..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

قصيدة وطار: البعث نهاية حزب جبان

طريف يوسف آغا

٦ إبريل ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3095

قصيدة وطار: البعث نهاية حزب جبان
89.jpeg

شـــــارك المادة

حين وجد النظام السوري نفسه محشوراً في الزاوية، وافق أن يصغي إلى نصيحة عرابه الروسي بشطب المادة الثامنة من الدستور والتي تحصر القيادة السياسية في البلاد في يد حزب البعث. وهو نفس الحزب الذي كان قد قام بانقلاب الثامن من آذار عام 1963م على أمل أن (يقود) الحكم في سورية، ولكن ليجد نفسه بعد سنوات قليلة وقد أصبح لعبة في يد المؤسسة العسكرية أولاً، ثم العائلة الأسدية لاحقاً، ولتنحصر مهامه (القيادية) بالتصفيق والتهليل (للقائد الرمز).
الملفت للنظر هنا أننا لم نسمع ولو كلمة واحدة من قيادات الصف الأول من الحزب احتجاجاً على هذا الإلغاء، مما يؤكد حقيقة أنه ما كان بأكثر من (رجل كرسي) في الحياة السياسية السورية، أو كما يقول المثل الشعبي :(أجير بكعكة).


وطـارَ البَعثْ
نِهايـةُ حِـزبٍ جَـبانْ
أتى البَعثُ في الأمـسِ
على ظهـرِ دبابـةْ
وطـارَ البَعثُ اليومَ
على جَـناحِ ذُبابـة
***
عُـذراً أيُها الرِفـاقُ ولكِـنْ
ماكُـنتمْ يومـاً بِحاكِـمينْ
وماكُـنتمْ مِـنْ حزبِ المنظرينَ ولكِـنْ
كُـنتمْ دومـاً مِـنَ قطيعِ الناظريـنْ
وفي أحسَـنِ الأحـوالِ كُـنتمْ
مِـنْ فِـرَقِ المُطَبِليـنَ والمُزَمِريـنْ
وطالما ضربَ لكُـمْ العَسـكرُ على الدَفِّ
فكُـنتمْ لَهُـم أفضَـلُ الراقصيـنْ
وكَـمْ قالوا لكُـمْ نامـوا على خَدِّكُـمُ
اليَسـارَ ونامـوا على خدِّكُـمُ اليَميـنْ
وطالمـا لحنّوا لكمُ الخطـاباتِ
ووضعوكُـمْ بِهـا على المِنَصّـاتِ مُرَدِديـنْ
ولكِـن حيـنَ وصلَ الموسُ إلى ذقونِهِـمْ
حوَّلـوهُ إلى رقابكُـم غيرُ متردديـنْ
بِشَـطبةِ قلمٍ مَحوكُـمْ مِـنَ الدُسـتورِ
بِشَـطبةِ قلمٍ أصبحتمْ مِـنَ المطروديـنْ
ظنّـوا بأنَّـهُمْ سَـينجونَ مِـنْ غضبِ الشَـعبِ
إذا قدموكُـمْ على المذبَـحِ مُضَّحيـنْ
المؤتَمراتُ التي طالمـا عقدتُموهـا
ما كُـنتمْ فيها بأكثرِ مِـنْ مأموريـنْ
والاجتماعاتُ التي طالمـا دعوتُمْ إليهـا
ما كُـنتمْ فيهـا سِـوى المجموعيـنْ
هلْ تذكرونَ ما فعلوا بزُعمائِكُـمْ؟
ما حصلَ لرفاقِكُـمْ مِـنَ المؤسِـسـينْ؟
اغتالوا بعضهمْ وسَـجنوا وأبعَدوا بعضهمْ
وأطلقوا على الجميعِ لقبَ المُتآمِريـنْ
لا أتيتمْ بوحدةٍ ولا حريةٍ ولا اشـتراكية
ما كنتمْ لنصفِ قرنٍ بأكثرَ مِـنْ مُصَفِقيـنْ
سِـياسـاتُكمْ معَ الشَـعبِ كانتْ
مِـنْ سِـياسـاتِ تَمريغِ الجَبيـنْ
أمّـا حروبكُـمْ معَ الأعداءِ فكانتْ
كحروبِ دونكيشوتْ معَ الطواحيـنْ
طائرةُ أحدِكُمْ حينَ خُطِفَتْ إلى إسـرائيلْ
تفائلتْ إسـرائيلُ بصيدٍ ثَميـنْ
فلما لَمْ تجدْ سِـواهُ أعادتهُ بلا شُـكرٍ
وقالتْ أنَّهـا ليسَـتْ بِحاجةٍ لِمُهَرِجيـنْ
هكَـذا أنتمْ وهكَـذا دائِماً كُـنتُمْ
بغيـرِ الفَشَـلِ لسـتُمْ بِفالِحيـنْ
ما أبقى العَسـكرُ عليكمْ إلا ليختبؤوا خلفَكُـمْ
بالمالِ جعلوكُـمْ عبيداً ومُهَروِليـنْ
أمّـا اليومَ وقدْ سَـقطَتِ الأقنِعَـةُ
رَموكُـمْ في القُمامَـةِ غيرَ آسِـفينْ

المصدر: أرفلون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع