الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 2865
شـــــارك المادة
مصطفى كامل-إسطنبول
خلال 100 ساعة أمضاها في تركيا، التقى جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي الرئيس التركي عبد الله غُل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وعدداً من كبار المسؤولين.
وإذا كان الهدف الأساسي المبرمج مسبقاً للزيارة هو حضور مؤتمر اقتصادي عالمي في إسطنبول، فإن الظرف الإقليمي أضاف أبعاداً جديدة لزيارته.
إسرائيل وحزب العمال يقول الكاتب مراد يتكين في مقال بصحيفة حريت إن بايدن -الذي لا يعرف كداعم لمواقف تركيا- ناقش موضوع العلاقات المتدهورة مع إسرائيل وأهمية تطبيعها، خلال لقائه مع غُل وأردوغان ورئيس البرلمان جميل تشيتشك، لكنه تلقى من الأتراك رداً مقتضباً مفاده "بالإمكان التحدث مع الحكومة الإسرائيلية، وهم يعرفون ما يجب عليهم فعله".
ويضيف أنه بسبب الانزعاج الإسرائيلي من نتائج الانتخابات المصرية، تعتقد أنقرة أن واشنطن ستسعى لإقناع إسرائيل بالتوصل إلى حل مقبول للأزمة مع تركيا.
وبخصوص حزب العمال الكردستاني يؤكد يتكين أن بايدن نقل للأتراك ما أكده للمعنيين في بغداد وأربيل، وهو أنه لن يكون هناك حد لتعاون واشنطن وأنقرة لوقف "إرهاب" حزب العمال الكردستاني.
ومن جانبها أكدت المحللة السياسية سيفيل كوتشك كوشوم أن بايدن قدَّم للقيادة التركية ضمانات بعدم حصول فراغ في شمال العراق، مع انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد، وأن واشنطن ستقدم أقصى دعم للتصدي لحزب العمال الكردستاني، مؤكداً أن بلاده تدرك حساسية هذا الموضوع بالنسبة لتركيا.
لكن المفارقة أن أميركا التي احتلت جار تركيا الجنوبي مدة تسعة أعوام، لم تمنع أن يكون شمال العراق منطلقاً لهجمات دامية في الداخل التركي.
ملفات ويعتقد المحلل السياسي سمير صالحة -في حديث للجزيرة نت- أن بايدن الذي جاء لأول مرة إلى تركيا بصفته نائباً للرئيس الأميركي، حمل معه العديد من السيناريوهات والاقتراحات لمرحلة ما بعد "الربيع العربي" وبأي اتجاه ستسير المنطقة.
فبخصوص الملف الإيراني، يرى صالحة أن بايدن عرض أمام الأتراك ما ستعوِّضه واشنطن لبلادهم عند التحاقها بنظام العقوبات الجديد المقرر ضد طهران.
ويشير إلى أنه نظرا لأهمية الموقف التركي في تنفيذ تلك العقوبات، فإن واشنطن لا تريد أن تتعرض لصفعة تركية جديدة على غرار موقفها الرافض لغزو العراق عام 2003.
وفي مقابل ذلك، يعتقد صالحة أن بايدن قدَّم وعوداً لتركيا بحسم ملف حزب العمال الكردستاني نهائياً، وباتخاذ موقف يحول دون إدانة أنقرة بخصوص ملف إبادة الأرمن وقضايا أخرى تقلق الداخل التركي، فضلا عن موضوع قبرص وتحقيق الاستقرار في شرق المتوسط، مؤكداً أن ثمة مساومات تجري بعيداً عن الأضواء.
ويعتقد صالحة أن أنقرة استجابت تماماً لرغبات ضيفها، متوقعاً أن تخطو فيما يمكن أن يوصف بأنه "مسعى اللحظة الأخيرة" تجاه طهران، لإعطائها فرصة جديدة.
وأشار إلى أن الأيام القليلة القادمة ستسفر عن اتصال تركي إيراني عالي المستوى لمحاولة إقناع طهران بتغيير سياساتها في المنطقة بشكل عام، وفي ضوء نتائج ذلك التحرك ستحدد أنقرة خطواتها المقبلة.
سوريا ولبنان وأكد صالحة أن بايدن رغم مناقشته مسار الأزمة السورية فإن التركيز كان على مناقشة مرحلة ما بعد بشار الأسد.
وأكد أنه قدَّم وعداً لتركيا بأن بلاده لن تتخلى عن المصالح التركية داخل لبنان.
وحول سيناريوهات الموقف التركي المرتقبة بشأن سوريا في ضوء زيارة بايدن، قال صالحة إن تركيا أعطت الأولوية للتعامل مع دمشق انسجاماً مع مواقف الجامعة العربية، وإذا انتهجت الجامعة موقفا متشدداً إزاء دمشق، فإن أنقرة ستكون جزءاً من التصعيد.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة