نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3284
شـــــارك المادة
لم أفاجأ بالفيديو الذي تسرّب منذ أيّام وفيه عرض مشهد لطفل سوري شاء قدره أن يلجئه وأسرته إلى لبنان، وهناك وفي الحي الذي يسكن فيه حيث يستمع ليل نهار شتائم للسوريين، أجبر خالد على دخول أحد بيوت الحي، ولنرى فصلا من فصول معاناة السوريين في لبنان، فربّ وربّة الأسرة الشيعيان أعطيا ابنهما عبّاس عصا، وطلبا منه ضرب الطفل السوري وبطريقة مهينة ومؤلمة تظهر مدى الحقد الذي يعتمل في نفوس الأبوين، ويريدان لقلب ابنهما أن يحمله أيضا.
وهنا نتساءل: أليس ما حدث لهذا الطفل السوري هو اغتيال للطفولة؟! ألم يكن الأجدر لهذا الطفل أن يجد اليد الحانية التي تمسح على رأسه، وتجفّف دمعه، وتحاول أن تنسيه ما عاناه قبل أن يصل إلى لبنان، وما شاهده من قسوة وجبروت ووحشيّة حكّام دمشق؟! ألم يكن من الأجدر لهذا الطفل أن يجد اليد الحانية التي تقوده إلى المدرسة وتعوّضه عن مدرسته التي دمّرت أو أجبر على تركها، ولا يضطرّ للعمل وهو في هذه السنّ المبكّرة ليساهم في إعالة أسرته؟! ولعل مأساة الطفل الشيعي عبّاس لا تقلّ مرارة عن مأساة الطفل السنّي خالد المعتدى عليه، فعبّاس وبدل أن يلهو مستمتعا بطفولته مشاركا الأطفال الآخرين لعبهم البريء بعيدا عن أي انتماء أو طائفة، وقد امتلأ قلبه نقاء وطهارة، إذا بهذا القلب الصغير وقد امتلأ حقدا وضغينة ملأت قلوب الكبار، وعملوا عل نقلها إلى أطفالهم. أخبرتني صديقتي، وهي قد جاورت بعض الشيعة بإحدى الطرق التي يتّبعها الشيعة في غرس الحقد على السنّة أو النواصب {كما يسموننا} وشحن النفوس ضدّهم، فالأبوان الشيعيان يجلبان لابنهما الصغير لعبة ويقدّمانها له على أنّها هديّة من الإمام عليّ كرّم الله وجهه، أو من ابنه الحسين رضي الله عنهما، وبعد أن يلهو الطفل بها وينام، وليخبر بعدما يستيقظ أنّ أبا بكر الصدّيق أو عمر بن الخطّاب قد سرقها. فهل أحقاد مئات السنين تورّث كما يورّث المتاع؟! أم أنّها مخطّطات المجوس واليهود، والتي تغلغلت، واستطاعت الولوج إلى معتقدات هؤلاء القوم؛ فحرفت عقيدتهم ونفوسهم؛ وليستخدموا لاحقا كخناجر مسمومة في ظهور المسلمين؟! لقد جاء احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ثمّ تقديمها على طبق من ذهب إلى إيران والشيعة، وجاءت الثورة السورية بعدها؛ لتظهر الحقد الدفين الذي يملأ صدور هؤلاء، فذبح الأطفال على الهويّة، واستخدام الدرلات لثقب صدور ورؤوس أهل السنّة، بل وصلت وحشيّتهم إلى قتل كلّ من يتسمّى باسم عمر. لقد مارس هؤلاء التقية فيما مضى، أمّا اليوم وبعد أن قويت شوكتهم فهم ليسوا بحاجة إليها إلّا عندما تقتضي الحاجة. لقد أعلن الغرب الحروب الصليبية على لسان بوش، وعلى لسان لافروف الذي أبدى تخوّفه من استلام السنّة للحكم في سورية والعراق، وقد بدأت فصول هذه الحروب، إلّا أنّها اتخذت منحى جديدا لم تعرفه الحروب الصليبية السابقة، فهي تحرص على عدم استخدام أبنائها والزج بهم في حرب مع المسلمين، وقد جرّبت شجاعة هؤلاء وبسالتهم فيما مضى، ولذلك فهي تحرص على أن تكون هذه الحروب بيد أعدائها، ولن تجد أشدّ وحشيّة وحقدامن الشيعة لتسلّطهم على أعدائها التاريخيين من أبناء السنّة، وقد نجحت نجاحا باهرا في هذا. إنّنا مع ثقتنا بنصر الله وتأييده لجنوده من أهل الحق، فإنّنا لاندري إلى متى ستمتدّ معاناة أهل السنّة؟! إنّنا لا نعرف من قام بنشر هذا الفيديو وفي هذا التوقيت، إلّا أنّنا لا نستطيع تفسير هذا الأمر إلّا بأنّه وسيلة إزكاء هذه الحرب، ولتكون طائفية بامتياز، ولتكسب بالتالي الدعم الغربي الصليبي لها. إنّ هذا الفيديو لا يظهر إلا القليل ممّا يمارسه الشيعة بحقّ أطفالنا الذين يقتلون ذبحا بالسكاكين وبعد أن يمارس عليهم أقسى ألوان العذاب، وما حمزة الطيب، وما أطفال الحولة وبانياس وأطفال العراق إلّا شواهد على هذا الإجرام، إلّا أنّنا يمكن أن نجد حسنة لهذا الفيديو، وهي أنّه يوضّح حقيقة أعدائنا، ويبيّن لنا دور الإعلام في الحروب الجديدة.
ياسر الزعاترة
بشير البكر
مجاهد مأمون ديرانية
خالد سعد النجار
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة