ريتشار سبينسر
تصدير المادة
المشاهدات : 6625
شـــــارك المادة
يظهر قرار آخر للأمم المتحدة بوضوح تام كيف استغل المشاركون في المفاوضات تقطيع أوصال سورية لإخفاء نواياهم الحقيقية.
الساسة الذين يضطرون إلى بيع أنفسهم لناخبيهم، يرون محادثات السلام في حد ذاتها أمر جيد. وبما أن معظم الناس يفضلون السلام على الحرب، فالقادة الوطنيون سيشجعون أي شيء يصورهم كما لو أنهم يقومون بواجبهم.
يختلف ما هو موجود على الأرض عن ذلك، فمنذ آخر جولة محادثات لإنهاء الحرب في سوريا في فيينا في 30 تشرين الأول، كان هناك زيادة ملحوظة في أنشطة “المشاركين المجرمين”، حيث قُتِلَ المئات من المدنيين في غارات جوية روسية، قُتِلَ 35 مدنياً في يوم واحد الأسبوع الماضي، في حين تعرضت عشرات المدارس والمستشفيات للقصف.
كما أطلع طبيب سوري صحيفة التلغراف الأسبوع الماضي كيف اضطر لنقل عيادته لتحت الأرض، وقال: قمت بهذا العمل ليس بسبب القصف الزائد؛ ولكن لأن الصواريخ الروسية على ما يبدو أكثر دقة من مثيلاتها عند النظام؛ حيث تقصف تلك الصواريخ المنشآت الطبية بشكل أكثر انتظاماً.
أيضاً شهدت هذه الفترة تجدد هجمات النظام على حلب وضواحي شمال شرق دمشق. في الحالة الأخيرة، أودى قصف مكثف من قبل قوات النظام بحياة 49 شخصاً على الأقل في دوما الأحد الماضي، بما في ذلك مدير مدرسة وعدد من تلاميذها.
ليس فقط النظام وحلفائه من يكثف أنشطته: بطبيعة الحال، أصبحت بريطانيا منذ فيينا أحدث البلدان المشاركة في الغارات الجوية. كما أعلنت المملكة العربية السعودية عن تحالف جديد لدول سنية للقتال من زاوية دينية. ومن هنا، يقول وزير خارجية السعودية أنه لا يستبعد مشاركة “قوات برية”.
عبر الحدود في جنوب شرق تركيا، مات العشرات في الأيام الأربعة الماضية وحدها في “حرب غير مباشرة” بين الحكومة وخصومها الأكراد (حزب العمال الكردستاني). كما تم إرسال قوات تركية إلى شمال العراق، وذلك لدعم نفوذ أنقرة هناك.
وفي الوقت نفسه، الولايات المتحدة، بغطاء دولي على حملة روسيا العسكرية، وسعت بهدوء هدفها المشروع ليشمل البنية التحتية المفيدة للدولة الإسلامية في العراق والشام. حيث شعر سائقو الشاحنات التي تنقل النفط عبر شبكات التهريب بالقوة المفرطة للصواريخ الأميركية والروسية.
إذا كانت كل هذه الفوضى والدمار تمهيداً للسلام، فقد يكون ثمناً يستحق الدفع. للأسف، لقد كنا هنا من قبل، ولا تبدو فرص السلام مختلفة عن سابقاتها، حيث لم يذكر قرار الأمم المتحدة مساء الجمعة مصير الرئيس بشار الأسد، وفي نهاية المطاف، هذه الحرب كلها بسببه.
منذ بداية الصراع، كانت هناك مفاوضات وبيانات عن وقف إطلاق النار، فقي البداية “أصدقاء سوريا” الذين اجتمعوا في تونس في كانون الثاني عام 2012، تلا ذلك مؤتمر “جنيف 1″ في شهر حزيران من نفس العام حيث تمخض عنه وقف إطلاق النار، و”جنيف 2” في كانون الثاني عام 2014. وقد أعلنت جميعها بداية النهاية للحرب، وفي كل الحالات، أسفرت عن المزيد من الحرب.
وأخيراً نستشهد بالقول المأثور: قال الرومان إذا أردت السلام، عليك التحضير للحرب. أما في الوقت الحاضر، إذا كنت تريد الحرب، عليك التحضير لمحادثات السلام.
الغربال - ترجمة محمود العبي عن “التلغراف” البريطانية
سمدار بيري
أسرة التحرير
فورين بوليسي
إلياس غرول
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة