..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

علي الطنطاوي: كلمات في الثورة (16)

مجاهد مأمون ديرانية

٦ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3056

علي الطنطاوي: كلمات في الثورة (16)
الطن.jpg

شـــــارك المادة

 إنّ مَن يسمع صوت قطة في الشارع تموء من الألم لا يستطيع أن ينام، ومن يدقّ جاره بالمطرقة على جداره لا يستطيع أن ينام. فكيف ننام وأصوات المشرَّدين الهائمين من الأطفال والعجائز، من النساء والضعفاء، تملأ آذاننا؟ أتنامون على أصوات الاستغاثة من حلوق إخوانكم وأخواتكم، على أصوات المدافع والصواريخ يصبّها عليهم أعداؤهم وأعداؤكم؟

 

 

هل تستطيعون أن تأكلوا وتشربوا وتضحكوا وتمزحوا، "وإخوانكم هناك في الشام يذبّح أبناءهم مَن هم شرٌّ من اليهود"؟

يؤذون نساءهم، ينسفون منازلهم، يسرقون أرضهم... كاللص يدخل عليك في الظلام دارك فيحتلّ جانباً منها فيدعوك إلى التفاوض.

أفيفاوض ربّ الدار الحرامي؟

إذن فعلى العقل وعلى العدل السلام.

كم من أمهات هناك ثاكلات وبنات مهتّكات، وبيوت مخرَّبات ودموع مسفوحات، وأعزّة كرام ذلّوا وأغنياء احتاجوا، شُرّدوا وسكنوا بعد القصور الخيام، وصاروا بعد البذل والعطاء محتاجين إلى القوت وإلى الغطاء...

فإن لم تدافعوا عنهم بالسلاح ولم تبذلوا من أجلهم الأرواح فجودوا بالأموال، فإن الجود بالأموال نوع من الجهاد.

الذكريات ج8 ح226 (1987)

 

ملاحظة: الكلمة الأصلية عن فلسطين، وفيها: "هل تستطيعون أن تأكلوا وتشربوا وتضحكوا وتمزحوا "وإخوانكم هناك في فلسطين يذبّح أبناءهم "اليهودُ"... وقد غيّرت ما بين الأقواس فصارت الكلمة كأنما قيلت في حالنا اليوم.

 

المصدر: الزلزال السوري

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع