..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

رحلة ممتعة إلى مارع المحررة

أمينة بريمكو

٧ يناير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4172

رحلة ممتعة إلى مارع المحررة
340X297.jpg

شـــــارك المادة

ما أجمل أن تقرر القيام برحلة لها طابع المغامرة.. وهي حقاً كانت مغامرة مدهشة إلى مدينة مارع المحررة.. كنا طوال الطريق نشعر بالقلق وبعض الأرق وقبل أن نصل إلى مدينة مارع بـ300م، قال صديقي بعد أن جاءته مكالمة هاتفية: إننا الآن تحت حماية الثوار. كان شعوراً غريباً وملهماً عندما سمعت هذه العبارة. زال القلق بمجرد أن بدأت حماية الثوار لنا من خلال مرافقة دراجتين ناريتين لسيارتنا، لأول مرة شعرت بأنني مفعمة بالحرية وأنا غارقة في تفاصيل بلدة تخلو من صور الدكتاتور الأسد الأب والابن.
مارع هذه البلدة التي اشتعلت بالشجاعة منذ بداية الثورة السورية، يبلغ عدد سكانها 35 ألف نسمة، وحوالي 3000 منزل، يصل عدد المتظاهرين بحدود 3500 متظاهر، أي كل عائلة ممثلة بمتظاهر. من هنا بدأت خصوصية هذه البلدة الرائعة، وخلال حديثنا مع ممثلي تنسيقيات مارع عرفنا مدى تنظيم هذه التنسيقية ومدى تكاتفها وانسجام معظم سكان مارع معها. أكد لنا ممثل التنسيقية "أبو عمر" بأن تشكيل التنسيقية في مدينة مارع كان رد عفوي لضبط الحراك الثوري. يقول: "في البداية حتى قبل أن نشكل تنسيقية مارع خرج شباب مارع للتظاهر بشكل عفوي دون أي تخطيط مسبق".
كان الهدف من إنشاء تنسيقية مارع لتنظيم صفوف الشباب ولعدم سماح للمغرضين بأية أعمال تخريبية باسم الثوار في المدينة. وتبلورت فكرة التنسيقيات بعد الحراك الثوري بشهر ونصف. يؤكد أبو عمر بأن مدينة مارع اعتبرت المحرك الأول لكل مظاهرات الريف الحلبي.
أما عن الأرضية التي اعتمد عليها شباب مارع لتكون الشرارة الأولى للثورة يقول أبو عمر: "لم نهيئ لأية أرضية لأنها كانت موجودة مسبقاً، فما يعانيه ابن مارع هو نفس ما يعانيه ابن درعا أو حمص وأية بقعة سورية من ظلم وقهر. من الطبيعي أن نكون ضمن قافلة الثوار للمطالبة بالحرية وإسقاط النظام".
كما أن مدينة مارع لم تختلف عن باقي المدن السورية بتوزيع منشورات في المدينة وتوعية الشباب من خلال بعض اللقاءات كآليات للبحث عن نقطة الانطلاق. وكان الرأي العام في هذه المدينة جاهزاً مسبقاً من خلال حادثة درعا وهو اعتقال أطفال مدينة درعا، وما لحق الأهالي من إهانة عندما طالبوا جهات أمنية عدة بالإفراج عن أطفالهم.
مارع من المدن القليلة التي شاركت بشكل شامل، وهذا ما لاحظناه ونحن نتجول في المدينة، وأثناء مشاركتنا مع حشد هائل في مظاهرة احتفالية في ساحة المدينة، وكانت هذه المشاركة الأولى لنا، التي خالطتها مجموعة من مشاعر الفرحة والغبطة والدهشة الطفولية -لأول مرة تخرج أصواتنا من داخلنا- كما يخرج التلميذ من بوابة المدرسة بمرح مفاجئ؟
حسب قول أبو عمر بأن هدف التسيقيات أولاً وأخيراً تنظيم مجالس الأحياء، والايجابيات التي اتصفت بها التنسيقيات استيعاب الجميع بديمقراطية تامة وترسيخ مبدأ الرأي الآخر الفعلي، يقول: "لم يكن هناك رأي مطلق أو قرار نهائي غير قابل للتعديل".
وضرورة التواصل الميداني بدأ بإطلاق التنسيقية مع تصاعد الحراك الثوري وضرورة خروج الشباب إلى الشارع رغم خطورة ذلك. يرى أبو عمر ورفاقه أن العامل الأساسي والمهم للتظاهر اليومي هو كسر حاجز الخوف وأن سقوط النظام الفعلي بدأ مع خروج الشباب اليومي للتظاهر. يقول أبو عمر: "تعنت النظام وعدم اعترافه بمطالب المواطنين لعبت دوراً. وظهر ذلك جلياً من خلال خطابات رأس هرم السلطة القمعية في سوريا (بشار)، إذ كان يطلق القوانين والتشريعات الجديدة ويدعي بأنه كان سيقوم بها بشكل تلقائي بدون تظاهرات، لن نستطيع إغفال تدهور الوضع الاقتصادي، إلى جانب نجاح الثورات العربية التي دغدغت فينا مشاعر الحرية".
وعندما سألنا الشباب عن سلمية المظاهرات وكيفية الإعداد لهذا الجانب الأخلاقي أكدوا أن المواطن السوري تربى على مبادئ وثوابت أخلاقية واعية وثقافة اللاعنف هي فطرية لدى المواطن السوري. أضاف أبو عمر: "كما أننا استطعنا توزيع مناشير لكل بيت في مارع لتوعية الناس على ثقافة اللاعنف".
أما الدور الذي تلعبه المرأة المارعية فهو حقيقة دور جليل لمسته من خلال استقبالهن لنا واحتفالهن بنا لمجرد أننا إعلاميين وأن وجعنا واحد.. هذه المرأة الشجاعة التي بدأ دورها جلياً من خلال الاقتحامات الأمنية المفاجئة للمدينة، حيث كانت تستضيف كل من يطلب اللجوء للاختباء في منزلها. اختتم أبو عمر حديثه عن دور المرأة في الثورة: "كانت النساء تساعدن الشباب في إيصال المياه لهم، ومساعدتهم في الاختباء. وكانت تهرع لجلب البصل؛ لأن هناك مادة في البصل المضاد الأفضل للقنابل المسيلة للدموع، ولا ننسى شحذ الهمم من خلال الزغاريد ورش الأرز فوق رؤوس الثوار الأحرار، وأنا شخصياً لن أنسى أبداً دعاء والدتي بالنصر والحماية من رب العالمين".
عدنا بحماية الثوار إلى مداخل مدينة حلب، وكلنا أمل بأن نتجول يوماً ما في هذه المدينة.. وينتابنا شعور مماثل.

المصدر: موقع صباح سوريا

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع