..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

التفاصيل الكاملة عن اللوبي الإيراني في أمريكا والدور الذي قام به للتأثير على مراكز صنع القرار

العاصمة

٧ سبتمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4497

التفاصيل الكاملة عن اللوبي الإيراني في أمريكا والدور الذي قام به للتأثير على مراكز صنع القرار
الايراني 00.jpg

شـــــارك المادة

كشف تقرير نشرته مجلة «تابلت«Tablet Magazine  تفاصيل عن حقيقة اللوبي الإيراني في أمريكا والدور الهادئ الذي يقوم به من أجل التأثير في المجتمع الأمريكي ومراكز صنع القرار في البيت الأبيض والذي تكلل بتوقيع اتفاقية النووية بين إيران والدول الكبرى.

التقرير الذي تحدث عن «اللوبي الإيراني»، كشف عن أسماء العديد من الشخصيات الأمريكية المؤثرة من البيت الأبيض والإدارات المختلفة التي نجح اللوبي الإيراني، المجلس الوطني الإيراني الأمريكي (NIAC) في التعامل معها بهدوء حتى أصبح له وجود فعال، وتأثير علي تحسين العلاقات الأمريكية الإيرانية وتقاسم النفوذ في الشرق الأوسط.

التقرير ركز على الدور الكبير الذي لعبه «تريتا بارسي»، وهو مهاجر إيراني المولد، انتقل إلى الولايات المتحدة عام 2001 من السويد، بعدما وجد والديه فيها الملجأ قبل الثورة الإيرانية، واصفا إياه بأنه «الشخص الذي من أجله تُشرب الانخاب (كؤوس الخمر) في واشنطن هذه الأيام، باعتباره نموذجا للتوفيق بين بلده الأصلي إيران، وبلد إقامته أمريكا»، في أعقاب توقيع الاتفاق النووي.

و«بارسي» هو مؤسس ورئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي (NIAC) ، وممثل اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة، الذي خرج رابحا من معركة إيران النووية في السياسة الخارجية الأميركية المتداولة منذ 1997، ما يمهد الطريق أمام مصالحة أوسع نطاقا بين واشنطن وطهران في منطقة الشرق الأوسط.

تقرير مجلة «تابلت» يقول: «حتى الآن، نجح بارسي (الذي رفض التعليق على هذا المقال) في التغلب على الإحباط بشأن أن عددا قليلا جدا في أروقة السلطة بأمريكا ووسائل الإعلام احتفلوا معه بفوز اللوبي الإيران الكبير عقب رفع العقوبات علي إيران وتوقيع الاتفاق النووي»، وأكد أن الخاسر الأكبر في هذه المعركة على النفوذ في الشرق الأوسط «هي السياسات واللوبي المؤيد لإسرائيل، بقيادة أيباك».
مكسب عظيم لإيران:

التقرير نقل عن محلل إيراني أمريكي رفض ذكر اسمه قوله إن الاتفاقية النووية تمثل «مكسبا كبيرا وعظيما»، وأن حركة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة لم تفلح كما فلح «تريتا»، الذي عرف كيف يبني «شبكة هائلة» صعدت بلوبي إيران في أمريكا في السنوات الست الماضية.

ووفقا للتقرير، يفضل «بارسي» عدم الكشف عن هويته، فهو عمل في البيت الأبيض ويفضل التظاهر بعدم وجود لوبي إيراني، وفقا للحكمة التي تقول إن «اللوبي» مجموعة من الناس أو الأنصار الذين يدافعون عن شيء ما. لكن البيت الأبيض يعلم بوجود هذا اللوبي بسبب علاقة عدد كبير من الأصدقاء والخريجين من لوبي إيران مع مسؤولين إيرانيين.
أبرز أعضاء اللوبي:

ويتطرق التقرير لتعريف القارئ علي أبرز أعضاء اللوبي الإيراني على النحو التالي:

»سحر نوروزيان»: وهي مستشارة الأمن القومي الأمريكي العليا الإيرانية الأصل، وكانت تعمل في لوبي ينشط لمصالح طهران في الولايات المتحدة، وكان لها دور هام في إنجاح التوصل إلى اتفاق النووي، وكانت موظفة سابقة في «المجلس الوطني الأمريكي الإيراني»، كما يضم المجلس اثنين من الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين أيضا هما: «توماس بيكرينغ»، السفير السابق في إسرائيل، و«جون يمبرت»، الذي احتجز رهينة من قبل النظام الثوري في عام 1979.

وسبق أن حاضر في مؤتمرات هذا المجلس من قبل كل من: «جو بايدن» نائب الرئيس الأمريكي، و«كولن كال» مستشار الأمن القومي، ومدير البيت الأبيض في الشرق الأوسط «روب مالي»، كما تحدث في هذا المجلس كل من: «روبرت هنتر» سفير الولايات المتحدة السابق لدى حلف شمال الأطلسي؛ و«فيليب كراولي» المتحدث باسم الخارجية خلال تولي الوزيرة «هيلاري كلينتون»، و«هانز بليكس»، و«آرون ديفيد ميلر» من مركز ويلسون، و«روبرت بيب» من جامعة شيكاغو، و«سوزان مالوني» من معهد بروكينغز.

ويؤكد هذا العدد الكبير من المسئولين الأمريكيين الذين حاضروا في مؤتمرات هذا المجلس الأمريكي الإيراني وغيرهم  علاقات «بارسي» الواسعة والودية مع المسؤولين في أمريكا أو إيران، فشبكته تضم أيضا من هم في الأوساط الأكاديمية مثل مؤلف كتاب اللوبي الإسرائيلي، «ستيفن والت» من جامعة هارفارد.

كما تشمل شبكة «بارسي» أيضا المفكرين، مثل الكتاب الإيرانيين الأمريكيين «هومان مجد» و«رضا أصلان»، فضلا عن شخصيات من رجال الأعمال الإيرانيين مثل «عطية بهار»، الذي يقال إنه على مقربة من النظام الإيراني، لاسيما الرئيس السابق «أكبر هاشمي رفسنجاني».

وبحسب سلسلة فيديوهات نشرت في وقت سابق من هذا الشهر يتبين أيضا أن الناشط «حسن داي»، عضو بهذا اللوبي الإيراني، وأن «بارسي» عقد شراكة مع «عطية بهار» منذ بداية مسيرته في لوبي إيران من أجل الترويج لجدول أعمال تجاري لمساعدة إيران تجاريا.
حرب اللوبي الصهيوني ضد الإيراني:

وفي عام 2008، كشف «بارسي» أن دعاوي قضائية رفعت ضدهم تدعي أنهم يقومون بنشر سلسلة من المقالات والمشاركات (تدوينات) هدفها الضغط، نيابة عن النظام الإيراني،على الولايات المتحدة، وقد ذكرت المحكمة الجزئية الأمريكية لمقاطعة كولومبيا عام 2012 أن هذا المجلس وإن لم يكن مسجلا تحت قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، إلا أن ذلك «لا يتعارض مع فكرة انه كان أول وقبل كل شيء مدافعا عن النظام الإيراني».

ويعتقد «بارسي» أن من يقف وراء عرقلة التجارة الأمريكية الإيرانية هي منظمة «إيباك» التي تمثل اللوبي الصهيوني في أمريكا.

وفي عام 2004 قال« بارسي» في حوارات مع السفراء الأوروبيين إن اسرائيل وإيباك يقفان ضد تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، وكانت أطروحته في جامعة جونز هوبكنز في وقت لاحق له عام 2007 تدور حول (التعاملات السرية لإسرائيل وإيران والولايات المتحدة).

تمويل اللوبي الإيراني:

وبحسب التقرير، فإن الغالبية العظمى من تمويل هذا اللوبي يأتي من دعم المجتمع المحلي، بينما يأتي جزء من المؤسسات، مثل صندوق بلاوشيرز، التي أنفق ملايين الدولارات للتأثير على سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، وفقا لـ «مايكل روبين» مؤلف كتاب عن الدعم الإيراني لهذا اللوبي.

ويشير تقرير «تابلت» إلي فارق كبير بين اللوبي المؤيد لإسرائيل ونظيره المؤيد لإيران، حيث الأول يصرف شيكات تصله في العلن من إسرائيل بينما الثاني لا يفعل هذا عن إيران خشية الرأي العام الأميركي الذي لا يحب إيران.

وقد سعى هذا اللوبي الإيراني لشن حملة ضد إسرائيل والمجموعات المؤيدة لها في البيت الأبيض للمضي قدما في الصفقة النووية مع إيران، وشنوا حملة شرسة ضد رئيس وزراء إسرائيل، واتهم البعض السيناتور «تشاك شومر» بالولاء المزدوج.

وسبق لـ«بارسي» أن اتهم وكالة أسوشيتد برس بنشر معلومات إسرائيلية مغلوطة حول الاتفاق النووي

تزعم أن الجمهورية الإسلامية سمحت بالتفتيش الذاتي لقاعدة بارشين العسكرية، واعتبر أن هذا «ادعاء سخيف»، وأشار «بارسي» لجور إسرائيل واللوبي الصهيوني في هذا التلفيق للأخبار.

فاللوبي الإسرائيلي في أمريكا يمكنه أن يبيع أي شيء للأمريكان مرتبط بإسرائيل بسبب النفوذ الصهيوني القديم هناك، والتبرع بالمال لإيباك، بينما اللوبي الإيراني «ليس لديه قاعدة تأييد شعبية في أمريكا، وكثير من الإيرانيين في أمريكا هم في الواقع يعارضون بشدة النظام في طهران».

ويقول التقرير أن «اللوبي الإيراني يستخدم مزيجا من الضغط والتبرعات والدعاية، والباب الخلفي عبر العلاقات الشخصية مع كبار صناع السياسات بما يؤدي إلى تغيير جذري في السياسة الخارجية الأمريكية، بينما اللوبي الصهيوني يتحرك بطريقة صدامية ويغلب مصالح إسرائيل على أمريكا».
ماذا تعرف عن اللوبي الإيراني؟

وبعيدا عن تقرير مجلة «تابلت» نشرت عدة صحف ومواقع أخري تقارير عن اللوبي الإيراني يمكنها سد فراغ المعلومات الشحيحة في هذه المساحة الغير مطروقة بشكل ما، حيث يبدو  هذا اللوبي الإيراني على وشك تدشين مرحلة جديدة من العمل السياسي في أمريكا اليوم عقب نجاح وتوقيع الاتفاق النووي، ورفع الحظر عن إيران في أمريكا، وهو دور أكثر خطورة من كل أدواره السابقة، حيث أعلن «المجلس الوطني الإيراني الأمريكي» الذي يعتبر أكبر تجمع للوبي الإيراني في أمريكا عن الانتقال إلى هذه المرحلة الجديدة.

سيتم خلال أيام الإعلان عن إنشاء مجموعة ضغط «لوبي» إيرانية جديدة تخوض غمار العمل السياسي مباشرة على النحو الذي تفعله جماعات الضغط الرسمية الأخرى مثل اللوبي الإسرائيلي، والمؤسسون للوبي الإيراني الجديد أعلنوا أن الهدف الأساسي هو «استخدام الأموال التي يحصلون عليها وخصوصاً من الإيرانيين في أمريكا من أجل القيام بنشاط سياسي فاعل ومؤثر ومباشر».

المدير التنفيذي لهذا اللوبي الجديد «جمال عابدي» قال: «لقد حصلنا على كل هذه الأموال وهي موجودة على الطاولة، وتمثل في حد ذاتها نفوذاً سياسياً لم نستخدمه بعد.. والآن بمقدورنا أن نبدأ فعلياً في لعب اللعبة السياسية كاملة»، في حين أعلن المؤسسون للوبي الجديد أن هدفهم المحوري هو إحداث تحول سياسي في واشنطن، لصالح إيران طبعاً، وممارسة تأثير بعيد المدى على السياسة الأمريكية، في مواجهة جماعات ضغط أخرى تناهض إيران وتنتقد مثلاً المفاوضات معها والاتفاق الأمريكي الإيراني..

يعتزم اللوبي الجديد التركيز في المرحلة القادمة على أمرين أساسيين، أولهما: تمويل حملات مرشحين إلى الكونجرس الأمريكي والمواقع السياسية الأخرى، وهو ما صرح بصدده المدير التنفيذي قائلا: «ربما لا نستطيع في المرحلة الحالية تقديم أموال كبيرة للمرشحين، لكن المهم هو أن نبدأ اللعبة في هذا المجال»، أما ثانيهما: هو تنظيم الحملات السياسية المنتظمة دفاعاً عن إيران وخصوصاً بعد توقيع الاتفاق النووي وللترويج لعلاقات استراتيجية جديدة بين إيران وأمريكا.

هذا اللوبي الإيراني الجديد أعلن أنه سوف يفتتح 30 فرعاً له في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، مما يشير إلى طبيعة الدور الكبير الذي يعتزم ممارسته في أمريكا.

جدير بالذكر أن بعض الباحثين المنتمين لهذا اللوبي ممن لهم روابط وثيقة مع دوائر الإدارة الأمريكية هم الذين روجوا لدى الإدارة لأفكار من قبيل القول بأن للولايات المتحدة مصلحة استراتيجية في التحالف مع إيران والقوى التابعة لها في المنطقة، وهذه الأفكار كان لها صدى واضح في الأوساط الرسمية الأمريكية.

لعب هذا اللوبي دوراً أساسياً في الدفاع عن إيران وفي تبييض وجهها  في أمريكا، وفي تنظيم الحملات للترويج للمفاوضات الأمريكية الإيرانية والدفاع عن الاتفاق النووي في مواجهة الانتقادات في أمريكا، كما لعب هذا اللوبي دوراً لا يستهان به في تشويه صورة دول الخليج العربية وعلى رأسها السعودية، وتصويرها على أنها هي مصدر الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة وليس إيران.

يعمل اللوبي الإيراني، منذ عهد «رفسنجاني»، وتعاظم دوره في عهد خاتمي؛ وخف بعض الشيء في عهد «أحمدي نجاد»، إلا أنه استعاد دوره مجدداً بعد وصول روحاني إلى السلطة منذ يونيو/ حزيران من العام 2013، وقد طالب «روحاني» خلال زيارته الأولى للولايات المتحدة كرئيس لإيران، الجالية الإيرانية المؤيدة للنظام أن تقوم بدور وطني، وتشكل مجموعات ضغط فعالة للتأثير على الرأي العام الأمريكي لمصلحة إيران.

ويتركز وجود اللوبي الإيراني بقوة في مراكز الأبحاث والمؤسسات الإعلامية، بالإضافة إلى مواقع صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل من خلال مؤسسات غير حكومية ومنظمات سياسية ومدنية، وشركات تجارية لها مصالح اقتصادية مشتركة مع النظام الإيراني.

لا يمثل اللوبي أي جهات رسمية في طهران، ولكنه يعمل وفق مجموعات ومنظمات تنشط تحت عناوين منظمات حقوقية، ومجموعات مناهضة للحرب والتيارات التي تطالب بإعادة العلاقات مع إيران تحت شعار السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
خلفية:

يبلغ عدد الإيرانيين المقيمين حالياً في الولايات المتحدة أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، 50% منهم على الأقل ولدوا بها، وتصل ثروات الإيرانيين إلى 400 مليار دولار، بحسب ما ذكر مركز «كارينغي للدراسات»، ولهذا يتحرك الجزء الأول من اللوبي الإيراني عبر أجهزة الإعلام الأمريكية ومنظمات بحثية، ويتركز نشاط هذه المجموعة أيضاً على الكونغرس الأمريكي، أما المجموعة الثانية فهي مرتبطة «بصناعة النفط»، واستطاعت أن تخلق مصالح مؤثرة إلى درجة أصبح لها «منافع مالية لها أولوية على المصالح الوطنية الأمريكية».

و بحسب مراكز دراسات أمريكية، فإن الحكومة الإيرانية تستغل المنح الدراسية التي تقدمها الجامعات ومراكز الأبحاث في أمريكا لترسل رموزها تحت ستار الدراسة، منهم ثلاثة من نواب وزراء الخارجية الإيرانيين السابقين، أحدهم كان مستشاراً لمرشد الثورة الإيرانية «علي خامنئي» حتى خلال عمله كباحث في جامعة هارفارد الأمريكية.

من مؤسسات اللوبي الإيراني، مؤسسة «بيناد علوي»، ويقع مقرها في الجادة الخامسة في نيويورك، التي أسسها شاه إيران عام 1973 في نيويورك تحت اسم «بيناد بهلوي». تغير اسمها بعد أن سيطر عليها الملالي في إيران بعد الثورة إلى «بيناد مستضعفان»، ثم إلى «بيناد علوي»، ويسيطر عليها «محمد جواد ظريف» وزير الخارجية الإيراني الحالي والسفير الإيراني السابق في واشنطن.

تنظم لوبيات «المجلس الوطني الإيراني الأميركي»، والنشطاء فيه أمثال البروفسور «شيانغ أمير أحمدي»، الأستاذ في جامعة روتغر في نيوجرسي، زيارات إلى طهران للقاء رموز النظام الإيراني، وقد رتب اللوبي الإيراني لـ«جواد ظريف» زيارات عدة، التقى خلالها بعض أعضاء الكونغرس في واشنطن، لحثهم على المضي قدماً باتفاق النووي الإيراني مع الغرب.

 

 

مجلة تابلت،، ترجمة/ الخليج الجديد

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع