضها ونال منه الباقون أذى شديدا، فقصّ رؤياه على أصحابه فأشاروا عليه بترك الخروج، فقال: لا أترك الجمعة لشيء أبدا. وكان يشهدها مع العامة، فحَضر الجامع على عادته، فثار به مِن الباطنية ما يزيد على عشرة أنفس، فقتل منهم ثلاثة ثم قُتل رحمه الله. (بغية الطلب فى تاريخ حلب (4/1964-1969))

بايع القرامطة أحمد بن عبد الله بن محمد المعروف بصاحب الخال بعد مقتل أخيه، فعاث بالشام فسادا وغلب على أطراف حمص، وفتحوا له بابها، وسار إلى حماه، ومعرة النعمان وغيرهما من البلاد، فقتل أهلها، والنساء والأطفال، ثم جاء إلى سلمية، فمنعوه، ثم أعطاهم الأمان ففتحوا له بابها، فدخل وقتل الهاشميين أجمعين بها، ثم قتل الرجال ثم البهائم ثم الصبيان، ثم خرج منها وليس بها عين تطرف، وجهز جيشا كثيفا وسار بجنده إلى ناحية حلب، فقتلوا خلقا عظيما، ونهبوا البلاد حتى وصلوا إلى حلب وحاصروها، فتسارع أهل حلب في يوم الجمعة من سنة 290، وطلبوا الخروج لقتالهم فمُنعوا من ذلك، فكسروا قفل باب المدينة، وخرجوا إلى القرامطة فتحاربوا، ونصر الله أهل حلب عليهم، وقتلوا من القرامطة جماعة كبيرة، وخرجوا يوم السبت إلى عيد الفطر، وعيّد المسلمون وخطب الخطيب على العادة، ودخل الرعية إلى مدينة حلب في أمن وسلامة، وأشرف أميرهم على عسكر القرامطة فلم يخرج إليه أحد منهم، فلما يئسوا من فرصة ينتهزونها من حلب ساروا إلى صاحب الخال.

ولما علم الخليفة بالأمر جهز عسكرا قويا في المحرم سنة 291 وتوجه لقتال القرامطة، فقُتل من القرامطة خلق كثير وانهزم صاحبهم نحو الكوفة فقُبض عليه وحُمل إلى الخليفة فشُهر وطيف به على جمل، ثم بنيت له دكة فقتل عليها هو وأصحابه. (بغية الطلب فى تاريخ حلب (2/ 927))
وفي سنة 354 ثار رجل من القرامطة اسمه مروان، كان يحفظ الطرقات لسيف الدولة بحمص، فملكها وما حولها، فقصده جيش من حلب مع الأمير بدر فقاتلوه، فرماه بدر بسهم مسموم فأصابه، ثم أَسر أصحاب مروان بدرا، فقتله مروان، ثم مات مروان القرمطي هذا بعد أيام، وتفرق أصحابه. وردّ الله كيدهم. (البداية والنهاية (15/271))
نسأل الله أن ينصر دينه ويُعلي كلمته ويهزم الكفرة ويدفع البلاء عن بلاد المسلمين.

 

 

حساب الكاتب على تويتر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع