..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هل تنجح الثورات في خَنْق الفَساد؟

حسن قاطرجي

٢٠ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3053

هل تنجح الثورات في خَنْق الفَساد؟
hmaaa555.jpg

شـــــارك المادة

يعلم القاصي والداني، والساكت والثائر، والمتقدم والخائف، والمعتزل والمجاهد، أنه منذ تغلغُل جمعية الاتحاد والترقي -العلمانية الفكر اليهودية الولاء- في جسم الدولة التركية منذ أواخر القرن التاسع عشر والفسادُ بجميع أشكاله يَنْخُر في مجتمعاتنا وخاصة في أوساط الطبقة السياسية. ثم ازداد واستشرى، وامتدّ وتمكّن، وتجذّر وعفّن، بعد هزيمة هذه الدولة إثر الحرب العالمية الأولى في القرن الماضي، وتفسَّختْ أطراف الجسم الإسلامي إلى دول متناحرة فاشلة يحكمها الأجنبي عن طريق أشخاص» مِنْ جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا جُثمانهم جثمان إنس وقلوبهم قلوبُ الشياطين" هكذا وصفهم النبي –صلى الله عليه وسلم-... وكان ذلك أثناء سيطرة الاتجاه القومي العلماني على بلاد المسلمين بعد سنوات الانتداب الأجنبي.


ومرّت سنوات طويلة والوضع في بلادنا على أسوأ ما يكون تخلُّفاً وفساداً وضياعاً عن الهُوّية، وغُربة عن الإسلام وانضباعاً تُجاه ثقافة الأجنبي الكافر ونموذجِهِ...
وفجأة تبدّى لنا قَدَر جديد لأمتنا: فقد أَذِن الله - عز وجل - أن يُزهر ربيعٌ مُفعم بالأمل وبشائرالمستقبل في فصول عُمُر الأمة.. فتنطلق ثورات هادرة تتمرّد على الطغاة المتخلِِّفين بل تُصِرّ على ملاحقتهم والمطالبة بمحاكمتهم وتنشُدُ إحداثَ إصلاحٍ جذريّ في طريقة سياسة البلاد، على خلفية ثقافية يتصارع في صياغتها تيّاران: أوّلهما يبذل الدم ويصدح بالصوت ويقدِّم التضحيات وهو تيّار شعبي هادر ينتمي إلى الإسلام دين الشعوب بأكثريّتها: إيماناً واعتقاداً، فكراً وثقافة، تشريعاً وسياسة... وآخر تيار علماني من المثقفين أقل عدداً وأخف وزناً إلا أنّه أثقل نفوذاً وتغَلْغُلاً في مراكز القُوى المؤثرة في البلاد...!!!
إن هذا الصراع سيُحسَم -بإذن الله- لوعدِهِ بحفظ دينه وأمّة نبيّه - صلى الله عليه وسلم - لصالح الإسلام، ولكن بعد احتدام، وإِثْر مغالبةٍ وتدافُعٍ وصدام... وسيكون التيار الإسلامي أمام امتحان صعب يُختَبَرُ فيه: في نزاهته ووَعْيِه، وعدله وزُهدِه، وآفاقه الحضارية وقُدُراته البِنائية، وسيكون أمام اختبار النجاح في خَنْق الفساد ومحاصرته والقضاء عليه وتجفيف منابعه في أخطر مواضع الجسد الاجتماعي: (1ـ الفساد الفكري والاعتقادي) في الرأس من الجسد، (2ـ والفساد الأخلاقي) في الطرقات والنوادي والمنتزهات ووسائل الإعلام ومناهج التعليم، وفي القضية البالغة الحساسية: قضية المرأة، وعليه تحقيق نجاحات باهرة في فنّ التعامل معها واستثمار مواهبها وإمكاناتها في سياق رؤية حضارية مضبوطة بالتعاليم الإسلامية والأحكام الشرعية، (3ـ والفساد السياسي)، ورابعاً:(4ـ الفساد المالي والاقتصادي).
وصدق الله العظيم: {والله لا يُحِبّ المُفسِدِين}.

المصدر: رابطة العلماء السوريين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع