هيئة علماء اليمن
تصدير المادة
المشاهدات : 8906
شـــــارك المادة
الحمد لله القائل (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) (سورة البقرة 217)، والقائل (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون) (سورة الممتحنة آية 2) والصلاة والسلام على رسول الله القائل (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها ، .....) رواه أحمد في مسنده ، وبعد : فقد فوجئنا كما فوجئ العالم الإسلامي بعودة الإستعمار العسكري الروسي السافر لبلد عربي مسلم، وتأييد كنسي من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية التي اعتبرت الحرب الروسية على الشعب السوري الشقيق ودعم النظام الأسدي المجرم حربا مقدسة في ظل أوضاع مأساوية يعيشها الشعب السوري من تهجير ونزوح جماعي لم يشهد له القرن الواحد والعشرين مثيلا بلغ اثني عشر مليون مهجرا، بالإضافة إلى ثلاثمائة ألف شهيد، وأكثر من مائة ألف مفقود، وأكثر من مائتي ألف جريح ومعاق، كل هذا في ظل صمت وتواطؤ من أدعياء حقوق الإنسان وموت للضمير الإنساني الذي لم يتحمل حتى إيواء اللاجئين والمهجرين ومعالجة هذه المأساة التاريخية، وإنما استمر في تحويل أرض سوريا إلى ملعب وساحة لصراع المصالح بين القوى الكبرى والقوى الإقليمية الطائفية على حساب دماء أبناء الشعب السوري وأنات الثكالى والأيتام والجرحى. وتجاه هذا كله، وأمام العدوان الروسي السافر وما صاحبه من إنزال قوات برية والسيطرة على بعض المطارات وإقامة قواعد عسكرية فيها، وكذا شن غارات جوية استهدفت مواقع الثوار السوريين، وسفكت دماء المدنيين في مدنهم وقراهم تحت مسمى ودعوى مكافحة الإرهاب، وساهمت في ازدياد محنة التشرد واللجوء في حق الشعب السوري المنكوب فإن هيئة علماء اليمن توضح التالي: أولاً : تؤكد الهيئة على وجوب دعم الشعب السوري ونصرته لنيل حقه في الخلاص من نظام الأسد الطائفي الدموي والوحشي ، ومن أجل العيش بحرية وكرامة وأمن وسلام، وإقامة دولته العادلة والضامنة للحقوق المشروعة لجميع أبناء الشعب السوري الشقيق. ثانياً : إن التدخل العسكري الروسيّ في سوريا إلى جانب القوات الإيرانية ومليشياتها عدوان إجرامي واحتلال عسكري لأرض عربية إسلامية فاقم من معاناة الشعب السوري ومأساته، يجب مقاومته والتصدي له ، قال تعالى : (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) سورة البقرة (190) ، وباعتبار ذلك حقاً مشروعاً تكفله الشرائع السماوية والمواثيق الدولية. رابعاً: تدعو الهيئة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع عاجل للقيام بواجبها لكف العدوان الأجنبي على الشعب السوري، وفي مقدمته العدوان الروسي والإيراني واتخاذ القرارات والإجراءات الكفيلة بوقف العدوان على الشعب السوري الشقيق. خامساً: تدعو الهيئة علماء المسلمين وأبناء الأمّة العربية والإسلامية جميعاً إلى إدانة العدوان الروسي والإيراني على سوريا، وانتهاج كل الوسائل المتاحة والمشروعة في بلدانهم للتعبير عن رفضهم لهذا العدوان، والقيام بكل ما من شأنه مساعدة الشعب السوري في تجاوز النكبة التي ألمت به، وتناشد الهيئة الحكومات العربية والإسلامية بمراجعة سياساتها الدفاعية في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة، والعمل على استيعاب شبابها وتأهيلا عسكريا استجابة للتطورات والتحديات الحاصلة في المنطقة دفاعا عن دين الأمة وسيادتها ووحدة نسيجها الاجتماعي. سادساً: تطالب الهيئة روسيا بسحب قواتها من سوريا، والتوقف عن تقديم الدعم بجميع أشكاله لنظام الأسد. سابعاً: تدعو الهيئة الجمهورية الإيرانية إلى سحب قواتها وميلشياتها الطائفية من سوريا، وأن تتوقف عن دعم نظام الأسد، ومشاركته في تدمير المدن السورية على ساكنيها، وارتكاب الجرائم المروعة بحق المدنيين والأبرياء العزل من النساء والأطفال والعجزة، وكذا تدمير المساجد ودور العبادة على روادها والمستشفيات على نزلائها، فهذا فساد كبير وعدوان صارخ على شعب مسلم لم يصدر منه أي ضرر على إيران. كما تدعو الهيئة الشعب الإيراني إلى مطالبة حكومته بالتوقف عن عدوانها على الشعب السوري الشقيق، والتوقف عن إثارة القلاقل والفتن في اليمن وبقية دول المنطقة باعتبار ذلك خدمة لأعداء الأمة وتمزيقا للجسد الإسلامي والعربي . ثامناً: تدعو الهيئة إلى وجوب الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وإنسانا وكيانا سياسيا ،و تحذر من المخططات المشبوهة التي بدأ الحديث عنها، والتي تهدف للمساس بوحدة الدولة السورية، من خلال العمل على تقسيمها على أسس طائفية أو عرقية، أو القيام بأية تغييرات ديمغرافية تمس التركيبة السكانية للمناطق السورية. تاسعاً: تشيد الهيئة بموقف المملكة العربية السعودية ودولة قطر وجمهورية تركيا ودولة الكويت، الداعم لكفاح الشعب السوري ومناصرة قضيته العادلة، وتدعو الهيئة بقية الدول العربية والإسلامية لاتخاذ موقف مماثل، حتى ينال الشعب السوري حريته وكرامته ويسترد حقوقه المغتصبة من قبل نظام الأسد الطائفي الوحشي . عاشراً: تدعو الهيئة الدول العربية والإسلامية والمنظمات الخيرية والإغاثية إلى زيادة حجم مساعداتها الإغاثية للشعب السوري المنكوب في داخل سوريا وفي مناطق اللجوء. أحد عشر : تدعو الهيئة جميع الفصائل لوحدة الصف واجتماع الكلمة، ونبذ الفرقة وأسباب النزاع، قال تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) سورة الأنفال ( 46) . والحمد لله رب العالمين ،،،
صادر عن هيئة علماء اليمن الأحد 21/12/1436ه –4/10/2015م
رابطة علماء المسلمين
عبد الكريم بكار
أسرة التحرير
الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة