محمد كساح
تصدير المادة
المشاهدات : 10422
شـــــارك المادة
في الحديث الموقوف على سيدنا عمر - رضي الله عنه -: "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل)، إشارة إلى هذه التربية وترغيب فيها وحث عليها؛ لم يغب عن بال عمر العظيم - رضي الله عنه - أهمية كون الإنسان المسلم – أو الجندي المسلم باعتبار أن كل مسلم هو جندي من جنود الإسلام - لم يغب عنه كون المسلم مطلوب منه أن يدافع وينافح عن شرع الله ومنهجه في هذه الأرض والذي هو الإسلام، وأنه سيأتي عليه يوم يحتاج فيه إلى قوته البدنية وتربيته العسكرية ليستخدمهما في هذا الدفاع، وفي الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير)).
فالمؤمن هو خير على أي حال، ولكن المؤمن القوي الحائز على أسباب القوة (الموجودة في عصره) المتمكن من أساليبها الكثيرة المتنوعة، الجامع لأسسها ومفاهيمها: هو خير عند الله وأحب إليه من غيره من المؤمنين المتكاسلين أو الضعفاء أو الراغبين عن القوة لسبب من الأسباب، وحين نطبق هذه المفاهيم على واقعنا الحالي نجد تصديق هذا الكلام، وإنما احتاجت الدول العربية الإسلامية التي فجر أهلها هذا الربيع العربي إلى القوة البدنية والعسكرية مثل ما احتاجت إلى غيرها من القوى المختلفة، بل وربما إلى أكثر مما تحتاج إلى غيرها من القوى في بعض الأحيان وأكثر بلد احتاج إلى هذه القوة - بعد ليبيا – هو سوريا، فواقع الجيش الحر فيها يقتضي ألا ينضم إليه من أبنائها إلا من حاز من قوة البدن ومتانة البنية والمعرفة بالسلاح وأنواعه والمران على استخدامه ما يؤهله لمجابهة العدو ومقارعته. ومن المعلوم أن قادة هذا الجيش الحر ليس في استطاعتهم أو ليس في مقدور الزمن أن يسعفهم في القيام على تدريب أولئك المتطوعين غير المكتسبين لهذه القوة، وكم رأيت وأرى كثيراً من إخواننا ممن حرموا من هذه القوة أو تكاسلوا في الماضي عن اكتسابها، كم أرى من حزنهم واغتمامهم لأجل أنهم حرموا من الانتساب للجيش الحر والمشاركة في الدفاع دينهم ووطنهم وإخوانهم المستضعفين في الأرض، ولعل الندم ينتابنا وينتابهم حين فرطنا فيما سلفت لنا من أيام في تقوية أبداننا واكتسابنا مهارات التدريب العسكري والاغتراف من معين هذه القوة التي ما فتئ القران وما فتئ النبي - صلى الله عليه وسلم - يحثنا عليها ويدعونا إلى اكتسابها. ولعلك أن تقف معي عند هذه الآية الكريمة: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، انظر إلى قوله (وأعدوا) كيف أنه أمر كل مسلم يريد لدين الله أن يعلو ولراية التوحيد أن ترفرف فوق سماء هذه الأرض أن يعد ويجهز (ما استطعتم)، وما للإطلاق، أي كل ما قدرتم على إعداده على الإطلاق، (من قوة) هكذا جاءت نكرة من دون تعريف ولا حصر بمعنى واحد، والقوة على أنواع، وتنقسم إلى أقسام، فمنها القوة الإعلامية، ومنها العلمية، ومنها الروحية الإيمانية، ومنها الكتابية، ومنها الخطابية، ومنها الاقتصادية......... الخ من أصناف القوة، وعلى رأس هذه القوى: التربية البدنية والعسكرية، تربية أجساد المقاتلين وتدريبهم على استخدام السلاح، وأمر آخر مهم - ولعله من أولويات ما يجب إعداده – وهو (صناعة) السلاح بدليل قوله بعد ذلك {ومن رباط الخيل}، والخيل كانت في زمنهم كالناقلة الحربية في زماننا. فيا إخواننا القراء.. أنصح نفسي وأنصحكم بعدم التكاسل عن الإعداد الجسدي والعسكري، وذلك بممارسة أسباب هذه القوة من رياضة وتغذية جيدة وتدريب عسكري، وكل هذه - كما رأيت - معانٍ شريفة حثنا عليها القران ورغبنا بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصدق الله: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}.
محمد سرور زين العابدين
العمق
شبكة شام الإخبارية
ياسر عبد الله
بارك الله فيك فعلا ثورات الامة في عصرنا صنعت الكبار امثالك
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة