موفق مصطفى السباعي
تصدير المادة
المشاهدات : 3482
شـــــارك المادة
ابتداءً لا أريد بهذه المقالة أن أدخل إلى النفوس اليأس.. ولا أن أغرس في القلوب الإحباط.. ولا أثبط من الهمم.. ولا أفت في العزائم.. ولا أشيع التشاؤم!!! وإنما أريد أن أضع الإصبع، على الجروح النازفة، في هذه الثورة المباركة.. لعلنا جميعاً نجد الطبيب المداويَ.. فيضمد هذه الجراح.. ويوقف نزيف الدم!!! منذ أن انطلقت الثورة قبل أربع سنوات إلا قليل.. بشكل عفوي..وإلهام رباني.. ظن الناس بعد أن رأوها وقد اتسعت.. وانتشرت في معظم المحافظات.. وازداد زخمها.. واشتد أوارها.. وتأجج لهيبها.. وارتفعت معنويات الثائرين إلى الذروة.. غير عابئين بالتضحيات الغالية، التي كانوا يقدمونها يومياً.. من قوافل الشهداء، على درب الحرية!!! ظنوا أنها أيام أو شهور معدودة.. ويتحقق الحلم بالحرية.. والاستقلال.. خاصة وأن بعض زعماء العالم أخذوا يتظاهرون بتأييدهم للثورة.. ويطلقون البيانات النارية.. بوجوب رحيل الطاغية.. كما فعلوا مع الثورات العربية الأخرى!!! وتطاولت الأيام.. وامتدت الشهور.. وتعاقبت السنوات.. وربما تصبح عقوداً!!! وإذا بالثوار يكتشفون زيف.. وكذب زعماء العالم.. الذين زعموا أنهم أصدقاؤهم!!! ومع هذا أصروا على مواصلة الثورة.. وصمموا على تقديم التضحيات الغالية!!! وهذه منقبة.. وميزة عظيمة للثوار.. سيكتبها التاريخ بمداد الدم.. والذهب!!! إلا أن في هذه الثورة دَخَناً.. وعثراتٍ.. وهفواتٍ.. تعرقل.. وتؤخر انتصارها!!! وهي عثراتٌ داخلية.. وأخرى خارجية!!! العثرات الداخلية:
فالواقع الميداني..المأساوي.. يظهر وجود أشخاص قد يملكون الصفات الأولى.. ولا يملكون الصفات الثانية.. فيتخبطون في الإدارة خبط عشواء !!!
وقد يوجد أشخاص يملكون الصفات الثانية.. ويُحرمون من الصفات الأولى.. فيستغلون مناصبهم.. ويُفسدون.. ويضلون.. ويسرقون قوت الناس.. ويثرون على آلام الناس وأوجاعهم !!!
لا يزال عدد غير قليل من المشاركين في الثورة.. يجهلون حقيقة الحرب الدائرة على أرض سورية.. فيوجهون سهامهم بالنقد اللاذع.. والاتهام الباطل إلى المجموعات الجهادية.. التي تضحي بأرواحها.. وأموالها.. وأعراضها في سبيل الذود عن حياض الوطن.. وتحرير الإنسان السوري من الطاغوت.. ويرددون كالببغاوات ما ينشره الإعلام الصليبي.. المجوسي.. الشيعي.. الأسدي الحاقد عنهم.. ويتجاهلون طبيعة العدو الحقيقي.. الذي هو إيران..ومن ورائه كل جنود إبليس.. من الإنس والجن.. ويجهلون أن هدفه الأساسي هو: تمجيس المسلمين باسم التشيع.. أو إخراجهم من دينهم.. وجعلهم لا مسلمين ولا شيعة.. أو ذبح من يرفض هذا أو ذاك.. لتحقيق الخرافة.. بالتعجيل بظهور مهديهم الدجال من المجاري.. وأنفاق النفايات !!!
العثرات الخارجية: هي واحدة تشمل كل قوى الأرض التي تخاف.. وترتجف.. وترتعد فرائصها من حرية المسلمين وليس - كما يطبل المطبلون الجهلة.. الحمقى – من حرية الشعوب!!! فهم ليس لديهم مشكلة مع حرية الشعوب غير المسلمة.. لأنها مثلهم في الفكر والعقيدة!!! وقد سبق أن أيدوا.. ودعموا الثورة في إيران ضد الشاه.. الذي كان حبيبهم الأول.. والمدافع الأول عن ربيبتهم إسرائيل.. فتخلوا عنه.. وتبنوا الخميني.. وأطلقوا يده في أن يصرح بما يشاء باسم الإسلام.. لإعادة إنتاج صورة ابن سبأ.. في حلة جديدة.. ليخدع ذراري المسلمين الغوثائيين.. وليسب ويشتم غدواً وعشياً.. بالغرب وإسرائيل!!! وأيدوا حرية الشعوب الأوربية الشرقية.. وساعدوها في التخلص من الطواغيت الشيوعيين.. مثل تشاوسيسكو وسواه!!! هم يعلمون أن ما يحدث في سورية.. ليست ثورة شعبية.. وإنما هي ثورة إسلامية.. تقودها مجموعات جهادية بأسماء متنوعة!!! ولذلك هم لا يريدون لها أن تنتصر.. لأنها تهدد وجودهم.. ومصالحهم.. وتغري شعوباً مسلمة أخرى بالثورة!!! ولكن هذه العثرات الخارجية – على ضخامتها.. وقوتها.. وشدة بأسها – لا قيمة لها البتة.. إذا زالت العثرات الداخلية.. وأصبح المجاهدون.. والمقاتلون كلهم في جبهة واحدة!!! لأنه حينئذ فقط.. سيتحقق الوعد الإلهي: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا) غافر آية 51 (يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد آية 7
دنيا الوطن
عبد الكريم بكار
فيصل القاسم
طارق الحميد
هديل كوكي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة