..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

المُخَلِّص المنتَظَر فاروق الشرع يخرج من سردابه!!

أبو عبد الله عثمان

١٧ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3139

المُخَلِّص المنتَظَر فاروق الشرع يخرج من سردابه!!

شـــــارك المادة

منشور "جريدة الأخبار" عن فاروق الشرع هو حملة دعائية واضحة للتسويق على أنه الحل المنتظر لسوريا فالشرع يعيش غير راض عن الحل الأمني لكنه يعامل من الحكومة باحترام!!
الشرع على تواصل مع الحكومة لكنه ليس في دائرة القرار..!!
الشرع هو حل وسط بين الدول الإقليمية.. فهو صديق لروسيا وإيران ويثق بالخامنئي ويحترم نضال حسن نصر الله!!
كما أنه في نظر الغرب لم تتلطخ يداه بدماء الشهداء.


الكاتب هنا لا يغفل عن مصر وعن الإشادة بدورها في إشارة إلى تقديمها على قطر ودول الخليج بما يدعم مشروع إنقاذ إيران وروسيا للدولة السورية التي كادوا يخسرونها..
الشرع هو ابن حوران.. يظن الكاتب أنه سيستعطف درعا مهد الثورة..
الشرع من مدرسة حافظ الأسد.. وهذه لإقناع من يرى أن بشار برعونته قد هدم المجد الذي خلفه له أبوه، وإن خير من يحفظ للطائفة مكانتهم هو شخص سني من مدرسة القائد الأب!!
الشرع ينتقد الدولة وحلها الأمني، وينتقد تجميد العضوية في الجامعة العربية وكان يفضِّل أن يكون حل المشكلة بالحوار سورياً سورياً فقط!!
والظاهر أن الكاتب هنا يتغافل أو يتجاهل مكابرة الحكومة السورية في بداية الأمر وتجاهلها لأنهار الدماء التي سفكتها مما دعا الشعب لاتخاذ موقف ضد الحوار معها.. ويتجاهل أيضاً كيف أن رائحة الدماء غطت أرجاء العالم في حين هو لم يكن يشعر بها لا هو لا فاروقه الشرع.!!
الشرع يدعو للدفاع عن سوريا كدولة والمعركة ليست معركة وجود فرد أونظام.. !!
ثم يقول أن رئيس الجمهورية رغم أنه يملك مقاليد الأمور لكن الأمر معقد جداً في سورية ومتداخل..!! ومعنى ذلك أنه علينا - الآن بعد 50 ألف شهيد - أن لا نتوقف عند الأسد والانتقام منه فالدولة أهم منه.. كما أن الأسد معذور فهو مقتنع بوجود إرهابيين يجب القضاء عليهم وبعد أن يقضي عليهم هو لا يجد بديلاً عن طاولة الحوار!!
الشرع يقول أن في سورية مؤسسات تنفيذية وتشريعية وقضائية مسؤولة مباشرة عن إدارة شؤون الدولة، وهذه المؤسسات لديها رؤساء ومدراء عامون ومجالس إدارة... وهؤلاء كلهم يعملون..
لكن هؤلاء كثيراً ما يدعون أن ما يقومون به هو أوامر عليا لا نقاش فيها!!
ويريد الكاتب أن يخبرنا بذلك أن كثيراً من ذلك صحيح فليس كل تلك الأفعال هي من الأوامر العليا بل إن كثيراً منها تجري تحت غطاء تلك الأوامر العليا!!..
وهذه ثغرة بسيطة يفتحها كاتب المقال ليمرر منها ما يظن أنه سيجعلنا نعيد النظر في اتهام بشار والقيادة العليا بموافقتهم على كل ما يجري !!
الشرع ينظر الآن إلى مؤسسات الدولة أنها نشأت نشأة غير صحيحة من العام 1970 ثم زاد ترهلها وعطالتها في عهد بشار!!
ولا بد من إعادة بناءها بطريقة صحيحة فهي لا تصلح أبداً مع هذه الظروف الحالية الصعبة...
وهذه إشارات برنامج إصلاحي أيضاً يتقدم به الشرع، فلا تظنوا أنه كان خلال هذه الأعوام كلها مقتنعاً بالنظام..!!
الشرع يرى طرفين:
الطرف الأول: الائتلاف الوطني.. مجلس "اسطنبول" - تماماً كما يرغب الشبيحة بتسميته-... هيئة التنسيق "كمعارضة داخلية متعددة الأقطاب" - يحسن صورة هيئة التنسيق لدورها المهم عند روسيا وإيران وعند نظام الأسد.. مجموعات معارضة سلمية أو مسلحة وارتباطاتها الخارجية المعروفة.. -وهذه الصفات لخلط الأوراق تماماً!!
فالجيش الحر هو مجموعات معارضة مسلحة؟!
الطرف الثاني: الحكم القائم بجيشه العقائدي... أحزابه الجبهوية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي بخبرته الطويلة وبيروقراطيته المتجذرة... -  رجعنا إلى كتاب القومية!!-
إنه يريد أن يعيد الثقة بين هذين الطرفين!! فيقول: إن فقدان الثقة بين هذين الطرفين، وبالتالي استحالة جمعهما في حوار مباشر، سيفضي إلى تدمير وتفكيك مستمرين.
ونقول له لن يستمر للأبد إنما سيستمر إلى حين القضاء على الأسد..
الشرع يقول: أن النظام لا يستطيع لوحده بعد سنتين من عمر الأزمة إحداث التغيير والتطور من دون شركاء جدد يساهمون في الحفاظ على نسيج الوطن ووحدة أراضيه وسيادته الإقليمية. -
هو بذلك يفتح المجال لإقناع مؤيدي النظام أننا قد نضطر لحوار هؤلاء ولا بد لنا من ذلك
- الشرع يخبرنا أن الرئيس خذله الله وجعله من المقتولين يسمع للآراء التي تخالف تصوره للعلاج..
وأن الشرع لما تسلم ملف الحوار لم يفشله إلا تصرف من البعض اعتبر أنه لا لزوم للحوار.. وأوحوا للقيادة بذلك فتنصلتْ منه بحجة أن المعارضة في الداخل والخارج اعتبرته إحدى مسرحيات النظام مما أجهز على الحوار وفتح باب الرصاص والمدافع..
إذن الرئيس يسمع للآراء!! لا بارك الله بهذا السمع.
الشرع يقول إننا لا يمكن أن نتجاهل حقيقة أن هناك حاجة إلى تغيير ذي مغزى في مؤسسات الدولة وأجهزتها كافة.
أنا أتساءل هل هذه عبارة الشرع أم هي عبارة بشار في خطابه الأول بعد موت أبيه وتفصيل الدستور عليه؟!
سحقاً للاثنين معاً
الشرع يقول بعد سنتين.. وخمسين ألف شهيد: كل منطق يقوم على مبدأ رفض الحوار إنما يعكس رغبة في عدم التوصل إلى حل بيد السوريين أنفسهم.!!
أي حل بيد السوريين أيها السخيف دمر زعيمُك البلد وقتل الآلاف وشرد الملايين ثم تفيق من سباتك لتقول بيد السوريين... ثم من قال لك أننا نطلب من غير السوريين أي حل؟
إننا لا نطلب إلا السلاح من غير السوريين، لأن زعيمك دمر سلاح السوريين معظمه على رؤوسهم وفوق بيوتهم!!
إن التسوية التاريخية أيها العجوز التي تتحدث عنها بعد عامين من الصواريخ والطائرات تجعلك تدخل التاريخ بعد صمتك الطويل من أبواب العار، فقواميس الثورة لا تقبل بتلك الخزعبلات.
إن الثورة قد بلغت مرحلة النضج أيها المسكين ولا يمكن لسياسي حنكه الجزار الأول أن يلتف على مبادئها..
كان يمكنك أن تقوم باستعراض عبقريتك في الشهور الأولى من الثورة بدل أن تخرج علينا في يوم ولادة مبادرة إيران وزعيم حزبها في لبنان لإنقاذ الدولة السورية على طريقتهم خوفاً من أن تقف حجرة في طريق توسعاتهم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع