أبو الحسن الأندلسي
تصدير المادة
المشاهدات : 10839
شـــــارك المادة
زوجي هجرني وخرج من الغوطة الشرقية، فأصبح طفلي “عمر” أباً وأخاً ورب منزل، يخاطر بروحه ليؤمن ما نقتات به، إلا أن عمر رحل مع مئة آخرين في مجزرة السوق” هذا ما قالته أم عمر المكلومة على فراق ابنها الذي قتلته طائرات النظام الحربية في السوق الشعبي وسط مدينة دوما الأحد الماضي.
الطفل عمر النجار النعال الذي لم يبلغ عامه الرابع عشر، وجد نفسه معيلاً لوالدةٍ وأخوةٍ فقدوا أباهم الذي أذاقهم ويلات الظلم والقهر وهرب من الغوطة الشرقية، وفي مجزرة الأحد فارق الحياة عندما كان يفترش بعض البضائع على قارعة الطريق ليكسب رزقاً يسوقه لأمه وأخوته الثلاثة.
“ماما لا تبكي بعد اليوم سأجعل عيشتك عيشة الملوك” كان يقولها ببراءته لوالدته التي احتارت في أمرها بعد فراق زوجها، وتقول: إن الطفل الرجل عمر وعد وأوفى، فصار يعمل بجلب السكر والرز من معبر المخيم ليلاً تحت نيران القناص، و”كنت أدعو له في كل وقت صلاة، وصدق وعده وجعلنا نشبع الطعام ورسم البسمة على وجوه أخوته الصغار”.
أم عمر، التي تعتبر نفسها أنها أصبحت أرملة بعد فقد ولدها، وأن أولادها الآن فقط أصبحوا أيتاماً، لا تكاد تصدق أنها فقدت ولدها، وتقول إنها تتمنى في كل لحظة أن تستفيق من كابوس مزعج فقدت فيه أعز أحبابها، ومعيل أطفالها.
إلا أن الواقع المؤلم يقول إن طياراً حاقداً لم يرق له أن يتدبر عمر رزق عائلته، ولم يعجبه أيضاً عودة مدينة أنهكها الحصار لتشهد بعض الحركة في أسواقها، فاستهدفها بأربع صواريخ موجهة، حولت سوق المدينة لمقبرة جماعية، ضمت أكثر من مئة مدني قتلهم حقد النظام في غضون دقائق.
كلنا شركاء
العربية نت
عمار البكور
غداف راجح
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة