..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

إيجابيات مؤتمر أصدقاء سوريا!

طارق الحميد

٢٦ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2874

إيجابيات مؤتمر أصدقاء سوريا!
-الحميد1.jpg

شـــــارك المادة

هناك من أُحبط من مؤتمر «أصدقاء سوريا»، وحتى من طريقة إدارته، لكن هذا ليس بالضرورة صحيحاً، خصوصاً إذا تذكرنا أن سوريا، والمنطقة برمتها، تشهد حالة خلع أكثر ضرس فاسد بالمنظومة العربية، وهو أمر لا يمكن أن يتم من دون ألم، أو تدخل جراحي.


فمع المحبطين حق حينما يستمعون لخطاب الرئيس التونسي عن سوريا، ولا يتم إدراج كلمة السيد برهان غليون ضمن الكلمات التي تم بثها علنياً، حيث ألقيت بالجلسة المغلقة. لكن سيقل الإحباط عندما نعلم أن الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، قام بارتجال كلمة، قبل إلقاء كلمته الموزعة بالجلسة المغلقة، أشاد فيها «ببعض» ما قاله الرئيس التونسي. وأشاد الفيصل في كلمته المرتجلة «بكل» ما قاله برهان غليون في خطابه «القوي والمعبر»، بل إن الفيصل أشاد بمداخلة لأحد السوريين من حمص، واعتبرها ملخصة لمعاناة السوريين. وهذا ليس كل شيء، بل إن ما يسعد السوريين، والعرب، يتلخص في ما قاله الأمير سعود الفيصل في كلمته، حيث اعتبر أن نظام الأسد الذي يعربد في سوريا هو نظام سلطة احتلال، كما احتج الفيصل على الاكتفاء بالإعانة الإنسانية، واعتبرها عملية تسمين للضحية التي سيفترسها الوحش!
ومن الإيجابيات الأخرى في مؤتمر تونس أن الفيصل -الذي فتح باب الاعتراف بالمعارضة السورية في خطابه الأخير بالجامعة العربية وتحقق في تونس رغم كل ما قاله البعض من قبل- قد فتح الباب أيضاً للمطالبة بتسليح الثوار السوريين، وذلك حين قال الفيصل رداً على سؤال حول تسليح الثوار السوريين بأنه «فكرة ممتازة». بل إن الأمير سعود الفيصل قال أيضاً إن الأسد سيرحل «راغباً أو مكرهاً»، وهذا كله يعني أن السقف الذي سيهوي على رأس نظام الأسد قد ارتفع كثيراً، وذلك دفاعاً عن الشعب السوري المظلوم.
كل ما سبق يقول إن الأمور ليست بمحبطة جداً، ولو استشهد البعض بكلمة أمين عام الجامعة العربية، فالأوضاع على الأرض في سوريا تجاوزت لغط الكلام، وكما قلت ذات مرة فإن الساسة الآن سيرقصون على إيقاع دمشق، وتأكيداً لذلك فهناك معلومات مهمة سمعتها من مصادر رفيعة مختلفة تقول إنه قد انبثق عن دول «أصدقاء سوريا» تشكيل مصغر للجنة، أو قل خلية عمل، غير معلنة، مهمتها متابعة تطورات الأحداث في سوريا، وتتكون من مجموعة دول منها: السعودية، والإمارات، وقطر، وتركيا، وأمريكا، وفرنسا، وبريطانيا. وهذا أمر ليس بالمحبط بكل تأكيد، فتلك الدول معنية بشكل مباشر بالملف السوري، ويكفي أن نتذكر أن اللقاء الثاني لـ«أصدقاء سوريا» سيعقد بتركيا، مما يفترض معه أنه سيكون لإسطنبول دور أكثر تأثيراً في قادم الأيام، وقد يكون من ضمن عمل تلك المجموعة توحيد صفوف المعارضة السورية، وأكثر. ومن الأخبار الجيدة -أيضاً- إنجاز الاتفاق بين الجيش الحر والمجلس العسكري لتشكيل «وزارة دفاع» للثورة السورية.
وعليه؛ فإن جل هذه الأخبار لا تعتبر محبطة، بقدر ما أنها تعني بداية العد التنازلي لنهاية طاغية دمشق قاتل الأطفال.

المصدر: الشرق الأوسط

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع