نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3770
شـــــارك المادة
ترتفع الأصوات المستنكرة لوجود الجيش الحر داخل الأحياء والشوارع المناصرة للثورة السورية خاصّة في مدينة حلب, ممّا يدفع الإنسان إلى التفكير في هذه الظاهرة الغريبة التي توجّه اللوم إلى الضحية وتترك الجلاد.
وهنا لابدّ أن نذكّر:
هل كان الجيش الحر موجودا أصلا عندما اقتلع النظام أظافر أبناء درعا, وقتل حمزة الخطيب وتامر وهاجر وغيرهم من الأطفال عدا عن هؤلاء الذين قضوا تحت التعذيب؟! أليس جيش النظام هو الذي وجّه رصاصه ومدافعه إلى المظاهرات السلمية التي خرجت تطالب بأبسط حقوق الإنسان {وهي حريّة التعبير والرأي }ولم يكن يحمل المتظاهرون وقتها إلا الورود والرياحين, وكانوا يهتفون لجيش حماة الديار معتقدين بأنّه هو الذي سيحميهم من بطش النظام, واستمروا هكذا لشهور يقتّلون ويعذبون, وتغتصب نساؤهم, ويذبّح أطفالهم على مرأى منهم, ولم يكن الجيش الحرّ وقتها على الساحة ؟! ألا يرى هؤلاء الذين يصدّرون الاتهامات إلى الجيش الحر بأنّ الأطفال الذين ذبحهم النظام الطائفي المجرم لم يكونوا يحملون سلاحا, ولم تكن النساء اللواتي اغتصبن من قبل جيش النظام وشبيحته لم يكن هؤلاء ممّن حملن السلاح، بل كنّ طالبات متوجّهات إلى مدارسهنّ, أو جامعاتهنّ, أو كنّ ممّن أراد النظام إذلالهنّ لأنّ أحدا من أقاربهنّ يشتبه في انتمائه إلى الجيش الحر؟ّ. إنّ المعركة الشرسة التي يواجهها شعبنا يجب أن تجعلنا نلتمس بعض العذر لمن يوجّه اللوم إلى الجيش الحر, إلّا أنّ ذلك يجب أن يجعلنا نقدّر أيضا قيمة التضحيات التي يجب أن نبذلها في سبيل الحصول على حريتنا, والتي تأخرنا كثيرا في المطالبة بها؛ فكان الثمن الذي ندفعه الآن, والذي سيكون أكبر إن توقفنا. إنّ أكثر من أربعين سنة من الإذلال هي كافية لأن تجعلنا أكثر استعدادا للتضحية والفداء. الكلّ عليه أن يعمل, وكلّ في موقعه, ومن تيسّر له الوصول إلى ساحات المعارك، فليفعل, ومن تيسّر له أن يقدّم المال فليفعل, ودون أن ننسى أو نتناسى أنّ ما يتحمّله أهل الداخل السوري لا يقارن بما يقدّمه من هو خارج سورية. ولكنّنا نقول أيضا: إنّ هناك في الداخل من لا يزال لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء مع كلّ ما يرونه من قتل ومذابح وطائفية, وكان الأجدر بهؤلاء الذين يستنكرون على الجيش الحرّ وجوده في الأحياء السكنية أحيانا, كان الأحرى بهؤلاء أن يعلموا أنّ أهل مكّة أدرى بشعابها, وأنّ الجيش الحر إنّما يعمل وفق خطط مدروسة, وهم يدفعون دماءهم وأرواحهم في سبيل حريّتنا, فلنكن أكثر حكمة, ولنعلم أنّ من يريد الإيقاع بين الشعب والجيش الحر؛ إنّما هو النظام وأتباعه, ومن يخططون له. ونقول أيضا بأنّ هؤلاء الرماديّين موجودون في كلّ زمان ومكان, وقد نسي هؤلاء قوله تعالى :{ولا تهنوا في ابتغاء القوم, إن تكونوا تألمون, فإنّهم يألمون كما تألمون, وترجون من الله مالا يرجون} صدق الله العظيم.
رضا خليل الجروان
عماد الدين خيتي
مجاهد مأمون ديرانية
علي محمد آل شاهر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة