..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

اذا لم تستح فقل ما شئت

حسان الحموي

١٩ يناير ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3686

اذا لم تستح فقل ما شئت
جامعة حلب 1.jpeg

شـــــارك المادة

المجزرة التي شهدتها جامعة حلب في صباح الثلاثاء الماضي كانت من أبشع المجازر التي يشهدها صرح علمي في تاريخ البشرية؛
حصلت هذه المجزرة عندما استهدفت طائرة النظام بقذيفتين مبنى كلية هندسة العمارة وأسفرت عن سقوط 87 قتيلا وأكثر من 160 جريحا، وبصفاقته المعهودة فقد سارع إعلام النظام الرسمي إلى اتهام "المجموعات الإرهابية المسلحة باستهداف الجامعة".

 

 

وبنفس السيناريو الذي كان يتم إخراج تفجيرات دمشق في بداية الثورة، والذي أظهرت الوثائق فيما بعد تورط أجهزته المخابراتية فيها، بالرغم من تأكيد الناشطين وشهود العيان بأن طائرات النظام الحربية هي من استهدف الجامعة بقذيفتين.
وكان ذلك استباقا للإدانة والاستنكار المتوقع من قبل المجتمع الدولي، وتحسبا لإدراج هذه الجريمة ضمن مطالب الإحالة إلى محكمة الجنايات الدولية، التي سعت إليها سويسرا ومعها 57 دولة و الموجهة إلى مجلس الأمن، إلا أنها جوبهت كالعادة بالتعنت الروسي الذي مازال يدافع بصلف منقطع النظير عن النظام السوري؛ بعد أن انحشر هو وحليفه الإجرامي في الزاوية بعد المكاشفات الإبراهيمية التي عرته وعرت موقفه من القضية السورية.
اليوم يظهر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجددا ليتحفنا بدرس من الأخلاق على الطريقة الروسية ويقول بأنه من "المعيب" أن تتهم الولايات المتحدة النظام السوري بتحمل مسؤولية المجزرة التي أوقعت ما لا يقل عن 87 قتيلا في جامعة حلب الثلاثاء".
بعد أن "رأى على السي إن إن بيانات لا تستبعد أن تكون القوات المسلحة (السورية) نفذت الاعتداء، فهو لا يمكنه تصور أمر معيب أكثر من ذلك".
فلافروف يعتبر أن كل القتل والدمار الذي يحصل في سورية هو من صنيعة العصابات الإرهابية المسلحة والتي تريد إزالة حليفة عن كرسي الحكم، لذلك فهو يعتبر أن هجوم حلب "استفزاز دام عديم الرحمة، وانتقام من الإرهابيين للخسائر الفادحة التي ألحقتها بهم القوات النظامية".
فهو باعتراضه على اتهام العصابة الأسدية لا يدافع عنها فقط: وإنما يدافع عن موقف بلاده بإحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية، ويبرر أيضا صفقات السلاح القادمة التي سوف ترسل عبر بوارجه المتوجهة نحو الساحل السوري في الأيام القادمة.
فلو كان عند لافروف ذرة من شرف العاهرات لقبل أن يتم تشكيل لجنة تقصي حقائق حول هذه المجزرة على أقل تقدير، ولكنه يعلم أنه إن قبل بذلك فسوف يكون لزاما عليه قبول ما يترتب عليه من إحالة لهذا الملف الى محكمة الجنايات الدولية، وهو الذي يعلم أكثر من غيره بالمجازر التي يرتكبها الأسد وعصابته وهو الذي مازال يدعم ذلك من خلال المرتزقة من أبناء جلدته، وبالتالي سوف ترتد الإدانة عليه إن هو قبل بذلك، لذلك نراه يحاول الذود عن حياض حليفه في الإجرام بطريقة العاهرات التي تدافع عن شرفها.
فهدفه اليوم ليس إدانة المجازر أو إحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية وإنما القضاء على أي بادرة أمل في تحقيق نصر للمعارضة السورية؛ وخاصة الكتائب الإسلامية والتي أضحت مصدر رعب حقيقي لعصابات الأسد وله ولأمثاله في الغرب المنافق. لذلك هو يقول "بالنسبة لنا الأهم هو وقف العنف (...) وبالتالي فإن البقية يمكن أن تنتظر بما في ذلك القضاء".
فالدماء الزكية التي تسال على يد الجزار بإمكانها أن تنتظر ريثما يتم القضاء على الشعب السوري.
وأما المبادرة التي تقدمت بها سويسرا و57 دولة بطلب تحقيق من المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم حرب قد تكون مرتكبه في سوريا، فهو برأيه "غير مفيد" في هذه المرحلة لأنها سوف تدينه وتدين حليفه بشار وعصاباته.
فلافروف ينطبق عليه القول إذا لم تستحي فقل ما شئت.
وطبعا هذا الموقف الروسي هو محل ارتياح للغرب لأن العالم الغربي لا يعترف بالمطالب المحقة للشعب السوري ويخشى من سيطرة الإسلاميين على السلطة في سورية لأن روسيا والغرب تفهم الإسلام بصورة مشوهة وسيئة جدا.
و لأن رجال الدين للأسف وبدون أي استثناء أخفقوا في نشر وشرح وتفهيم تعاليم الإسلام للعالم، وإقناع الغرب بأن الإسلام دين العدالة والحق والسلم والسلام والتقدم والعلم .............
لذلك فقد كسبنا عداوة كل العالم ولم يعد يثق بنا أحد وأصبح برأي الغرب أن من يمثلنا ويمثل الإسلام هو تلك الكتائب ذات التسميات الإسلامية والتي يعيد لهم صورة تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية فقط، ولا بد من تصحيح هذا الخطأ فورا ، لأننا كثورة سورية أصبحنا نواجه العالم كله ونحن لسنا أعداء لأحد؛
وإنما أصحاب حق ولنا مظلمتنا التي تنتظر دون أن تجد من ينتصر لها؛ لذلك علينا الإسراع بتوحيد صفوف الكتائب والألوية تحت مسمى الجيش السوري الحر، والاكتفاء بترقيم الكتائب والألوية والفرق المنضوية تحته، دون أن نتخلى عن المقومات الإسلامية التي يجب أن تبنى عليه، فالإسلام ليس بالتسميات وإنما بالممارسة والله ينصرنا بعقيدتنا وجهادنا و اجتهادنا وليس بمسمياتنا {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105] .

تعليقات الزوار

..

ابو سليم - الكويت

٢٧ يناير ٢٠١٣ م

مقال سخيف وحاقد للأسف ، فمع شوية تفكير نجد ان النظام لن يقصف الجامعة وهو يحلق فوق مدينة تضج بالحركة والجامعة اصلاً تحت سيطرته ، لا تشوهوا الثورة السورية النقية بالكذب والاتهامات الجزافية بل يجب ان نكون شفافين ونعترف بالحقيقة

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع