..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

عندما دخلت دمشق ….رأيت في وجوههم الرعب

السوري الثائر

٢٩ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 9762

عندما دخلت دمشق ….رأيت في وجوههم الرعب
667 انفجار دمشق.jpg

شـــــارك المادة

كانت الساعة السابعة إلا ربعاً عندما وصلنا إلى مشارف دمشق وكان منظراً مهيباً أن ترى هذه المدينة العظيمة تستيقظ مع ساعات الصباح الأولى.
ولكن ما عكر هذا المنظر هو صوت انفجار رهيب هز أركان المدينة من كافة أرجائها، ولم نكن نعرف بالضبط مصدر هذا الانفجار الضخم، تسارعت الخطوات باتجاه مقر إقامتنا ولكن الذي حدث ليس بالأمر السهل على ما يبدو.

 

 

فقد اختلفت حركة السير في جميع أرجاء دمشق وتم إغلاق كافة المحاور المؤدية إلى وسط المدينة، وأشد ما لفتني في تلك اللحظة هو رؤية وجوه مؤيدي الظلم والعدوان، فقد كانت وجوههم خائفة مكفهرة مسودة.
نعم لقد رأيت في وجوههم الرعب والخوف والفزع، لقد رأيت في أعينهم رهبة شديدة وكأن يوم الحساب قد جاء ليحصد رؤوسهم، وكأنهم قد استفاقوا من عهرهم وعربدتهم، وكأن سكرات الموت المخيفة قد باغتت قلوبهم فأوهنتها.
لم أرى رجال أمن النظام وشبيحته وزبانيته خائفين كما رأيتهم اليوم، بل كان أكثر من الخوف، إنه الفزع الممزوج بالرهبة والمعطر برائحة الموت.
لأول مرة أعبر حاجز أمنياً أسدياً دون أن أشعر بالخوف، لأول مرة أشعر بأنني كسرت جبروتهم وحقدهم وكراهيتهم…. لكل ما هو إنساني، لأول مرة أشعر بأنهم قد أسقط ما بأيديهم، فهم كالأنعام بل أضل لا تجد راعيها، لأول مرة في دمشق الفيحاء أشعر بأن زبانية الأسد باتوا يتخبطون ببعضهم كالثيران المفجوعة التي لا تعرف كيف وأين تتجه، لقد شاهدت الأجهزة الأمنية مهرعة فزعة لمكان الانفجار، تتخبط فيما بينها دون تنسيق أو قيادة، تخالهم على قلب رجل واحد ولكنك عندما تمعن النظر فيهم تجدهم متنافرين متضادين فاقدي الثقة فيما بينهم ولا يعرفون عدوهم من صديقهم، تخالهم كقطيع الغنم المذعور من انقضاض الذئب عليهم.
وفي الحقيقة إنه ليس الذئب من سيقضي عليهم وعلى أمثالهم، إنه الحق الذي منه يخافون.
ولكنه "الآن حصحص الحق" وأن "الله لا يهدي الخائنين"، "فهل من مدكر" صدق الله العظيم.
لقد رأيت هذه النظرات من قبل، نعم لقد رأيتها في وجه ملك ملوك أفريقيا، في عيني طاغية ليبيا عندما أخرجه الثوار الأبطال من المجارير فقال لهم والخوف يملأ قلبه "شو في!!! خيركم خيركم أنا أبوكم"، وكأنه استفاق فجأة من غفلة عميقة استدامت 42 عاما من الحقد والطغيان واستعباد للحرائر والأحرار.
نعم هي نفسها تلك النظرة، التي سوف أراها قريبا على وجه طاغية الشام، عندما يخرجه الثوار من جحره، طريداً ذليلاً منكسرا، وقد تخلت أذنابه عنه كي تسعى بجلدها، وهو يناشد الثوار ويقول لهم: "يا شباب طولوا بالكم، والله أنا ما دخلني، يا شباب…….."، عندها سيجيبه الثوار بصفعة على رقبته ويصرخون في وجهه "خرااااس…. ما بدنا نسمع منك ولا حرف"، هنا سيطرق رأسه صاغرا منكسراً راكعاً تكاد جبهته تطأطئ الأرض، مستسلماً لمصيره المحتوم.
هنا برقت عيناي واستحضرت روحي جميع أرواح شهداء الحرية والكرامة، استحضرت روح حمزة الخطيب وإبراهيم القاشوش وغياث مطر وكل أطفال ونساء ورجال سوريا الذين استشهدوا على يد هذا السفاح المجرم، وهم ينظرون إليه وهو ينال عقابه المستحق في الدنيا قبل الآخرة على ما جنت يداه، كي تستريح أرواحهم وأرواح أحبائهم من بعدهم.
وإني أرى أن هذا اليوم ما هو ببعيد، فصبراً إخوتي على ألم نال منا عقودا طويلة وآن له أن ينتهي، ولا بد للفجر أن ينجلي.
عاشت سوريا حرة أبية

 

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع