..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

أوباما يتحدث وبوتين يعمل

بن درور يميني

١ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8583

أوباما يتحدث وبوتين يعمل
00 ضعيف 00 بوتين قوي.png

شـــــارك المادة

إن أوباما ألقى خطاباً مثيراً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان خطاباً قوياً من حيث اللغة، لقد قال بأن القوة العسكرية فقط لن تحل المشكلة في سوريا، وعرض رؤية للمصالحة والأخوة.

لقد طلب بشكل جيد من إيران عدم الصراخ "الموت لأمريكا"، لأن هذا لن يحقق لهم أماكن عمل، وأعرب عن أمله بأن يحافظ من يتمنون موت أمريكا على الاتفاق ويجعلوا العالم مكاناً أكثر أمناً. "لا شك أن المقصود إنسان مؤمن".

في الوقت الذي يتحدث فيه أوباما، يقوم بوتين بالعمل. بعد شبه جزيرة القرم وأوكرانيا، وصلت روسيا إلى سوريا. الرئيس الروسي يقيم مساراً يضم إيران ونظام الأسد وحزب الله، والعالم الحر يقف على الحياد.

في الواقع، هناك حتى بوادر دعم لبوتين. ربما ينجح بعمل شيء ضد الدولة الإسلامية لا يحلم العالم الحر حتى بعمله.

روسيا تعتبر قزماً أمام الولايات المتحدة. الناتج القومي للقوة العظمى سابقاً يصل إلى 2.1 تريليون دولار مقابل 2.6 لدى بريطانيا، و17.4 لدى الولايات المتحدة. لكنه لا يوجد أي معنى للقوة عندما لا تتوفر النية بتفعيلها. ليس المقصود التدخل العسكري فقط.

عندما واجه حسني مبارك، أحد الأصدقاء الراسخين للولايات المتحدة، أزمة داخلية، سارع أوباما للوقوف بالذات إلى جانب المعارضين للنظام. وفي المواجهة بين الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي والإخوان المسلمين، وقف أوباما في الأساس إلى جانب مصالح بلاده، طبعاً باسم الديموقراطية. لقد كانت رسالته إلى زعماء العالم الثالث عامة، والعالم العربي خاصة، هي: لا تتوقعوا دعم الولايات المتحدة.

بوتين يقف في هذا المكان كي يبث العكس إلى العالم الثالث: أنا أدعم حلفائي، وليس مهماً ما الذي يفعلونه. التدقيق في الديموقراطية وحقوق الإنسان تناسب الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية. لدي مصالح. وبعبارة أخرى، استخدام القوة القليلة يساوي أكثر بكثير من القوة الكبيرة التي لا ينوي أحد استخدامها. ما هي قيمة بلطجي الحي إذا تبنى دور الشرنقة في الحي؟

معايير الولايات المتحدة مفهومة. بعد التورط في العراق وأفغانستان، لا توجد لديها أي رغبة بدخول الوحل السوري. بوتين يستغل الفراغ، ولديه طموحات طويلة الأمد. دعمه لسوريا لا ينجم عن محبته للأسد وإنما لأن جزءاً من الجمهورية الروسية، بما في ذلك داغستان والشيشان، يزود داعش بالمحاربين.

بوتين يفهم ما لا يفهمه العالم الحر: من لا يحارب الجهاد خارج بيته، سيضطر إلى محاربته داخل بيته. لن ينتظرهم، بل يخرج إليهم.

هل ستنجح روسيا حيث فشلت الولايات المتحدة؟ هذا ستقرره الأيام.

بوتين يبث رسائل إلى العالم كله، القضية في أوكرانيا لم تنته بعد ودول البلطيك ترتجف، إنها لا تريد الانضمام بأي شكل إلى التأثير الروسي. لكن قائد الناتو السابق، اندريس بوغراسموسين، سبق وحذر من أن روسيا قد تهاجمها. هذا كابوس بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي لا يستطيع الاتحاد حتى أمام أزمة اللاجئين. وهذا الضعف من شأنه تشجيع بوتين.

بالنسبة للكيان الصهيوني يعتبر إيران و داعش وجهين لقطعة عملة واحدة. ولذلك فإن التدخل الروسي يثير علامات استفهام. طالما كان بوتين يقف في منتصف المسار، سيتم توجيه غالبية الجهود ضد داعش، ولكن بالنسبة لإيران وحزب الله فإن الكيان الصهيوني كانت ولا تزال الهاجس.

كان من المفضل أن يسود السلام والهدوء والتعايش في العراق وسوريا، لكن الطوباوية هي مسألة تخص البيت البيض.

حالياً، الحرب لا تتوقف، وكل الضالعين فيها يستنزفون أنفسهم، وحقنة القوة الروسية ستساهم فقط في صب الزيت على النار. ليس من الواضح ما إذا كان مسار بوتين سينجح على المدى الطويل بهزم الجهاد، لكن الواضح هو أن بوتين أوضح لقادة العالم بأنه لا يزال هناك زعيم قوي في المنطقة، واسمه ليس أوباما.

 

 

يديعوت أحرونوت - ترجمة: مجلة البيان

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع