..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

إذا لم تستحِ فاكتب ما شئت

مجاهد مأمون ديرانية

٢٧ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2644

 إذا لم تستحِ فاكتب ما شئت
00458.jpeg

شـــــارك المادة

الثورة السورية: خواطر ومشاعر (44): إذا لم تستحِ فاكتب ما شئت

نشرت جريدة "الحياة" اليومَ مقالةً عنوانها "الربيع العربي، سوريا غير"، لكاتب مغمور وصفَته الجريدة بأنه "باحث سعودي"، لا أريد أن أسمّيه لئلا أمنحه دعاية لا يستحقها.


المقالة تشبه كومة من الأحجار ليس فيها حجرٌ راكباً على حجر، تضمّ خليطاً عجيباً من الفرضيات والنظريات والترّهات والأوهام لا يصحّ اجتماعُها إلا في سيرك أو في كرنفال، أما أنْ تُسمّى "مقالة" فعَجَبٌ من العجب، وأعجب منه أن يُشار إلى كاتبها بأنه باحث، وأعجب من ذلك كله أن يُنشَر هذا التخليط في جريدة رصينة كهذه الجريدة… رحم الله أيامك يا كامل مروّة، دفعتَ حياتك ثمناً لاستقلال جريدتك وكرامتها، لو أنك عدت اليوم ورأيت ما كتبه فيها "باحث سعودي" في مديح قاتليك لمتّ غمّاً وحزناً، ولكنتَ إذن قتيلَ نظام الأسد مرّتين!
يا أسفي على جريدة كان لها من علوّ الشأن ما كان ثم يصل بها الحال أن تصبح صفحاتها مرتعاً للرّاتعين. أمَا إني لو شئت لنقضت تلك (المقالة) كلمة كلمة، ولكنها أهون من أن أضيّع فيها عشر دقائق، وأهون من أن يحتاج قارئها الأريب إلى مساعدة من كاتب هاوٍ مثلي لنقضها، لأن أي قارئ يقرؤها سيحسّ بها تتهافت أمام عينيه سطراً من وراء سطر، فإذا وصل إلى آخرها -لو كان به صبرٌ وتابعها إلى آخرها- لن يجد أمامه إلا كومة مركومة من الترّهات.
ويا أسفي على الألقاب كيف هانت حتى صار يسمى أمثال هؤلاء المخلّطين بحّاثة ومؤلفين!
لو كان هذا باحثاً فأنا باحث وولدي باحث وجاري باحث وحارس العمارة باحث وصبيّ البقال باحث… ولكن كلاً منا يبحث فيما يحسن، وذلك (الباحث) يبحث فيما لا يحسن! وما منا أحدٌ يضحّي بأخلاقه ودينه في سبيل بحثه، وذلك (الباحث) لا يبالي أن يسفح على صفحات (بحثه) الدينَ والعقل والمروءة وكرائم الأخلاق!
وإلاّ فليفسر لنا: أيّ ضمير سمح له -لو أنه كان يملك أي ضمير- أن يكتب مدافعاً عن نظام يقتل الأطفال ويعذب الرجال ويغتصب الحرائر المؤمنات ويدمر المدائن على رؤوس أهلها الآمنين؟ أكلّ ذلك -برأيه السقيم- ثمن هيّن في سبيل عروبة مكذوبة وممانعة مزعومة؟ ألا لعنة الله على ممانعتكم وعلى مُمانعيكم الذين ما عرفنا ممانعتهم في نصف قرن إلا هلاكاً للبشر ودماراً للبلاد! لا تنطقوا باسم العروبة بعد اليوم، بَرِئَت منكم العروبةُ يا أيها العبيد.
هذا (الكاتب) ليس عازفاً منفرداً، بل إنه واحد من جوقة نشاز ينتشر أكثر عازفيها في الأردن ولبنان وبعضهم في مصر والجزائر وموريتانيا وسائر البلدان، هم لطخة قاتمة السواد في صفحة ناصعة يبيّضها آلافٌ من الكتّاب الأحرار في السعودية والخليج والأردن ومصر والمغرب العربي، بل في العالم كله… أفمَا آن الأوان لأن يلفظ الأحرار هذا الخَبَثَ وأن يُسقطوا أولئك الأقزام الذين أسقطوا قناع الحياء؟
* * *
يا أيها الكتّاب المأجورون والبحّاثة المزعومون:
أما ترون ما يحصل في حمص وفي غير حمص؟ أما لكم قلوب؟ لا والله ما لكم قلوب. لا أجد كلمة أقولها لمن زعم اليوم أنه باحث ثم راح يُضْجِرنا بتلك الترّهات، ولمن يزعم زعمه ويردد قوله، لا أجد إلا أن أقول: إذا لم تستحِ فاكتب ما شئت!

المصدر: الزلزال السوري 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع