طريف يوسف آغا
تصدير المادة
المشاهدات : 3395
شـــــارك المادة
وصل خبر اغتيال رئيس شعبة المعلومات إلى مجتمع غابة (كل مين إيدو إلو) فاحتار في هوية القاتل وقرر تشكيل لجنة من وجهائه لحل لغز هذه الجريمة الغامضة. فقررت اللجنة بدورها تشكيل وفد من حكمائها لاجراء الاتصالات بمن يفترض أنهم على معرفة ببواطن الأمور أكثر من غيرهم. قرر الوفد أن يبدأ بزيارة الثعلب كونه أذكى سكان الغابة، فبعد أن وصل إلى بيته وبعد السلام والكلام، سأله عن الجريمة وعما إذا كان قد عرف هوية القاتل؟
فما كان منه إلا أن نظر إليهم نظرة من تلقى إهانة لاتغتفر وقال لهم معاتباً: عذراً ولكن كيف توجهون لي، أنا الثعلب أذكى حيوانات الغابة، سؤالاً حتى الحمار يعرف جوابه؟ شعر الوفد بالاحراج واعتذر من الثعلب وغادر دون أن يحصل على الجواب الذي أتى من أجله. وهنا اقترح أحد الأعضاء أن يذهبوا إلى الحمار كونه يملك الجواب حسب ماقال الثعلب، ولكن عارضه الباقون بشدة لشكهم بمقدرة الحمار على حل اللغز، وقرروا الذهاب إلى السلحفاة كونها الأكبر سناً من بقية سكان الغابة وبالتالي الأكثر حكمة وبعداً للنظر. وصل الوفد إلى البحيرة التي تسكن فيها السلحفاة، وبعد السلام والكلام طرح عليها نفس السؤال. فما كان منها إلا أن أجابت بمزيج من الغضب والاستهجان: هل تظنون أني أفنيت عمري وبنيت حكمتي وحصلت على خبرتي الطويلة في الحياة لأستعملها في الاجابة على سؤال حتى الحمار يعرف جوابه؟ حقاً لقد خاب أملي في ذكائكم. شعر الوفد بالحرج من جديد واعتذر أعضائه بحرارة من السلحفاة وقبلوا رأسها استسماحاً وغادروا شاطئ البحيرة بخفي حنين كما حصل معهم بعد زيارة الثعلب. وهنا عاد نفس العضو الذي اقترح عليهم زيارة الحمار إلى تكرار اقتراحه مسلحاً هذه المرة بشهادة الثعلب والسلحفاة معاً، ولكن عاد الباقون وعارضوه لنفس السبب وقرروا الذهاب هذه المرة إلى الشوحة كونها دائمة الطيران وذات بصر حاد، فربما كانت قد شاهدت خلال طيرانها من هو القاتل. وصل الوفد إلى الشجرة التي تسكن فيها الشوحة، وبعد السلام والكلام طرح عليها نفس السؤال. فانتفضت بشدة كمن أصابتها شحنة كهربائية وسألتهم: هل تظنون أني قد منحت أجنحتي وبصري الحاد لأستعملهما للإجابة على سؤال حتى الحمار يعرف جوابه؟ فاعتذروا منها وأبدوا أسفهم الشديد وغادروا كما أتوا: من دون الجواب. وهنا قرر الوفد أخيراً أن يعمل بمشورة الثعلب والسلحفاة والشوحة، وتوجه مباشرة إلى معلف الحمار، وبعد السلام والكلام ذكروا له ماحصل وسألوه فيما إذا كان حقاً يعرف من ارتكب الجريمة؟ وهنا دهش أعضاء الوفد حين نظر إليهم الحمار نفس نظرة الاستهجان كمن أصيب في كرامته واستهين بذكائه، ثم أشار إلى أنه، وبالرغم من كونه مجرد حمار، إلا أن هوية القاتل واضحة وضوح الشمس ولاتحتاج لعالم ذرة، ثم قال لهم بأنه، حفظاً لماء وجههم وانقاذاً لسمعتهم، فهو سيساعدهم عن طريق بعض الأسئلة البسيطة التي سيطرحها عليهم وتمكنهم من معرفة هوية القاتل دون أن يبوح لهم بها بشكل مباشر. وافق الوفد على ذلك، فأتى السؤال الأول على الشكل التالي: هل تعرفون من اغتال رئيس الحزب الاشتراكي في الماضي؟ قالوا: طبعاً وهل هناك من لايعرف ذلك. ثم عاد وسألهم: وهل تعرفون من اغتال رئيس الوزراء بعد ذلك؟ قالوا: بالتأكيد، وهل هذه بحاجة لسؤال؟ ثم عاد وسألهم من جديد: ومن اغتال الكاتب ومن اغتال الصحفي ومن اغتال المفتي؟ وكانوا في كل مرة يجيبون بنعم ويستهجنون سهولة السؤال. ثم سألهم: وهل تم اغتيالهم بطريقة واحدة؟ فأجابوا أيضاً بنعم. وكان سؤاله الأخير: وماهو العامل المشترك الذي يجمع هؤلاء ياشاطرين؟ فأجابوا بصوت واحد: معارضتهم للنظام قاتل شعبه. وهنا انفجر الحمار غيظاً ولم يتمالك أعصابه وصرخ في وجوههم غاضباً: إذاً ماذا أتيتم تفعلون هنا؟ فأنتم إما أغبياء وإما تتغابون وإما مجبرون على التغابي، ثم أخبرهم بأنه قرر الهجرة من هذه الغابة لأنه لايشرفه جيرة أي من الفئات السابقة الذكر.
إبراهيم منصور
أنس الدغيم
محمود محمد سليمان
عبد الرحمن العشماوي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة