مهدي الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 7227
شـــــارك المادة
نحن شعب وطني بامتياز يذبح منذ خمسين عاماً دون أن يمد يده لإسرائيل المجاورة ولو بلاجئ واحد أو محتاج أو طالب سلاح, ونحن شعب فدائي مضحّي حين يقرر أن يثور. ولنا في التاريخ بصمات بتاريخنا النضالي وتضحياتنا العظيمة, وقد قمنا بهذه الثورة دون دافع أو ضمان من أحد خارج الحدود, ولنا في عقيدتنا وثقافتنا وعود الانتصار إذا ثرنا على العدو, ووعود الجنان والذكر العظيم إذا استشهدنا في سبيل أهدافنا. لذا ثبتنا في هذه الثورة 600 يوم ولا نزال في إصرار أكبر كل يوم مهما طال الطريق ولو لم تساعدونا.
لذلك فإن قرارنا مستقل لا يقبل الإملاء يا أمريكا بضم من ترغبون لقيادة العمل في صورة اقتراح, والمترافق مع الهجوم على المجلس الوطني لإلغائه ليصل اللذين تدفعونهم للقيادة. نحن لا نقبل رياض حجاب الذي صحى ضميره بعد 25000 شهيد وبعد أن تنقل بوظائف كثيرة في أحضان النظام, وهو المسؤول عن وزارات الدفاع والداخلية وهما أصل القتل والبلاء, ثم إن كل من باع نفسه للنظام فقد يبيع نفسه لمن يحقق مصلحته. وكذلك السفير في العراق نواف فارس والذي ظل 12 عاماً مسؤولاً للأمن, نعم لقد قفز هؤلاء من السفينة بحكم ذكائهم حين شاهدوا بداية النهايه, ثم إن من تنطبق عليه خيارات بشار للمسوؤلية لن تنطبق عليه خيارات الثورة أبداً ونحن لا نرفض توبتهم ولكن نرفض قيادتهم. إن هؤلاء المنشقين يختلفون عن المنشقين عن الجيش السوري اللذين أتوا للجيش لخدمة وطنهم, أما أولئك اللذين يعملون في الأمن والحكم فأصل عملهم هو خدمة النظام, ومع ذلك فإن المشار إليهم قد يخيّبون أمل أمريكا لأنهم سوريون لا يرضون العار الأجنبي, لكن أمريكا بدأت بهم التمرينات لزرع الريبورتات, وتذوق طعم جسد المعارضة, ونحن لن نرضى أن تفرضهم أو توحي بفرضهم أبداً, كما ولا نريد من أمريكا توصية بوجود (ممثلين عن المقاتلين في الداخل) فهم القادة الحقيقيون وهم الأمل, ومن قال غير ذالك! إننا ليس لدينا متطرفون يا ست كلنتون إلا إذا قصدتم المتديّنون عموماً, أو من طالت في الحرب لحاهم أو من سمّوا الكتائب بإسم قادتنا التاريخيين كخالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي.. ولكن أليس لكم دينكم ولي دين! هل انتقدناك نحن بأنك تحملي كنية زوجك ضمن ثقافتكم؟
أم أنكم صدّقتم النظام الكذوب بكثرة التكرار! إن الشعب السوري هو سيد أرضه ولا يوجد من يستطيع أن ينقص منه هذه السيادة سواء كانت أمريكا أم إسرائيل أم الإرهاب. وأنصحكم بأن لا تضعوا أملاً كبيراً على العلمانيين كذلك.. وهم لن يصدقوا بأن الإسلاميين سيخطفون الثورة لأن الثورة لكل السوريين, والشعب هو الحارس الأمين. نحن نعلم أن معركة الثمانينات حسمت لمصلحة النظام الأسدي لأنها لم ترضى الانقياد, ولأن النظام قد أقنع الغرب ببعبع الإسلاميين, لكننا نرجوا أن تعلم أمريكا أن من حق الشعب السوري في أيام الربيع العربي أن يعيش حراً بدون قيود الأسد أو قيود الغرب. لقد رفضت قيادة الإخوان عرضاً بتلقي الدعم (بعد صدمتها من مجزرة حماة 1982) على شرطين وهما: الاعتراف بحدود آمنة لإسرائيل, ثم عدم استخدام البترول العربي كسلاح, لكن القيادة رفضت حتى الاجتماع بهذا الوسيط, وهكذا كل شعبنا السوري مهما اشتد الظلام وسالت أنهار الدماء. نحن نتفهم يا أمريكا أنكم أقرب للعلمانيين وأنكم قلقون على مصالحكم السياسية والاقتصادية, لكن المجلس النيابي المنتخب هو الذي سيحدد ممثّلينا كما وسيحدد سياساتنا معكم, أما الكيماوي فيمكنكم مساعدة الجيش الحر في السيطرة عليه ليكون في أمان, أم تريدون شيئاً آخر؟
أيها العلمانيون والإسلاميون: لقد بدأ التدخل في ثورتكم لأنها اقتربت من الانتصار فكونوا عند حسن ظن شعبكم بكم, ولاتمدّوا أياديكم بالخفاء, فالظلام هو مكان العمل للمتآمرين والطفيليين, ولا تمدّوها فرادى فتتهمون بالعمالة, وبما أنه لن يستطيع أحد تغيير علمانية أو إسلامية أحد أو حتى دينه وطائفته وقوميته, فكونوا يداً واحدة وفاء لتضحيات شهدائكم. كيف لكلنتون القول بأنها ستساعد (أي وتتصل) برؤساء المجالس العسكرية لأن أغلبهم علمانيون ومعتدلون نسبياً.. هنا فقط سيتم الدخول للساحة السورية وتحديد المسار للثورة, ولدولة المستقبل بأن تكون موالية لسياسة أمريكا وبالتالي لإسرائيل. إن على أمريكا أن تتصل بقيادة الجيش الحر أو بقيادة المجلس العسكري الموحد للجيش الحر في الداخل فقط, أو المجلس الوطني (المبايع على طريقة روما, والذي نريد تفعيله) إذا أرادت أن تدخل البيوت من أبوابها, وليس الاتصال بكل مجلس على حده لعمل العلاقات الخاصّه, سواء كان ذلك حواراً سياسياً أو دعماً عسكرياً أو مادياً. إن الاستجابة لإلغاء المجلس الوطني (والتي ربّما تتم) سيفسح المجال للتحكم بالحكومة المؤقتة, ولتغيير الحكومات القادمة, وشيوع سياسات وضع العصي بالعجلات للمعارضة كل للآخر, وبالتناغم مع رغبة الخارج. يا أيها الثوار العاملون بإخلاص لمستقبل سورية احموا ثغوركم لبلدكم سوريه, وأنبتوا قيادات المستقبل المتناغمة من التراب المعجون بدم الشهداء الموحّد اللون, ودعوا أهواء الزعامة, وابقوا شرفاء عند حسن ظن شعبكم بكم, حتّى وإن طال انتصاركم التاريخي العظيم.
مجاهد مأمون ديرانية
حسن الدغيم
ميمونة جنيدات
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة