رابطة العلماء السوريين
تصدير المادة
المشاهدات : 4531
شـــــارك المادة
قبل 5 سنوات، كان قريبي (من سوريا) "سعيد" سعيداً بولادة طفلته الثانية. أسماها "سلامة" عسى الله أن يكتب لها السلامة من كل أذى وإثم. لم تكمل "سلامة" ربيعها الخامس، لكنها رغم حداثة سنها، حجزت لنفسها مكاناً مميزاً في عائلتها وبين أهلها. فلا يكاد يراه أحد إلا ويحبّها، ويتعلق قلبه بها.
كانت "سلامة" تلهو مع أخيها ظهر أمس الجمعة، عندما انفجرّت قذيفة حاقدة بالقرب منهما، لتصيبها إصابات بالغة. أمها وأخوها نالهما من آثار القصف الغادر ما نالهما لكن حالة "سلامة" كانت لا تسرّ عدواً، وكان الحجر يبكي لبكائها وأنينها. استنفر من في الدار يريد إسعافها. القناصة يتربصون بكل ما يتحرك والخروج من البيت خطر جداً.. لكن أبوها ما كان ليتركها تنزف دون أن يحرّك ساكناً .. حملها وركض بها مسرعاً يسابق الرصاص والزمن عسى أن يبلغ بها دار طبيب الحي. هزّ الطبيب برأسه أن لا بد من نقلها إلى المشفى.. لكن كيف؟!! حاول الطبيب أن يسعفها وينقذ حياتها، لكن "سلامة" كانت على موعد مع الشهادة. نعم .. رحلت "سلامة" مع ساعة الفجر الأولى!! رحلت "سلامة" وآثرت السلامة!! رحلت مع أنفاس الفجر الأولى، وكأنها تقول للمجرم: مهما طال ليل الظلم فإنه إلى زوال؟! أليس الصبح بقريب؟! رحلت وهي تلعن يأنينها وآلامها الظالم وظلمه!! رحلت إلى دار السلام بسلام!! رحلت لتسجل بدمائها شهادة على العصر!! رحلت لتكون رقماً يُضاف إلى أعداد الشهداء الذين ارتقوا في هذا اليوم!! رحلت .. فما سلمت "سلامة" من إجرام الطاغية .. وما سَعِدَ "سعيد" وهي تلفظ أنفاسها بين يده مع السلامة يا "سلامة"!! وإلى اللقاء .. إن لم يكن فوق الثرى ففي جنة رب السماء .
مالك عرقسوسي
فتاة القرآن
عبد الرحمن العشماوي
عاشق الحرية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة