محمد حسن العلي
تصدير المادة
المشاهدات : 7488
شـــــارك المادة
والآن وقد انطلقت الحناجر تصدح في كل ربوع سوريا (الشعب يريد إسقاط النظام (وفي البداية ظنت عصابة الإجرام المتحكمة برقاب الشعب السوري أن هؤلاء المتظاهرين هم مجموعة من السفهاء ( الزعران) الذين غاب عن وعيهم أنهم مستعبدون للحاكم بأمره، حاكم سوريا - وأن مثل هؤلاء لابد من تأديبهم أمام المساجد التي يخرجون منها وتكفيهم العصي والكرابيج ليُؤدبوا بها من أجهزة الأمن والشبيحة، واعتقال الناشطين منهم ليأخذوا حظهم من جرعات التعذيب بطريقة أكثر وحشية و أشد قسوة.
ولكن بمرور الأيام والجمع اشتد زخم الثورة واتسع انتشار رقعتها، فأصبحت ترى ليس فقط عشرات الألوف، بل مئات الألوف كما في حمص وحماه ودير الزور، وأصبحت هذه الثورة محط اهتمام الإعلام الخارجي والبعثات الدولية في سوريا لينقلوا إلى دولهم ماذا يجري في هذا البلد. وظن الثوار أنهم أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من سقوط هذا النظام المجرم كما حدث في تونس ومصر. ولكن هيهات؛ فبدلا من تصغي هذه العصابة المجرمة لنداء العقل السليم الذي يرشدها لسلوك الطريق الصحيح لتنسحب من الساحة السياسية وتترك هذا الشعب الذي عانى طيلة أربعة عقود خلت من مرارة الذل والاستعباد وتتركه بكل مكوناته الطائفية والعرقية ليعيش حياة الحرية والكرامة كغيره من شعوب الأرض وتتخد من مبارك مصر وزين عابدين تونس أسوة للتخلي عن تحكمها وإجرامها. ولم تكفها أربعون سنة وهي ترتع وتنهب كل مقدرات البلد، ولكن شياطين الإنس والجن ونفخات كبرياء الغرور والهوى أبت عليها إلا أن تحزم أمرها وتهدد هذا الشعب العظيم - شعب سوريا - لتقول له إما الأسد وإما خراب البلد، ولكن أحرار سوريا أبوا إلا أن يقولوا ويرفعوا شعارهم (الموت ولا المذلة)؛ وعندها بدأ القتل يستحر في المتظاهرين الأحرار وكأنهم على موعد في كل جمعة مع عشرات الشهداء و عشرات الجرحى، يقفون بصدورهم العارية أمام آلة إجرام تحصد الصغير والكبير، المرأة والرجل، وأن المثل الليبي هو الذي يجب أن يحتذى في سوريا بعد أن فاتهم المثل التونسي والمصري، فأصبحت تراهم في كل جمعة يرفعون شعار استغاثة. فبدأت تلك الاستغاثات بالأقربين الذين هم أولى في النصرة، فتارة نرى شعار أين العرب، وأخرى أين الجامعة العربية، وثالثة أين منظمة التعاون الإسلامي، ولكن الاستجابة كما قال الشاعر: (أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي). بل نسمع فقط تصريحات من هنا وهناك ولكن كما يقول المثل العربي: (تسمع جعجعة ولا ترى طحنا). وعندما وصل الإجرام الأسدي حد ذبح الأطفال وهتك الأعراض، عندها وجد الثوار أنفسهم مضطرين لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم، وبدأوا يطالبون وبحماس وخاصة عندما سمعوا بعض التصريحات من الساسة الغربيين وهم يطالبون العصابة الأسدية بالتنحي وأن صلاحيتها قد انتهت وأن فترة حكمها قد أوشكت على النفاذ، وعندها استبشر الثوار خيرا أن عالم الديمقراطية في القرن الحادي والعشرين، عالم الحرية والكرامة الإنسانية، كما ادعى ويدعي دهاقنة السياسة هناك أن هذا العالم الحر هو معهم لنيل حريتهم وكرامتهم. فارتفعت شعاراتهم لتقول نطالب بحماية دولية، وأخرى تطالب بحضر جوي، أو تدخل مجلس الأمن. حتى أصبح كل عاقل مسلم حر يفهم حقيقة دينه يشك بأن المسلمات التي استخلصناها من قرآننا وتاريخنا والتي تؤكد أن هؤلاء الساسة الغربيين ما هم إلا صليبيون جدد، وهم الذين سعوا بمكرهم وكيدهم لتمزيق العالم العربي والإسلامي وتدميره وتخريبه بأيدي وكلاء صنعوهم على أعينهم مثل هذا المجرم المتسلط على سوريا، ليكون هو أداة التخريب والتدمير، فأصبحنا نظن أن هذه المسلمات التي نعتقدها يجب يعاد النظر في واقعيتها من كثرة ما نسمع من تصريحات نارية طيلة فترة الثورة. تصريحات من الساسة الغربيين ومن مسؤولي الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والكل يتباكى على حقوق الإنسان المهدورة في سوريا على أيدي العصابة الأسدية التي أصبحت أيامها قصيرة في سوريا حسب زعمهم، وأنها يجب أن تتخلى وتتنحى لتفسح المجال لحكم ديمقراطي يضمن حقوق الجميع كما يزعمون. وبدأت الوفود تتوالى على سوريا ابتداء من الدابي وانتهاء بالإبراهيمي مرورا بعنان. وتعطى المهل تلو المهل لهذا المجرم ليجهض على الثورة وعلى الثوار ويخرب كل مقومات الحياة الإنسانية في هذا البلد. وعندها أدرك الثوار وكل أبناء سوريا المدركون للواقع السوري أن مسلماتهم نعم صحيحة ويأكدها قول ربنا عز وجل: "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم" والآية الأخرى "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" وأن وقائع التاريخ حق. والآن وقد انسدت جميع أبواب النصرة لهذا الشعب الأعزل، وأن المعركة قد استبانت معالمها وتحددت أطرافها، إنها معركة الإسلام والمسلمين ضد كل أطراف المجوسية التي سقطت أقنعتها واستبانت حقيقة حقدها ومكرها لكل المخدوعين من أبناء هذه الأمة والذين كانوا يتوهمون أن هذه الأطراف المجوسية من طهران إلى لبنان مرورا بسوريا هم حزب المقاومة والممانعة. لقد سقطت تلك الأقنعة وظهر لكل عاقل وبصير حقيقة الحقد الدفين الذي تخفيه صدور هؤلاء المجوس على الإسلام والمسلمين، وعلى الجنس العربي، وأن الممانعة والمقاومة ما هي إلا خداع لتضليل المغفلين من أبناء هذه الأمة، الذين لو قلت لأحدهم قبل سبع أو ثمان سنوات أن سيد المقاومة في لبنان كذاب أفّاك لرجموك بالحجارة، ولكن الحمد لله الذي أظهر الحق وفضح الباطل، عندها اتضح لثوار سوريا وأحرارها أن لا معين ولا مغيث لهم من جميع سكان المعمورة، بل والغرب والشرق والمجوس الكل يريد إفنائهم وتدمير بلادهم. ولم يبقى لهم نصير على وجه الأرض إلا الغيورين من أبناء المسملين، عندها رفعوا أعينهم إلى أبواب السماء وارتفع الشعار الذي أضلوه وضللهم عنه هذا المجرم وأبوه الهالك ارتفع هذا الشعار (ما لنا غيرك يا الله) وهذا هو الركن الركين في موضوع المعالم القادمة على طريق الثورة بإذن الله.
محمد إياد مسامح
مجاهد مأمون ديرانية
محمد بشير حداد
نجوى شبلي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة