..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين

محمد أسد

٦ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8130

ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
340X297.jpg

شـــــارك المادة

قد يستهجن البعض قولي، ولكنني سررت بالفيتو الروسي-الصيني المزدوج على الرغم من إحساس الازدراء والغضب الذي يعتريني كلما رأيت سفراءهم في مجلس الأمن، وكلما اضطررت لسماع السفير الثرثار الصفوي بشار الجعفري.


أكثر ما كنت أخشاه هو تمرير مشروع هزيل ينصف النظام أكثر من إنصافه للشعب السوري، مشروع كان سيلتزم به النظام التزامه بالمبادرة العربية في حين كان سيتوجب على الشعب رفضه والظهور بمظهر الخارج عن القانون المتمرد على الإجماع الدولي.
ولكن وحتى لا تغيب الصورة الحقيقية عن أعين شعبنا الحبيب؛ فالعدو اليوم في مجلس الأمن لم يكن روسيا والصين فحسب، بل المجلس بأسره باستثناء قلة لا تملك من أمرها شيئاً. مصلحة الغرب في تمديد أمد الأزمة السورية يكمن في الحيلولة دون سقوط نظام آل أسد خادمهم المخلص وزعزعة الوضع الإقليمي بطريقة تهدد أمن إسرائيل، ولا سيما إذا كان البديل إسلامياً يكن عداء أيديولوجياً للاحتلال الإسرائيلي. الفيتو الحقيقي هو بيد بني صهيون.
أما روسيا والصين، ولا سيما روسيا، فعلينا أن نعي بأن الأوصاف التي نطلقها على النظام السوري تكاد تنطبق بالكامل على النظام الروسي، فالحكومة الروسية ليست حكومة بالمعنى الأكاديمي أو حتى في العرف الدولي، هي عبارة عن مافيا تتحكم بالقرار الروسي بشكل مطلق يتزعمها تلاميذ المخابرات السوفيتية (كي جي بي) وأحفاد ستالين ولينين، ويتقاضون الأجر عن خدماتهم لزبائنهم من آل أسد عن طريق رشاوى بليونية مباشرة وعقود أسلحة تُدفع بأموال السوريين ومن ثم تستعمل لقتلهم، عصابة إجرامية لا عقيدة لها ولا مبادئ سوى مصالحها الفئوية.
لقد أثبتت جلسة مجلس الأمن اليوم ما كنا نعرفه سلفاً وهو أن الثورة السورية يتيمة ولكنها محفوفة بالرعاية الإلهية، وأن ما جرى اليوم في مجلس الأمن ما هو إلا تدبير من الله - سبحانه وتعالى - ليُسيّر الأمور بما هو خير لنا ووفق حكمة قد تغيب عنا الآن إلا أنها الخير كل الخير لشام رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأهلها.
ثمن حريتنا وعبوديتنا لله وحده سيكون غالياً بلا شك، وما حصل اليوم سيرفع التكلفة، ولكن هل كنا ننتظر غير ذلك؟ هل ظن أحدنا أن السلمية ستسقط هذا النظام الطائفي المجرم بمساعدة ديمقراطية أمريكا أو علمانية أوروبا، أو بتفهم من شيوعية واشتراكية روسيا والصين أو ولاية الفقيه في إيران؟ لطالما رفعت الثورات شعارات طنانة رنانة قلما تحققت، إلا أن كل ما هتفت به حناجر الثوار السوريين تجسد حقيقةً على أرض الواقع: "هز كفك هزه هز، دين محمد عم ينعز"، "الموت ولا المذلة"، "هي لله هي لله"، وقالوا: "ما لنا غيرك يا الله"، فأكرمهم الله بأن جعل منهم رجالاً صدّقت أفعالهم أقوالهم.
سينصف التاريخ ثورتنا يوماً ويقر بأنها أعظم ثورة في تاريخ الإنسانية جابهت فيه حفنة من الثوار كل قوى الظلام وأذنابها في العالم، الشرقي منها والغربي، وكانت بداية لفجر جديد في منطقتنا بل وعالمنا بأسره بإذنه - سبحانه وتعالى -، ففي الشام عمود الدين والطائفة المنصورة وهي أرض الملاحم وفسطاط المؤمنين.
قال قائدنا وحبيبنا ورسولنا في الحديث الصحيح الذي أخرجه وصححه الإمام الترمذي من رواية أبي العباس عبد الله بن عباس: ((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف))، و جاء في رواية عبد ابن حميد: ((احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً)).
فيا ثوار الشام: احفظوا الله، واسألوا الله، واستعينوا بالله، واعلموا أن مجلس الأمن ما كان لينفعكم بشيء لم يكتبه الله لكم، وما كان ليضركم بشيء لم يكتبه الله لكم، رفعت الأقلام وجفت الصحف وكل نفس ذائقة الموت، فلتكن هذه الميتة في سبيل الله جل جلاله وإعلاء كلمته، فالخير فيما اختاره الله، وقد تعهد - سبحانه وتعالى - ثورتنا منذ بدايتنا فكان خير حافظ وخير معين، فلا تغيّروا ولا تبّدلوا، واصبروا وصابروا، لقد اصطفاكم الله لأمر عظيم، فاصدقوا مع الله العلي العظيم يصدق معكم، فأنتم الأعلون دائماً… إن كنتم مؤمنين.

المصدر: شبكة الشام الإخبارية 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع