..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سورية: بشار على خطى أبيه

عبد الكريم بكار

٣ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4383

سورية: بشار على خطى أبيه
الكريم بكار.jpg

شـــــارك المادة

كنت دائماً مؤمناً بالقول الأشهر: التاريخ لا يعيد نفسه، ومازالت كذلك مع شيء من الشرح والإيضاح، حيث إنه ثبت أن الشروط والمعطيات التي أدت إلى وقوع بعض الأحداث في الماضي تظل قادرة على أن تكون أسباباً لأحداث مشابهة في الحاضر والمستقبل. 

 

 

فنحن نعرف أن النظام السوري الظالم الفاسد لم يطرأ على بنيته العميقة أي تغيير يُذكر، ولهذا فإن ما ارتكبه مؤسسو النظام من جرائم يعيد ارتكابه خلفاؤهم من الأبناء والأحفاد. في مثل هذا اليوم منذ ثلاثين سنة قام رفعت الأسد بأمر من أخيه حافظ الأسد باستباحة حماة قتلاً وتدميراً ونهباً واغتصاباً...، ولا يعرف بالضبط عدد الذين قتلوا في تلك المجزرة الأثيمة، حيث إن من التقديرات ما يذكر أنهم عشرون ألفاً، وبعضها يوصلهم إلى أربعين ألفاً، وتم هدم ما يزيد على ثمانين مسجداً، وتعرض نحو من ثلث المدينة لشيء من التدمير، واستمرت الاستباحة نحواً من سبعة وعشرين يوماً، وطويت صفحتها دون أن يساءل أحد أو تحدد مسؤولية أحد!!.
واليوم يقوم ماهر الأسد بأمر من أخيه بشار الأسد بارتكاب العديد من المجازر البشعة في كل أنحاء سورية، ولكن بما أن الإعلام يرصد اليوم كثيراً مما يجري فإن عدد الشهداء أقل، ولولا هذا لكان عدد القتلى اليوم مثل عددهم في حماة أو أكثر.
إن الانتقام لشيوخ حماة ونسائها وأطفالها لن يكون شيئاً أفضل من بناء حكم رشيد يحول بصورة قاطعة دون تكرار ما حدث، وهذا ما يسعى إليه ثوار سورية الأحرار اليوم. إني أدعو كل الغيورين على حماة إلى تأسيس صندوق لتخليد مأساة حماة من خلال صياغة رواية موثوقة ومتماسكة لما حدث أولاً، ثم من خلال بعض الأعمال الدرامية التي تصور عمق المأساة بالإضافة إلى إقامة متحف تُعرض فيه الصور وكل شواهد الجريمة، حتى نعزز المشاعر الرافضة للقتل والظلم والطغيان، وحتى يدرك الجيل الحاضر حجم ما عاناه آباؤهم وأجدادهم على يد النظام الأسد المستبد والظالم.
إن مجزرة حماة ليست أكثر من رمز للجريمة الكبرى التي ارتكبها البعث وأجهزته الأمنية في سورية، حيث تم إذلال الناس ونهب ثروات البلد، وتشجيع الرذيلة، وقتل الشعور الوطني.
والله غالب على أمره.
وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع