..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ماذا ينتظر العالم لحماية الشعب السوري؟

داود البصري

١٩ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7052

ماذا ينتظر العالم لحماية الشعب السوري؟
-البصري7.jpg

شـــــارك المادة

لقد اقتربت الذكرى السنوية الأولى لانفجار الثورة الشعبية السورية الجبارة التي زلزلت الأرض تحت عرش الطغاة الوراثي، لا يزال الشعب السوري الحر يدفع يومياً أطناناً هائلة من الدم السوري العبيط في مقاومة الفاشية البعثية، ولا زالت أكوام الجثث والخرائب تعم المدن السورية المنتفضة، والأهم من هذا وذاك لا يزال الرأي العام العالمي غائباً بشكل عملي عما يدور من مآس تتناقض أحداثها ووقائعها اليومية مع كل الشعارات الدولية المرفوعة رياء عن الحقبة الدولية الجديدة والنظام العالمي الجديد، وشرعة حقوق الإنسان، وغيرها من مواضيع اللغو الإعلامي التي لا تسمن ولا تغني عن جوع، وإنما هي مجرد مواضيع استهلاكية تستهلكها الآلة الإعلامية الجبارة التي تكتفي بالتسلي في مشاهدة أكوام الجثث وخصوصاً الأطفال، ثم التحرك العقيم والإنشائي في أروقة المنظمات الدولية إضافة لحملات الصراخ والعويل والتباكي المزيفة وإتاحة المجال لمجرمي النظام السوري بتفعيل آلة القتل الجهنمية ومواصلة مخطط إبادة الثورة الشعبية السورية عن طريق سياسة الأرض المحروقة والمجازر البشرية الشاملة في تكرار ممنهج وإجرامي للسياسة الدفاعية السورية منذ زمن حافظ الأسد وفريقه الذي لم يتغير أبداً أو تتغير سياساته وهي زرع الرعب وكسر إرادة الثوار وإبادة المدن وتسليط الأوغاد والقتلة، فيما يكتفي العالم بالإدانة اللفظية في ظل الحماية الروسية الحقيرة والإيرانية المجرمة التي توفر الغطاء لجريمة النظام الأسدي المتوحش.


لقد مر عام كامل والشعب السوري ينزف بدرجة مرعبة، وهي مدة غير مسبوقة في تاريخ الثورات، كما أنها قياسية جداً في توسيع القمع والقتل، وفي الصمت الدولي المرعب وحيث نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً.
تركيا التي قلبت الدنيا في البداية انكفأت على أعقابها لتلتمس الحلول من الجامعة العربية، وهي الكيان العاجز، الغرب بأسره تصرف كالأبله فيما لم يكن موقفه كذلك أبداً أمام الآلة العسكرية لنظام العقيد القذافي، وحيث جاء رد حماية الشعب الليبي من جرائم كتائب القذافي، بأسرع ما يكون عبر تفعيل الآلة العسكرية لحلف "الناتو" التي ضربت آلة القذافي، ولولا قوات وضربات "الناتو" الجوية وعملياته التكتيكية على الأرض الليبية ما تسنى أبداً لثوار ليبيا التمكن من الإطاحة بالعقيد وفقاً للصورة التي حدثت.
ما الذي يمنع الغرب وآلته العسكرية من حماية السوريين? ولماذا يقف "الناتو" من خلال بوابته التركية الجنوبية عاجزاً عن الفعل الصريح وعن ردع النظام السوري من شن حملاته الإبادية وتدمير المدن السورية على رؤوس أهلها والإمعان في قتل الأطفال والنساء والشيوخ فيما يكتفي الغرب والعالم بالتفرج والتسابق السقيم على إصدار بيانات الشجب والتنديد والإدانة وهي بضاعة المفلسين؟
بكل تأكيد فإن الغرب وخلفه إسرائيل يعيشون في ورطة إستراتيجية حقيقية، فالمزاج الغربي العام والمتوافق مع الرغبة الإسرائيلية لا يرغب في نهاية حقيقية للنظام السوري الحامي الأكبر للأمن الإسرائيلي؛ لأن في سقوط نظام البعث السوري سقوط حقيقي للإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية وتهاو مريع لنظرية الأمن والتوسع الإسرائيلية، فخدمات تعبوية هائلة كالخدمات التي يقدمها النظام السوري للإسرائيليين أمر ليس من السهل تعويضه، فقد أرعبت الثورة السورية وإرادة الثوار كل القوى الدولية صاحبة الأهداف المعروفة، فتلك الثورة هي تمرد على كل الصيغ الجاهزة لسرقة ثورات الشعوب، وتحويلها عن خطها المرسوم.
الشعب السوري يتعرض للأسف لمؤامرة كونية حقيرة تهاوت أمامها كل الشعارات التدليسية المخادعة حول حرية الشعوب وحماية المدنيين من جرائم الأنظمة الفاشية، لقد تحرك العالم بسرعة ضد جرائم القذافي، وتصرف بحزم مع نظام صدام حسين، فيما يسير ببطء قاتل في التصرف مع النظام السوري، فالحماية الروسية ليست مظلة حقيقية، فروسيا في النهاية كالغانية تفتح ذراعيها وأحضانها لمن يدفع أكثر!، ولكن المعضلة الأساسية تكمن في ضعف الإرادة الدولية عن إسقاط النظام المجرم في دمشق، فخدمات النظام السوري الهائلة لكل قوى الشر تظل حتى اليوم الضمانة الحقيقية لاستمراره، لا بدّ من تحرك دولي حاسم وسريع، فنظام دمشق كما أسلفنا لن يسقط إلا بالقوة المفرطة، فهل سيفعلها معسكر النفاق الدولي? بكل تأكيد الشعب السوري الحر لن يهدأ أو يستكين حتى تنتصر الثورة، وتلك هي الحقيقة الوحيدة.

المصدر: سوريون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع