..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أحمد الخطيب.. وجه جديد للسياسة الأمريكية

أحمد أبو دقة

١٤ نوفمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3407

أحمد الخطيب.. وجه جديد للسياسة الأمريكية
1 احمد معاذ الخطيب.jpg

شـــــارك المادة

لم تكن قراءة أفكار هذا الرجل صعبة حينما سمعت إحدى خطبه التي روجت لها قناة فرانس24، فهو يدعو إلى المساواة ويرفض الطائفية في بلاده وهو أيضا مع قيم التسامح ويريد المساواة بين الرجل والمرأة، وله باع طويل في إعطاء الخطب والمواعظ الدينية في سورية من خلال مسجد بني أمية الكبير، وكذلك في دول غربية.

 

أحمد معاذ الخطيب (50 عاما)، عمل مهندساً في شركة الفرات للنفط وعائلته متدينة ومن الظاهر أنه غير موجه سياسيا لكن هل يمكن أن يكون الوجه المتسامح لجماعة الإخوان المسلمين؟ أم أنه اختير لأنه يقبل الجميع بعكس قادة الثورة في الداخل الذين يحافظون على مواقف ثابتة من الطوائف الأخرى.
قطر التي رعت اجتماعات الفصائل السورية تقوم بدور الوسيط لتمرير ما يقبله الغرب، فمنذ أكثر من عام تأسس المجلس الانتقالي وتولى رئاسته ثلاث شخصيات مختلفة لكنه لم يحظ باعتراف أحد فهل يعقل أن يعترف بائتلاف الثورة برئاسة الخطيب كممثل عن الشعب السوري، بهذه السرعة وخصوصا من قبل واشنطن وفرنسا دون مقابل؟!
أم أن الخطيب ما هو إلا سيناريو أمريكي بتزكية عربية لتشكيل حكومة سورية انتقالية تهدف إلى جمع أكبر قدر من قوى الثورة وفصائلها خلفها و بعد إغداق الأموال عليها و الأسلحة ستكون درعاً لهذه الحكومة في الداخل أي أنها عملية تجميل أمريكية للثورة السورية فقط، بأيدي عربية ولا ننسى تجربة منظمة التحرير و لجوء ياسر عرفات إلى أوسلو كي يهرب من الضغط العربي عليه للقبول بالسلام مع الكيان الصهيوني ودور النظام المصري السابق في ذلك، لكن عرفات هرب من الحصار إلى الموت.
علينا أن نقر بعدة عوامل تتحكم بالثورة السورية وهي أن إيران لها دور كبير وتأثير، على روسيا و الصين يدفعها للاستفادة من ذلك في المحافظة على بقاء النظام، الأمر غير مرتبط بشخص بشار الأسد بل إنه عقدة الطائفية وكذلك المحافظة على مكان في الشرق الأوسط بالنسبة لروسيا التي تزود النظام بالمئات من المستشارين وتقوم ببيع نفطه في الأسواق العالمية وتمويله بالمال.
الكيان الصهيوني أيضا يستغل واشنطن في هذه اللعبة القذرة و يحاول أيضا أن يبقي جبهة الجولان هادئة لأن تجمع الإسلاميين وخصوصا المؤيدين لحركات الجهاد العالمي لن يلتزموا بقواعد الوضع الداخلي السوري فهم يريدون فقط الجهاد ومن أكبر طموحاتهم محاربة اليهود في فلسطين وهذا ما يخيف الكيان الصهيوني، وكذلك بالنسبة للنظام إن أي معركة في الجولان ستكون له ملجأ للتخلص من الضغط الداخلي. 
ومثلما قال للتلفزيون الروسي قبل يومين الرئيس الأسد "أنا سوري، وسأعيش في سورية وسأموت فيها"، هذا الحديث بعد مرور 452 يوما على الثورة.
نشرت مجلة الفورين بوليسي  تقريرا قالت فيه إن عدد القوات العاملة في صفوف الجيش السوري بـ295 ألف جندي، إضافة إلى 314 ألفا في الاحتياط، وبيانات الثوار تقول أيضا بأن 30% من الثوار هم من عناصر الجيش المنشقين بحسب ما صرح به  قاسم سعد الدين، أحد قادة الجيش السوري الحر في حمص، وهذا ما يعني أن نسبة المنشقين من الجيش لا تتعدى 10 بالمئة من قوات الجيش، بالإضافة إلى ال"شبيحة" وعناصر الجيش.
وبالرغم من الموقف الأليف لجماعة الإخوان المسلمين في سورية خلال مفاوضات التوافق حول الائتلاف الجديد وموافقتها على الاتفاق إلا أن الشراكة بين الطوائف السورية الأخرى لن تكون بسهولة ولدينا في ليبيا نموذج واضح حول الخلاف السياسي بعد الثورة بالإضافة إلى البعد الدولي في المسألة، فسورية هي الملعب الأخير لروسيا و الولايات المتحدة بعد العراق وليبيا لذلك ستكون اللعبة خطرة.
الإخوان يفصحون عن رفضهم الاستئثار بالسلطة قبل أن تأتي أصلا، ولكن فلنفترض أن النظام رحل، هل سيبقى المسلمين السنة بعيدين عن سدة الحكم في سورية مستقبلا؟!
التفاوض مع السياسيين و الخروج بنتيجة هذا أمر يمكن تحقيقه لكن حاملي السلاح على الأرض كيف سيقنعهم الدبلوماسيون الأمريكيون و الغربيون الذين حضروا اجتماعات الدوحة بالحلول القادمة؟!
من المتوقع أن يشغل المجلس الوطني السوري نحو خمسي مقاعد الائتلاف الوطني السوري الجديد التي يبلغ عددها حوالي 60 مقعدا ومن ثم فمن المنتظر أن يتقلص نفوذ الإخوان المسلمين ولو على الورق.
ولكن سنشهد أيضا بزوغ فجر جديد للسلفيين في المرحلة المقبلة خصوصا وأن لهم فصيلا منظما يسمى "جبهة النصرة" ويقوم بتنفيذ عمليات قوية ضد النظام السوري، يضم الكثيرين من المجاهدين العرب لكن فيه الكثير من الثوار السوريين الذين لهم رؤية في الصراع، وسيطالب هذا التوجه بتقاسم الكعكة، لذلك إن الائتلاف الوطني الجديد ما هو إلا مرحلة الغاية منها تمرير حل سلمي يقبل به الشعب السوري و تقبل به المعارضة و تقبل به روسيا وإيران وربما نشهد ميثاق وطني سوري شبيه بالميثاق الوطني اللبناني الذي حسم قضية تقسيم السلطة بين الطوائف عام 1943 برعاية فرنسية خبيثة.
وختاما فإن معاذ الخطيب عرف عنه أشهر مقولاته التي قال فيها بأنه "لا يمكن للعالِم أن يعطي الحرية لأحد، قبل أن يكون هو حراً وناجياً من الأسر والوصاية والاحتواء" وتأكيده على المساواة في "الكرامة الإنسانية" بين الرجل والمرأة.
 

المصدر: البيان

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع