تصدير المادة
المشاهدات : 24336
شـــــارك المادة
خالتي الحبيبة ، ريما ،أعلم أني بعد هذا السرد الطويل والجمل المصفوفة أني ما وفيتك حقك ولكنها حيلتي وسبيلي الوحيد فأرجوك أن تقبليه، أحبك يا من علمتني معنى الحب ، وكيف لا أحبك يا صادقة المشاعر ويا مخلص الأحاسيس وأنت من سكنتِ روحي ، خالتي ريما ، أيا من كانت الدمعة لا تفارق خدودها عند وداعنا وعند لقائنا من السفر الطويل، يا من علمتني معنى أن أكون طيب القلب ،، لين الجانب ، محسن الظن، آآآآهٍ ثم آآآه.
كيف لي أن أضحك بعد فراقك وكيف لي أن أنام بعد وداعك. إنني لا زلت والله أتذكر تلك الأيام التي قضيناها سوية نلعب مع أطفالك تحت ظل الأشجار الشامية العطرة في ربوع الشام وغوطة الشام التي هي جنان الله في الأرض ، تحت أغصان المشمش والعنب الأحمر في مزوعتنا الصغيرة الجميلة والتي لا أتذكر فيها إلا أنت ، أنت وأطفالك الأحباب رغد ودانيا وشذى وفرح الشقية المشاغبة. يالله أيعقل أن من ليس لي خالة سواها وليس لها سواي ، تعيش الآن تحت القصف ، بل وأي قصف ، تارة قصف بالهاون وتارة قصف بالدبابات وتارة بالطيران. اتصلت عليها لأطمئن على حالها وحال أطفالها ممن سكنوا قلبي ولم يغادروه . كنت أسمع صوت الرصاص والقصف وأعلم أنه بأي لحظة قد لا أسمع هذا الصوت بعد اليوم .
قالت لأطفالها الصغار أدخلوا الغرفة وأغلقوها على أنفسكم ولا تخرجوا. كانوا يبكون ويتألمون وأعلم أنهم أخفوا بكائهم ودموعهم الطاهرة عني كما أخفيتها أنا عنهم. ذكرتهم بالله وبأن الفرج قريب وأن مع العسر يسرا. اللهم احفظهم واحفظ أهلنا في الشام وفي سوريا الحبيبة يا الله. اللهم إني أستودعك إياهم
،،يا رب،يا رب .
رأفت عبيد أبو سلمى
عبد الرحمن العشماوي
سلمان العودة
مالك عرقسوسي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة