..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

عصبة البلدان السلافية هل تقي روسيا شر الهزيمة في سوريا؟

عباس عواد موسى

٢١ فبراير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3596

عصبة البلدان السلافية هل تقي روسيا شر الهزيمة في سوريا؟
عواد موسى1.jpg

شـــــارك المادة

الأنظمة الطائفية متجذرة, بفعل الاستعمار الذي يعشق سفك الدماء, وتنوعت الشعوب في دمويتها.
لكن الأنظمة الطائفية كحال الكاثوليكية الألمانية والأرثوذكسية الروسية والعلوية السورية هي الأكثر دموية على وجه الأرض.
فمنذ ربع قرن والبلدان الأرثوذكسية تسعى لتشكيل عصبة بزعامة روسيا على غرار الاتحاد الأوروبي والناتو معاً.

 


وطيلة هذه المدة, وأنا أتابع انشغال وسائل الإعلام بهذا الموضوع الذي لا يمكن تحقيقه إلا بحرب كبرى .
فجاءت الثورة السورية لتكشف كل الخيوط ودوائر الاستعمار ومخططات الطامعين والمتكالبين والدمويين وأدواتهم في دولنا والعالم أجمع .
بيد أن بعض المراقبين والمحللين يتحدثون عن عدم إمكانية تحقيق ذلك في الوقت الراهن ولا حتى في الزمن المنظور
 المعلومات الأمنية والعسكرية التي همسها بعض الذين أعرفهم في أذني , أكدت , أن الإتحاد الأوروبي قد انتهى .
والدول التي كانت تنتظر دورها للحاق به, تعي هذه الحقيقة جيداً.
ونفوذه السابق على الأنظمة العربية الراكعة لم يعد كما كان.
وهذا يدل على أن المرحلة الحالية تعيش مخاضاً عسيراً, يجري الحديث فيها عن ولادة أحلاف جديدة للإبقاء على الطوائف والأقليات في قمة هرم قيادات بلدان العالمين العربي والإسلامي.
ومن هنا, فلا غرابة من اتفاق العالم بأسره على عدم تسليح المعارضة السورية كي لا يسقط النظام بأيدي من سيشكلون امتداداً للقيادتين المتقاربتين في تركيا ومصر, وسيتشكل شرق أوسط غير تابع وستسقط بتشكيله القيادات التابعة, التي تعمل على عرقلة النهضة العربية الإسلامية بالإنابة عن أسيادها.
وفعلاً, اخترقت روسيا البلدان التي لن يأتيها دور اللحاق بالإتحاد الأوروبي ألبانيا ومقدونيا وكوسوفا والجبل الأسود اقتصادياً .
لكنها اصطدمت بموقف هذه البلدان المؤيد للثورة السورية التي تهدد الأمن القومي الروسي,
والذين وضعوا هذه المعلومات في أذني أكدوا إن نواة الرابطة السلافية, حقيقة, صرح بها الروس قادة في جمهوريات يوغوسلافية سابقة وقادة أصراب في كوسوفا والبوسنة والهرسك.
السياسي والخبير القانوني الأوكراني المعروف اليكسندر بروغنيماك من العاصمة (كييف) جدد طرح فكرة رابطة الدول السلافية في أيار الماضي, وهي الفكرة التي كان قد طرحها الدكتاتور جوزيف فيساريونوفيتش ستالين باسم المشروع السلوفيني.  
وجاء في فكرته أن على أوكرانيا أن تشترك وتساهم في تأسيس رابطة للدول السلافية كي تكون في حلف قوي يحسب له الأوروبيون ألف حساب, وأشار إلى أن العصبة باتت أمراً ضرورياً في عصر العولمة. وهو خيارها الاستراتيجي الوحيد.
بروغنيماك قال: إن كلاً من روسيا وروسيا البيضاء وأوكرانيا ليست الواحدة منها في قوة تقيها قوة الغرب ولا حتى ضربات الشرق, ولذا فعليها التمحور.
وهو ما فسره العديدون بهزيمة مرتقبة لروسيا في سوريا.
ومما قاله لا يجب أن نقبل بأن نكون حجراً على رقعة شطرنج يلعب عليها الشرق والغرب على حد سواء. فبروغنيماك متأكد من تنامي الغرب والإسلام في ظل العولمة وكلاهما خطر على العرق السلافي الذي يتحتم عليه تأسيس رابطة لبلدانه.
وتتشكل العصبة في البداية من روسيا وروسيا البيضاء وأوكراينا وتنضم لها لاحقاً صربيا وكرواتيا والجبل الأسود ومقدونيا وبلغاريا وبولندا والتشيك وسلوفاكيا.
وفي ذلك, مسح لتقسيم السلافيين الأرثوذكس (شرقاً وجنوباً) الذي حدث بفعل الخلاف مع الكاثوليك في العقود الأخيرة.
البرلمان هو السلطة التشريعية للعصبة كم أوردت الفكرة, وسيتكون بواقع خمسين عضواً لكل دولة عضو في العصبة.  
وعليها إنشاء منطقة للتجارة الحرة فيما بينها وتعزيز الرابط الاقتصادي.
 وصرح آندري نيستيرينكو سفير روسيا في مونتينيغرو مؤخراً إن بلاده والجبل الأسود ارتقتا في العلاقات إلى حد الشراكة وذات الشيء مع صربيا وبلغاريا.
ولم يستبعد مراقبون آخرون, انضمام قبرص واليونان الأورثوذكسيتين للعصبة وانسحابهما من الإتحاد الأوروبي, ودول مفلسة أخرى جراء مضاربات كاثوليكية عليها.
ألسفير المقدوني السابق في بلغاريا غورغي سباسوف قال إن فكرة الإتحاد السلافي تعود إلى مئتي سنة.  
وترددت في صيغ مختلفة ومتعددة وفي فترات زمنية وتاريخية معينة.
واستشهد بتأسيس يوغوسلافيا الملكية ويوغوسلافيا الاشتراكية سابقاً.
وأما البروفيسور ستيفو بينداروفسكي المستشار الأسبق للرئيسين المقدونيين بوريس ترايكوفسكي وبرانكو تسرفينكوفسكي فيرى السّوء في إنشاء عصب جديدة, والأهم عنده, هو اتفاقيات تعاونية في شتى المجالات تفي بالغرض وتبعد عن الجميع شبح الحرب.
فمقدونيا, لا تستقر بوضعها في قالب ألبانيا وكوسوفا ومونتينيغرو وعلى روسيا أن تفهم ذلك.
وقال علينا أن نرى أولاً الاتفاق بين روسيا وروسيا البيضاء وأوكراينا حيال العصبة.
بريدراغ سيميتش, ألأكاديمي والدبلوماسي الصربي, لم يعد يطيق الانتظار.
فقد قال لي عشية انضمام بلغاريا ورومانيا للإتحاد الأوروبي, إنهما آخر مسمارين في نعشه, وأضاف, علينا أن نتحقق في أمرنا ومصيرنا وإلى أين نحن ذاهبون؟
ويعتقد أن سعي بوتين للشراكة الأوروبية الآسيوية انطلاقاً من روسيا وقيرغيزيستان وكازاخستان يمكن أن يكون لاعباً أقوى على الساحة الدولية من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
إيجور موراديان, المحلل في اسبوعية إر كراماس الأرمنية نشر في الربيع المنصرم أن بلغاريا وصربيا تتجهان نحو الوحدة ولم يستبعد انضمام دول سلافية أخرى من يوغوسلافيا السابقة لهما, كما ولم يستبعد انضمام اليونان وقبرص الغير سلافيتين للحلف الذي سينشأ.
الثورة السورية, ذاتية الوقود. اختلطت أوراق اللعبة فيها, وخلطت أوراق العالم بأسره.
ولذا, فهي ماضية حتى تهزم العالم المتآمر وستسحل كل حاكم مستبد ظالم يتشبث لأن يبقى على حاله... عميلا.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع