..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

تحية ووصية إلى الإخوة في سورية

عبد الرحمن البراك

٢١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3985

تحية ووصية إلى الإخوة في سورية
9.jpeg

شـــــارك المادة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين:
أما بعد:

فإلى الإخوة الكرام في بلاد الشام.. سوريا أرض الخير والبركات، ومعدن العلم والبطولات.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

لقد ابتليتم أربعين سنة بولاة الطغاة الظالمين من فئات الملحدين، فُشرد الأخيار وقرب الأشرار، وكبت الصالحون وقهروا، وأطلق العنان لجنود الشيطان، وقد مضت تلك السنون وأنتم تحت وطأة الظلم، وقد قدر الله أن تقوم هذه الثورة طلباً للخلاص من تحكم حكومة الطغيان، فأعاد الحاضر تأريخ سلفه بمقابلة المعارضة بحرب الإبادة، فباؤوا بخزي على خزي، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.
أيها المجاهدون عن حرماتهم وأعراضهم وكرامتهم وديارهم: امضوا في طريق الجهاد، واصبروا إن الله مع الصابرين، واستنصروا بالله؛ فهو خير الناصرين، واحذروا أن تخدعوا بخطط الماكرين من الهيئات الدولية، والمنظمات العالمية فتخسروا ثمرة ثورتكم، ثم اعلموا أن كل ما يدبر من خطط ويعقد من مؤتمرات تخضع لأمريكا باسم الصداقة لسوريا هو من المكر الكُبَّار، هم العدو فاحذروهم، قاتلهم الله.
فأخلصوا نياتكم لله، وصمموا على إسقاط حكومة البعث النصيرية، وقد يطول أمد الشدة، ويتأخر النصر استدراجاً للظالمين، وابتلاء للمؤمنين، كما هي سنة الله الماضية في أوليائه؛ {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}، وقال - تعالى -: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}، ومع ذلك فالعدو يناله من الضرر والمصائب ما هو في نفوسهم أعظم مما لحق ووقع على المظلومين؛ فإن المؤمنين يرجون فيما يصيبهم الأجر العظيم، وينتظرون النصر المبين كما قال - تعالى -: {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيماً}.
ومما يسلي ويعزي أن المسلم إذا قتل دون دمه فهو شهيد، وإن قتل دون دينه فهو شهيد، وإن قتل دون ماله فهو شهيد، وإن قتل دون أهله فهو شهيد، وأما من قتل مجاهداً في سبيل الله نصرة لدين الله، يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو الشهيد الذي قال الله فيه وفي أمثاله: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون}... ومما يهون ألم المصاب على المصابين إذا آمنوا وصبروا بشراه تعالى للصابرين: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
فالصبر الصبر يا أهل الشام، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وتعاونوا وتراحموا؛ فإن الله مع الصابرين، ويحب الصابرين والمحسنين، وإنا لنرجو من الله ـ ولي المؤمنين ونصير الصابرين نعم المولى ونعم النصير ـ أن يعجل بنصره لأوليائه وأخذه لأعدائه؛ فإنهم لا يعجزونه؛ {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}.
ثم اعلموا أن كل ما جرى ويجري فهو بقدر الله، وله - تعالى - في كل ذلك حكم بالغة، من تمحيص المؤمنين ومحق الكافرين والظالمين، وإظهار إيمان المؤمنين، واصطفائه - تعالى - من شاء من عباده وإكرامه بالشهادة، كما قال - تعالى -: {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين * وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين}.
اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب؛ اهزمهم وانصرنا عليهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله..

وصلى الله وسلم على محمد، وعلى آله صحبه أجمعين.

المصدر: شبكة نور الإسلام 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع