..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

المجلس الإسلامي الأعلى لرابطة العلماء وطلاب العلم الشرعي الأحرار في سوريا

المجلس الإسلامي الأعلى لرابطة العلماء وطلاب العلم الشرعي

٣ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3594

المجلس الإسلامي الأعلى لرابطة العلماء وطلاب العلم الشرعي الأحرار في سوريا
4.jpeg

شـــــارك المادة

أيها العلماء الصالحون في سوريا الحرة الأبية شموس البلاد..
معشر طلاب العلم الشرعي المباركون أمل المستقبل..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

تحية لكم تليق بمقامكم الكريم الذي وضعكم الله - عز وجل - به، فوضعت لكم الملائكة أجنحتها واستغفر لكم الحيتان في البحر، وأعلى مقام أهل العلم حتى قلدهم وسام الشرف الأعظم بأن جعلهم ورثة الأنبياء.
وكل مبصر يعلم يقيناً، بأن ورثة الأنبياء لا يعلّمون إلا صدقاً، ولا يقولون إلا خيراً، ولا يبلغون إلا الحق، فإن أول ما تسعر به جهنم من لم يصن العلم، ولا يحفظ المقام ولا يقيم وزناً  لتلك المفاهيم الربانية -لا سمح الله-..
إذا كان هذا المقام في حالة الرخاء والدعة والأمن والاستقرار، واجب فعله والتحلي والتمسك به والعمل له ومن أجله.... فكيف في حال الحرب؟ ضدّ من جاهر بالكفر والطغيان وأقر أتباعه بأن لا إله إلا بشار ولا معبود إلا هو -والعياذ بالله-، والسجود لبشار، وأحلوا سفك الدماء وقتل الناس وسلب الأموال وتدمير المقدسات والممتلكات، من أجل تثبيت العروش وحفظ الكيان المتسلط، والهيمنة واستعباد الناس وسلب حريتهم العامة والخاصة، وكأن الناس قد غدوا عبيداً لهم في بلاطهم.
حتى امتدت أياديهم الغادرة لكمِّ الأفواه الصادقة، وابتزاز رجال الدين، ثمَّ العمل على تصنيع رجالِ دينٍ للسلطة للمرافقة والموافقة، ولّيحلوا الحرام ويحرموا الحلال إرضاءً لأسيادهم، ويزورون الحقائق ويتغاضون عن السلطان الجائر الفاجر، المقرِ لأتباعه في الحزب والأمن والشبيحة لمفاهيم الجور والفجور غير متمسكين بأدنى مستويات الأخلاق، معتمدين المفاهيم الفاسدة دون مراقبة لله - عز وجل -، ودون وجلٍ وخوفٍ من الآخرة، وبلا وازعٍ من ضمير أو نخوة عروبية، ولا شهامة عشائرية، ولا حفظٍ لكرامة أبناء البلد الواحد والجار والصديق والصاحب.
بعد هذا العهد السياسي والعقائدي والفجور البشري والتحلل من كل القيم: فإننا نهيب بالعلماء وطلاب العلم من أن يتركوا الدفة يقودها الظلَّام والجهال وعبدة الطاغوت.
نحن نعلم حق العلم بتصميم وإرادة وثبات وعمق بأن البلاد آيلة إلى أحضان الصالحين من العلماء والمثقفين، من الساسة وقادة الجيش الشرفاء، ونخبة العمال الأوفياء، والنساء الصالحات المضحيات اللواتي لم يقصرنَّ في دعم الثورة، وسائر أبنائهن، وكل صالحٍ أسهمَ في الإصلاحِ، ونعني الشعب بمعظمه، فكل هؤلاء النخب الطيبة إن لم يكن وراءهم متابعة ومراقبة وحفظاً وعناية من علماء الشريعة وطلاب العلم الشرعي الربانيون الذين يرقبون كل صغيرة وكبيرة، فيبدون النصح ويرشدون إلى الإصلاح؛ فإن البلاد -لا سمح الله- آيلة يوماً ما وعائدة إلى ما كانت عليه من فساد، فإن فساد البلاد إنما يتسلل إليها شيئاً فشيئاً عندما تحُلُّ عُرى الإيمان والتقوى والصلاح عروة عروة.
لذلك أسيادنا العلماء أقبلوا إلى الله لأخذ دوركم..
ليس المطلوب أن تكونوا قادة سياسيين، ولا قادة للجيوش، أو رؤساء للروابط والنقابات، فكلٌ ميسر لما خلق له؛ وإنما المطلوب أن تكونوا القلب النابض في أجساد كل هؤلاء الصادقين، والشرارة الأولى التي توقد الروح الاجتماعية، والحياة الصالحة التي تنعش العباد من جديد، بفضل دراستكم ودرايتكم، وبفضل الحكمة والأدب التي عرف بها العلماء المربون في بلاد الشام وطلابهم.
فالمطلوب منكم معشر السادة الكرام العمل على المشاركة والإسهام الفعال والحضور الأبرز في ((المجلس الإسلامي الأعلى لرابطة العلماء وطلاب العلم الشرعي الأحرار في سوريا)) للمؤازرة والمناصرة والتأييد والتفاعل لهذه البذرة الطيبة، التي زرعت في قلب عاصمة الدنيا في سوريا، أرض الشام، موضع قدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأرض الرباط إلى يوم الدين، وقبل كل هذا مهبط الوحي، ومحطِ بصر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
كلكم عالمون أن أية أمة وأي فكر وأي مفهوم لم يُحرس بالحراس، ولم يسهر عليه الأوفياء، ولم يمسكه الأمناء، يضيع، فالعين الساهرة التي تحرس الدين وتحمي الحمى وتبكي من خشية الله لهي العين التي لا تبكي يوم تبكي العيون يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة.
وإننا معشر السادة قد وضعنا شرطاً واحداً للانتماء لهذه الرابطة:
أن لا يكون سماحة العالم وطالب العلم الكريم صاحب انتماء إلى أي حزب أو تنظيم سياسي البتة.
ولا يعني أننا ننظر إلى العمل السياسي بسلبية، فلقد أنعم الله علينا بنعمة العلم، وندرك بأن الإسلام هو دين سياسة الخلق بكل جوانب حياتهم، وإنما قصدنا عدم الانتماء إلى الأحزاب والتنظيمات السياسية لما أثبتته التجارب من ضياعٍ لهيبة العلماء، ومقام الأتقياء، والقرار الحكيم، وصفاء الدعوة النقية، وإنما قصدنا الحفاظ على العلماء ومقام العلم ووقاره.
العلماء هم الذين يصنعون القادة على اختلاف أنواعهم، فيهيؤون لهم اللَبِنة الأهم لضبط النهج السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
فالسياسات جميعها بأصلها، وعالمها وتاريخها، وتقلباتها، وفلسفاتِها، كلها خالية من تنظيم شامل عام متكامل متوازن جامع مانع لكل مفاهيم وحاجات الخلق، ولا يزايد على ذلك أحد مهما كانت فلسفته أو نظرته للحياة.
فالإسلام بكل تواضع وعزة وفخر هو النهج الوحيد الذي رسم الطريق، ونظم الميادين، وضبط الأهواء، وسنَّ القوانين، وأمَّن العباد، فصان لهم وحفظ: الدين والنفس والعرض والنسب والمال، ضمن مجموعة من البرامج لم يدع فيها صغيرة ولا كبيرة إلا وكان لها منه نصيب، بفضل الله الخالق الذي أتقن كل شيء خلقه ثمَّ هدى.
إننا نريد من علماء سوريا الأحرار الذين لم تعبث فيهم السياسة، ولم تؤثر فيهم السلطة ولا السلطان ولا حب الجاه، نريد العلماء الذين كلما ازدادوا علماً ازدادوا تواضعاً وبعداً عن السلطان.
علماء، يقف السلطانُ ببابهم وليس هم ببابه، علماء ينصحون ولا يداهنون، علماء خدماً لطلاب العلم وللناس، من دون أن ينسوا الفضل بينهم.
لماذا اليوم ((المجلس الإسلامي الأعلى لرابطة العلماء وطلاب العلم الشرعي الأحرار في سوريا))؟
كلنا يعلم بأن الثورة قد شعَّ نورها من بيوت الله - عز وجل -، وأسهمَ في خطواتها العلماء الأحرار المجاهدين الذين ضحوا بأنفسهم وأبنائهم ومصالحهم الشخصية، وتحملوا السجن والأذى والتبعات الشديدة في الأرواح والأهل والمال والأحباب، حتى تدفقت الثورة للشعب الحر في الأحياء والشوارع وعمت الأرجاء، فقدم لها الأطفال والشباب والنساء والرجال دون تفريق، حتى العجائز الأطهار الطيبون المباركون.
فجدير بالعلماء أن يكونوا مؤثرين في المؤتمرات واللجان والمجالس السياسية والاجتماعية، لما فيه مصلحة للوطن والشعب، ولاستمرار نهضتهما، وأن لا يكون موقعهم في المجتمع موقعاً تسلطياً ولا كهنوتياً ولا ثيوقراطياً، وإنما مجلس تصويت وإدلاء ومراقبة ونصح ومحاسبة، وهو المقعد الأهم لارتباطه بشرع الله ولاحتضانه للثورة وثقافة الجماهير ومعتقداتهم وتقاليدهم وأعرافهم الشرعية الاجتماعية التي ميزت سوريا عن سواها.
مع حرصنا كل الحرص على أن يكون في المجالس واللجان من كل فئات المجتمع السوري المناضل والمجاهد والمضحي والمؤيد ضد الطغيان من كل فئات الشعب السوري الحر الأبي، ومن كل الاتجاهات والطوائف على اختلافها المتآخون والمتحابون.
ونسأل الله - تعالى - الهداية والرشد لنا جميعاً، والتوفيق لما فيه صلاح سوريا واستقرارها وأمنها.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته،،

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع