طارق الحميد
تصدير المادة
المشاهدات : 2962
شـــــارك المادة
في 21 مارس (آذار) الماضي حذر وزير الخارجية الروسي من أن هناك دولاً بالمنطقة ستسعى إلى إقامة نظام حكم سني في سوريا بعد سقوط الطاغية الأسد، وعلى أثرها ثارت عاصفة عربية حول تلك التصريحات، التي اعتبرتها «سقطة» بمقالي بتاريخ 22/ مارس تحت عنوان «الملا لافروف»، واحتج الروس بالطبع على ذلك المقال: «رسمياً»!
لكن اليوم، وبعد قرابة أسبوعين من تصريحات لافروف، تحركت الخارجية الروسية لمعالجة تلك التصريحات الخطيرة حول حكم السنة بسوريا، حيث يقول ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسية، إن تصريحات لافروف «أُخذت مجتزأة ومفصولة عن سياقها العام، وقد فُهمت خطأ»، مضيفاً أن من يعيشون بروسيا يعلمون «أن غالبية المسلمين في روسيا هم من أهل السنة...»! والحقيقة أنه معلوم بأن غالبية مسلمي روسيا هم من السنة، وشخصياً كنت ضمن الوفد المرافق لوزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز في إحدى زياراته إلى موسكو، يوم كان أميراً للرياض، وسمعته بأذني وهو يخاطب وفداً من مسلمي روسيا يطالبهم بأن يكونوا مواطنين يحترمون دولتهم، وقوانينها، وأن لا يستمعوا إلى أي صوت خارجي، وأن قوتهم هي في تمسكهم بوطنيتهم، ولذا فهذا أمر معلوم، لكن النقمة حول تصريحات لافروف لم تكن للدفاع عن السنة فقط، فليس المطلوب أن يصبح وزير خارجية روسيا «الشيخ لافروف»، بدلاً من «الملا لافروف»، فالمطلوب أبسط من ذلك، وأهم! فالمطلوب هو أن تكترث روسيا، وتحديداً ساستها، ومنهم لافروف، بالدماء السورية البريئة، التي لم ترتكب أي خطأ إلا أنها ترفض حكم الطاغية الأسد. المطلوب من موسكو أن لا تدافع عن قاتل لأكثر من عشرة آلاف سوري، ومسؤول عن قرابة خمسين ألف مفقود سوري، ناهيك عن آلاف المهجرين! كما أنه ليس المطلوب من موسكو أن تكون نصيرة السنة، فجل من انتقد تصريحات لافروف ضد السنة، والتي كانت واضحة وغير مجتزأة كما يقول نائب وزير الخارجية الروسي، لم يكونوا طائفيين، أو مهووسين بالدفاع عن السنة، بل كان قصدهم هو إيقاف آلة القتل الأسدية، وحماية سوريا كياناً ونسيجاً، وذلك برحيل نظام الأسد، الذي من ضمن ضحاياه، سواء بالعراق أو لبنان، وبالطبع سوريا، جميع الطوائف والأديان. فما تتجاهله موسكو، وتحديداً صناع القرار هناك، هو أنه لو كانت روسيا اليوم شركة بأسواق الأسهم العربية لكانت أعلنت إفلاسها من تردي سمعتها، وكره العالم العربي لها، فإذا كان الفيتو الأميركي لمصلحة إسرائيل قد أضر بواشنطن، فإن الفيتو الروسي لحماية الطاغية الأسد قد أفقد موسكو كل رصيد لها بالعالم العربي، وهو أمر يبدو أن موسكو لم تستوعبه إلى الآن، لكنها ستدفع ثمنه لا محالة. وعليه، فإذا كنا انتقدنا «الملا لافروف» فإننا لا نريده أن يكون «الشيخ لافروف»؛ فكل المطلوب أن توقف روسيا دفاعها عن الطاغية قاتل الأطفال، بشار الأسد، فالقصة ليست قصة سنة وشيعة على الإطلاق، فكلنا يريد الحفاظ على النسيج السوري، وأكثر من الروس أنفسهم.
المصدر: الشرق الأوسط
سعد محيو
علي حسين باكير
خطار أبو دياب
أبو طلحة الحولي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة