..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

"التلغراف": "دويلة" كردية في شمال سوريا تتشكل وحكامها يتصرفون كرؤساء دول

العصر

٧ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2679

0.jpg

شـــــارك المادة

تتحدث تقارير عن خطط لحكومة أنقرة بناء منطقة عازلة لمنع ولادة دويلة في شمال سوريا تهدد الحدود التركية وتمنح منطقة آمنة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني. وجاء انتصار الأكراد في تل أبيض التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة ليمنحهم فرصة لربط ثلاثة جيوب كردية مع بعضها البعض في دويلة "روجوفا"، كما تقول صحيفة "التلغراف" البريطانية، غير معترف بها أفرزتها التغيرات التي تشهدها خريطة الشرق الأوسط. وأكرم حسو هو رئيس ما يسمى بـ"المجلس التنفيذي لمقاطعة الجزيرة"

وتقول الصحيفة: "بالنظر إلى شكل من حجم مكتبه والمسؤوليات التي يتولاها، تعتقد أن أكرم حسو رئيس دولة"، فهو "يتحدث عن سياسات اقتصادية وضرائب على التصدير وجنود يحرسون الحدود وفرض النظام والقانون وتوفير الأمن لأبناء الدولة".

ويضيف التقرير أن "روجوفا" دويلة لا يعرف الكثيرون خارج الشرق الأوسط موقعها على الخريطة، ويكشف أن روجوفا هي عبارة عن جيوب ثلاثة، حيث يتجمع الأكراد في عين العرب/كوباني والجزيرة اللتين ارتبطتا بعد سقوط تل أبيض إضافة إلى مدينة عفرين.

ويقول حسو الذي يدير الجزيرة: "منذ بداية الحكم الذاتي، كان هناك تنسيق بين رؤساء الكانتونات الثلاثة"، مضيفا أن "فتح الممر بينها سيحسن عملية التنسيق".

ويقوم حسو باقتطاع الضريبة عن الشاحنات والمنتجات التي تنتظر المرور عبر الفرات في طريقها إلى إقليم كردستان. وتقوم حكومة الدويلة بشراء المحاصيل التي ينتجها المزارعون وتخزنها كي تبيعها في سوريا والعراق.

ورغم مظاهر الدولة، يرفض الأكراد الحديث عن طموحاتهم علانية من أجل علاقات جيدة مع الغرب وحتى لا يُغضبوا تركيا. كل هذا قد يتغير كما يقول "مايكل ستفينز"، المحلل في المعهد الملكي للدراسات المتحدة: "في حالة استمرار الأزمة السورية ربما يحصل الاتحاد الديمقراطي على أكثر مما يهدف إليه، وهو كيان مستقل فعليا". وترى الصحيفة أن هذا الكيان سيواجه امتحانا حقيقيا، خاصة وأن 2.5 مليون نسمة الذين يعيشون فيه هم من العرب والأكراد والمسيحيين. وإذا ما استقر الكيان، فمزاعمه بشأن الديمقراطية والتعددية ستكون محل اختبار.

وفي الوقت الذي يزعم فيه حسو أن سياساته تشمل الجميع، فنائبته إليزبيث غوري مسيحية كاثوليكية، إلا أن تقارير تحدثت عن طرد غير الأكراد. وهناك من يتهم حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات الحماية الشعبية بتكميم الأفواه.

ويقول أنور ناسو عضو الحزب المعارض "يكيتي": "لقد اتفقنا على التشارك في السلطة لكن حزب الإتحاد الديمقراطي لم يلتزم بها"، وحتى المجلس الوطني الكردي الذي يقيم ائتلافا مع حزب الاتحاد الديمقراطي يشعر بالحنق. ويعلق "ستيفنز": "من مصلحة حزب الإتحاد الديمقراطي أن يحكم بالتشارك، وإلا فهناك الكثير مما سيخسره".

وبالإضافة إلى مخاطر تنظيم الدولة، فهناك معوقات أخرى قائمة أمام دمج الجيب الثالث وهو عفرين مع عين العرب/كوباني والجزيرة، ونعني هنا نظام الأسد الذي لا يزال يحتفظ بنقاط تفتيش وقواعد عسكرية في مدن المنطقة، خاصة القامشلي والحسكة ويواصل دفع رواتب الأساتذة والأطباء. مع أن حسو يؤكد على أن إدارته تعتمد على نفسها "نقوم بالبيع والشراء محليا والمال الذي نحصل عليه ليس من النظام".

ويعتبر الأكراد في النهاية عاملا مهما في الأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط، فعسكريا يؤثرون في الحرب ضد تنظيم الدولة. وكانوا عاملا مهما في قلب المعادلة السياسية في انتخابات تركيا الأخيرة، حيث دخلوا الانتخابات ولأول مرة في تاريخهم ككتلة حرمت حزب العدالة والتنمية من الأغلبية المطلقة التي تمتع بها طوال السنوات الماضية.

ومع ذلك، فتعدد فصائلهم ورؤاهم وولاءاتهم قد تؤخر أو تحرمهم من الدولة التي حرمتهم منها دول الحلفاء قبل مئة عام. فمن حزب الإتحاد الديمقراطي الكردستاني الذي يحكم في كردستان العراق ويتزعمه مسعود بارزاني والقريب من تركيا إلى حزب الاتحاد الوطني الديمقراطي الذي تديره قبيلة جلال طالباني، رئيس العراق السابق والمقرب من إيران.

وفي تركيا هناك حزب عبدالله أوجلان، حزب العمال الكردستاني، "بي كي كي"، الذي خاض منذ عام 1984 حربا دموية مع تركيا لإنشاء منطقة حكم مستقلة في جنوب شرقي تركيا. ويعيش أوجلان المعروف بأبو في سجن تركي معزول منذ عام 1999.

وفي سوريا، هناك حزب الإتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري قوات الحماية الشعبية الذي استخدم الحرب الأهلية لتخطيط منطقة نفوذ له. وهناك المجلس الوطني الكردي وهو إئتلاف لأحزاب كردية سورية وله علاقة وثيقة مع حزب البارزاني.

وينظر إليه كجزء من المعركة مع أوجلان على قيادة الأكراد. وهذه هي أهم أحزاب الأكراد في العراق وسوريا وتركيا، لكن عالم السياسة الكردية معقد مثل أي أقلية مضطهدة، فهل تقف خلافاتهم أمام حلم الدولة أم تجبرهم التغيرات الديموغرافية والتهديدات على الوحدة؟

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع