..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ضابط في الجيش الحر يرصد نقاط الاختلاف بين معارك حلب ودمشق

المختصر

٢٩ يوليو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8496

ضابط في الجيش الحر يرصد نقاط الاختلاف بين معارك حلب ودمشق
a5 حلب.jpg

شـــــارك المادة

منذ دخلت "حلب"، العاصمة الاقتصادية لسوريا ومركز ثقلها الصناعي، الثورة من أوسع أبوابها قبل 9 أيام يتعرض سكانها للقصف من أوسع أبوابه أيضا، وسط مخاوف مستمرة من وقوع "مجازر"، لاسيما مع وصول التعزيزات العسكرية لقوات الجيش النظامي.

 


لم يكن تجار حلب يتصورون أنهم سيعيشون يوما يرون فيه الجثث من كل الأعمار على قارعة الطريق، على بعد كيلومترات قليلة من  "قلعة حلب" التاريخية القديمة، الواقعة في وسط المدينة، دون أن يتمكنوا حتى من دفنها.
وأثناء انشغال الجيش النظامي بمعاركه في العاصمة السياسية دمشق طوال الأسابيع الماضية، توالت أنباء تحرير المدن تلو الأخرى، في حلب وريفها، على يد الجيش الحر، وهو ما جعل النظام البعثي يحول معركته إلى حلب، التي كان يباهي طيلة الأشهر الأخيرة بأنها موالية له، ولن تخذله في مواجهته لما يعتبرها "مؤامرة كونية" لقلب نظام الرئيس بشار الأسد.
وأعلن الجيش الحر سيطرته على معظم أحياء المدينة وأهمها: صلاح الدين ، والشعار، ومساكن هنانو وطريق الباب ، والشيخ نجار، والسكري والمشهد، وهو ما دفع النظام إلى أن يفقد أعصابه فشرع في قصف هذه الأحياء بالمروحيات والدبابات ومدافع الهاون، تماما كما حصل في دمشق.
لكن وخلافا لما جرى بالعاصمة، أكد ضابط في الجيش الحر في اتصال هاتفي مع "المصري اليوم" أن "معركة تحرير حلب تختلف كلياً عن دمشق. النظام لن يستطيع استخدام تلك القوة العسكرية الهائلة التي استخدمها في دمشق بحلب".
وأوضح: "النظام وضع كل ألوية الحرس الجمهوري حول العاصمة، ولهذا كان لابد من تغيير الخطة بتحرير كل المحافظات والمدن الرئيسية، ومن ثم التوجه لدمشق. أي وضع دمشق في دائرة بحيث يصعب على النظام القيام بأي رد فعل على تحرير باقي المدن".
أما حلب، التي تبعد عن دمشق 345 كيلومترًا، فكان من الصعوبة بمكان إرسال المساعدات العسكرية إليها من العاصمة، "فاضطر النظام لتوجيه بعض القطع العسكرية مع آلاف الجنود الموجودة في محافظة إدلب، المدينة الأقرب لها".
وأشار الضابط إلى أن "هذا القرار لم يؤخذ بناء على قضاء تلك القطع العسكرية على عناصر الجيش الحر هناك، وإنما لعدم تمكنه من دخول أي من مدن إدلب التي سقطت بنسبة 70% تحت قيادة الجيش الحر". وقال: "الذي يجب أن يعلمه النظام أنه بات من الصعوبة أن تصل تلك القوات لحلب في الوقت المناسب لإمكانية تعرضها لهجمات على طول الطريق".
وتختلف الاشتباكات المستمرة لليوم التاسع على التوالي في أحياء من مدينة حلب بين قوات النظام وعناصر الجيش الحر عن باقي المدن، بعد سيطرة الأخير على مستودعات ذخيرة من كل الأنواع وتدمير العديد من الدبابات وانشقاقات بالجملة، ولعدم وجود هذا الكم الكبير من "شبيحة النظام" من أبناء الطائفة نفسها في مدينة حلب.
وعلق مصدر رفيع المستوى في القيادة السورية لـ"المصري اليوم" قائلا إن "السبب الرئيسي لدخول حلب في قلب الأزمة هو انشقاق العميد محمد المفلح الذي أعطى زخما للمعارضة". وأضاف المصدر: أن "المفلح كان يعلم بجميع الأمكنة التي يتواجد فيها الجيش، وأماكن المستودعات وتوجهات الجيش، فنقل كل هذه المعلومات للجيش الحر الذي استفاد منها بشكل كبير لبسط سيطرته على معظم أحياء المدينة".
وأوضح المصدر أن "القيادة أجبرت لضرب الأحياء بالمروحيات لعدم تمكنها من دخول الأحياء كما باقي المدن حيث كانت المروحيات تقصف في الوقت ذاته 12 حيا" هي: بستان القصر، هنانو، الحيدرية، الصخور، قاضي عسكر، المدينة القديمة، حلب الجديدة، سيف الدولة، الجميلية، السكري، القلعة، وأخيراً حي صلاح الدين، الذين يعتبر أول من ثار على النظام.
وعلى الصعيد الإنساني، قرر دكتور عابد يكن، رئيس جامعة حلب، فتح أبواب المدينة الجامعية لجميع العائلات النازحة من المناطق المنكوبة، وتقديم كل احتياجاتهم، فيما لم يستغرب أهالي حلب قرار الهلال الأحمر "إيقاف جميع عمليات الإسعاف في المحافظة لحين إشعار آخر"، وتخفيض نشاطاته إلى حدها الأدنى، بسبب تعرض مؤسساته ومتطوعيه ومركباته للاعتداء والخطف.

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع