سركيس نعوم
تصدير المادة
المشاهدات : 6668
شـــــارك المادة
غالبية العرب والمسلمين السنة تتابع وبكثير من القلق أخبار محاولات إطلاق حوار جدي بين أميركا والجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد نحو اثنتين وثلاثين سنة من الجفاء والعداء والتحارب بالواسطة. ذلك أن نجاح الحوار يساعد في خلق مناخات إيجابية في المنطقة تسهل التوصل إلى حلول أو بالأحرى إلى تسويات لمشكلاتها الملتهبة، مثل الصراع الفلسطيني والعربي – الإسرائيلي أو على الأقل تشعباته الإقليمية، ومثل الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من 20 شهراً، ومثل "حزب الله" الذراع العسكري لإيران في الشرق الأوسط والداعم الأساسي لنظام الأسد، ومثل التهديد الإيراني لدول الخليج العربية ولإسرائيل في وقت واحد، ومثل الملف النووي لإيران الإسلامية.
كما أن فشل الحوار المشار إليه أعلاه قد يدفع أميركا إلى استعمال القوة مع إيران الأمر الذي يلغي دورها المباشر والمزمن في كل الأزمات الإقليمية، وتالياً الذي يُسهِّل إيجاد حلول لها تناسب أعداءها. علماً أن عدداً من هؤلاء ربما يفضلون الحل العسكري لاعتبارات كثيرة معروفة. هل من جديد على صعيد الحوار الأميركي في ظل الكلام الإعلامي الغربي والعربي عن انطلاقه بعيداً من الأضواء في أكثر من دولة أجنبية، وعن الأقنية المتنوعة التي يجري من خلالها؟ يجيب إيرانيون عن هذا السؤال، استناداً إلى قريبين من طهران، بالقول أن القادة الفعليين لنظامهم ليسوا ضد الحوار الجدي ولم يكونوا يوماً ضده. وقد تحاور أو تفاوض ممثلون أميركيون وإيرانيون أكثر من مرة في العراق وفي أفغانستان وأحيانا في جنيف ومدن أوروبية أخرى. ونتجت من ذلك تفاهمات ساعدت واشنطن في الدولتين المذكورتين أعلاه. أما الحوار حول الملف النووي فقد جرى أيضا وكان حيناً غير مباشر، وحيناً ثانياً مباشراً ولكن غير ثنائي أي عبر مجموعة الخمس + واحد، وحيناً ثالثاً بواسطة الاتحاد الأوروبي. فضلاً عن أن الحوار لم يتوقف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذات الصلة مع كبار المجتمع الدولي وزعمائه. لكن هذه الحوارات كلها فشلت بسبب عدم توافر الثقة بين طهران وواشنطن، وبسبب حرص الأخيرة على أن يتناول الحوار الملف الإيراني النووي فقط ربما بسبب خطره على إسرائيل، متجاهلة القضايا التي تهم إيران والدور الذي تطمح أن تلعبه في المنطقة. كما فشلت محاولات استئناف الحوار لأن الأميركيين أصروا على محادثات ثنائية ليس لأن الإيرانيين يرفضونها بل لأن واشنطن كانت تصر على أن تكون سرية، والسرية تؤذي إيران إذ قد تكوِّن انطباعات عند حلفائها كما عند شعبها بأنها باعتهم وخصوصاً في ظل التسريبات المدروسة التي لا بد أن تُرسل إلى وسائل الإعلام. وانطلاقاً من ذلك فلا حوار جدياً الآن بين الفريقين. ما مدى صحة الجواب الإيراني المفصل أعلاه؟ يؤكد قريبون آخرون من طهران أن فيه الكثير من الصحة وخصوصاً الكلام الذي يتحدث عن الحوارات السابقة. لكنهم يضيفون إليه أمورا أخرى قد تكون تفصيلية أو أكثر قرباً من الذي يجري حالياً بين أميركا وإيران وأبرزها أمران. الأول، هو أن الحوار بين الإدارة في الأولى والنظام في الثانية لم ينقطع رغم انقطاع اجتماعات مجموعة الـ5+1 مع إيران أو الفواصل الزمنية الطويلة بين اجتماعاتهما. ويمكن اعتباره ثنائياً مجازاً لأنه غير مباشر. وهو قائم على "المراسلات" بين مسؤولي الدولتين عبر طرف ثالث أو أقنية عدة. أما الأمر الثاني، فهو وجود نوعين من التفكير داخل النظام الإيراني حيال الحوار مع أميركا، طبعاً مع الإشارة الثابتة إلى أن أصحابهما ليسوا فاتحين على حسابهم كما يقال، وأنهم في نهاية الأمر يأخذون ومن دون مناقشة بموقف المرشد والولي الفقيه وقراره. النوع الأول، وأصحابه قد تتكوَّن غالبيتهم من "الإدارة التنفيذية" يشير إلى اقتناع ببدء حوار مُنطلِق طبعاً من مواقف ثابتة. أما النوع الثاني، فيسأل أصحابه في أثناء النقاش مع المقتنعين ببدء الحوار إذا كانت إيران اليوم أقوى مما كانت عليه أو أضعف. ويسألون إذا كانت هناك حاجة إيرانية للحوار مماثلة لحاجة أميركا وحلفائها العرب فضلاً عن إسرائيل. ويسألون إذا كان توقيت الحوار (الآن مثلاً) ملائماً لمصالح إيران، أو إذا كان لا يزال لديهم وقت يُمكِّنهم من الانتظار. وتعكس كل هذه الأسئلة موقفاً متريثاً من الحوار مع واشنطن. وهو موقف "القيادة" التي وحدها تأخذ القرار في النهاية. ما رأي المصادر الجدية العربية والأجنبية المتابعة لموضوع الحوار المذكور وتطوراته في الجواب عن السؤال الثاني؟ تعبِّر عنه بجملة هي الآتية: "هناك حوار ثنائي جار في ألمانيا بين طهران وواشنطن". وترفض التوضيح.
النهار
طارق الحميد
أنور مالك
بيار عقيقي
ملهم الأحدب
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة