..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

نكاد ننادي: حيّ على الجهادِ

مجاهد مأمون ديرانية

٢١ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3522

نكاد ننادي: حيّ على الجهادِ
340X297.jpg

شـــــارك المادة

هذه رسالة أتمنى أن تتبناها الثورة وأن تقدّمها إلى المجلس الوطني وتطلب منه أن يبلّغها إلى دول العرب ودول العالم، شرقه وغربه. ليست رسالة هَزْل بل رسالة جِدّ ما بعده إلا العمل، فلقد صبرنا على سلميّتنا رجاءَ أن نصل بها إلى الغاية، واخترناها في مواجهة نظام قمع واستبداد عرفناه وعرفنا إجرامه نصف قرن كاملاً من الزمن، وكنا مستعدين لتحمل تبعات اختيارنا مهما طالت المواجهة، وقد فعلنا، فصمد هذا الشعب المُصابر تسعة أشهر صموداً أذهل الدنيا، حتى حبست شعوب الأرض أنفاسَها وهي تتابع أعاجيبه يوماً بعد يوم، وصارت هذه الثورة مدرسة للثورات وأعجوبة في الثورات وصارت هي أعظم الثورات.


كل ذلك صبرنا عليه وما نزال نصبر، وكان من حقنا أن يكافئنا العالم فيحمي سلميتنا ويمنع النظام من استعمال آلته الحربية ضدنا، أمّا أن يشنّ النظام علينا حرباً يقصف فيها مدنَنا وقرانا بالدبابات والمدافع تحت سمع العالم وبصره، ثم لا يقول العالم شيئاً ولا يصنع شيئاً، فأمرٌ لا نقبله ولا نسكت عنه… لا والله لن نقبله ولن نسكت عنه بعد اليوم.
يا أيها السادة في المجلس الوطني:
قولوا لدول الغرب التي تتصلون بها وتتفاوضون معها: إذا أرهبكم بشار بسلاح يحرق به المنطقة مرة فإن في يدنا سلاحاً يأكله ويأكل سلاحه ويحرق المنطقة مرتين.
قولوا لهم: إن كان في يده صواريخ وإذا هددكم بفتح ترسانة الأسلحة الكيماوية، فإن في يدنا أن ندعو الأمة إلى الجهاد وأن نفتح ترسانة يخرج منها مليون مجاهد، وهؤلاء إذا خرجوا لا يعودون حتى يحرروا سوريا من عصابة الأسد وفلسطين من عصابة اليهود والعراق من عصابة الفرس، فلا يظنّ العالم أن النظام يستطيع أن يضغط ونحن لا نستطيع؛ إن كان النظام يملك ورقة يضغط بها فإن أيادينا مليئة بالأوراق.
فليتحركوا تحركاً فورياً، اليوم وليس غداً ولا بعد أسبوع، وليوقفوا فوراً المذبحةَ التي يتعرض لها أهلنا في إدلب وجبل الزاوية منذ أيام، أو ليتحملوا النتائج ولا يلومونا ما صنعنا بعد اليوم.
الشعب السوري اختار السلمية أداة للتعبير والتغيير؛ لأنه اعتقد أنها الطريق الأمثل لتحقيق أهدافه والحصول على حريته المسفوحة، فظن قوم أنه شعب جبان يخشى القتل ويهاب القتال، ما دَرَوا أن مواجهة الخصم اللئيم باليد الخالية من السلاح أشد وأثقل على النفس من مواجهته بالسلاح، وما علموا أن الشعب السوري استودع التاريخ مليون شهيد يصرف منها التاريخ ما شاء متى شاء، وأن التاريخ ماض في الصرف منذ يوم الثورة الأول إلى اليوم وهذا الشعب لا يبالي، وهو لن يهن ولن يرضى بغير النصر -بإذن الله- ولو دفع بعد المليون من الشهداء ملايين.
لقد آن الأوان أن نُري العالم مَن نحن، آن الأوان أن يعرف الناس ما لم يعرفوه بعدُ عن هذا الشعب الأبيّ الكريم. أمَا إنّا ما تجنبنا الحرب خائفين، ولا عُدنا أصلاً نعرف ما هو الخوف بعدما كان منا ومن نظام الإجرام ما كان؛ لقد اخترنا لأنفسنا ما ظنناه أهون السبيلين وضَنَنّا بدماء الأبرياء أن تسيل في غير ضرورة، أمَا وقد اختار النظام الحرب فليعلم -وليعلم العالم معه- أنّا نحن أبناء الحرب، فإنا قد رضعنا مع الحليب الإباء والكرامة يوم رضعنا من أمهاتنا الحليب، وإنا قد وهبنا أبناءنا وذرارينا لله وهم ما يزالون نُطَفاً في الأرحام وأجنّة في البطون، ولقد قالها المختار وإنّا له متابعون: ننتصر أو نموت.
يا أيها الناس:
إنها ما وُجدت في التاريخ أمةٌ الموتُ أحبّ إلى قلوب أبنائها من الحياة مثلنا، وإنّا لا نصبر على سماع منادي الجهاد ولا طاقة لنا إذا سمعنا النفير بالقعود، وما شيءٌ أحبُّ إلينا من الجهاد والشهادة في سبيل الله، ولولا أنا علمنا أن الاحتجاج السلمي جهاد، بل من أعلى طبقات الجهاد، لقول إمامنا وسيدنا ورسولنا -عليه صلاة الله وسلامه-: ((سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله))، لولا ذلك لما رأيتم في أيدينا غصنَ زيتون قط، بل البندقية إن ملكنا البندقية، أو العصيّ والرماح إن عزّ الجديد من السلاح.
وليعلم العالم الذي يخوّفه نظامُ الإجرام ورأسُ عصابة الإجرام بالويلات والزلازل أن الزلزال الحقيقي هو الذي يصنعه أهل الشام إذا ضيم أهل الشام، وأنهم بركانٌ إذا تفجر ولَفَظ حممه لم يبلعها من بعد أبداً، وأن في هذا الشعب مليون مجاهد إذا استُنفروا نفروا وإذا استُنهضوا نهضوا، إذا لبس الواحد منهم لأْمَتَه لم يضعها إلا في بيت المقدس، فلا تفتحوا عليكم -يا سادة العالم- باباً لا قِبل لكم بسدّه، ولا تمتحنوا هذا الشعب فإنكم لا تعرفون إذا امتحنتموه كيف يخوض الامتحان.
 

لئن كنتُ محتاجاً إلى الحِلْم إنني *** إلى الجهلِ في بعض الأحايين أحوَجُ
ولي فرَسٌ للحِلْم بالحِلْم مُلجَمٌ *** ولي فرسٌ للجهل بالجهل مُسرَجُ
فمَن رامَ تقويمي فإني مُقوَّمٌ ***  ومَن رامَ تعويجي فإني مُعَوَّجُ

 

يا دول العرب، ويا دول العالم من شرق وغرب:
لقد كظم شعب سوريا الأبيّ غيظه وحبس عن السلاح يده تسعة أشهر، وإن الحمل يبلغ تمامه في تسعة أشهر ولا يكون بعده إلا الوضع، ولقد عزمنا على أن نتحمل آلام المخاض -مهما تبلغ هذه الآلامُ- حتى نحصل على حريتنا كاملة غير منقوصة، وحتى نحقق أهدافنا كاملة غير منقوصة، بكم أو بغيركم، فإن كان في يدكم أن تصنعوا شيئاً فاصنعوه اليوم قبل الغد، فإنا لا ندري أنبقى على سلميّتنا إلى الغد أو يسبق النفير ويهبّ الناس إلى الجهاد.
إما أن تتحركوا فوراً، أو خَلّوا بيننا وبين عدونا فإنا نعرف ما نصنع بعدونا، ولا يلومَنّنا أحدٌ بعد اليوم.
 

المصدر: موقع الزلزال السوري

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع