..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


سوريا المعاصرة

المقبور حافظ وحرب 73

محمد حسن عدلان

٢٤ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 9852

المقبور حافظ وحرب 73
1.jpg

شـــــارك المادة

يتشدق النظام ويتفاخر بأن من منجزاته حرب 1973 فما هي خباياها : كان الشعب يضغط من أجل استرداد الأراضي المحتلة، وقامت تظاهرات في مصر سنة1972م لأن السادات تأخر بالحرب ،وتذرع وقتها بالوضع الدولي وانشغال العالم بحرب الهند مع باكستان، وبالنسبة للسوريين فمعروف أيضا حماسهم لقتال الصهاينة، لذلك كان اجتماع السادات مع حافظ ، وكان حديثهما عن حرب تسكت الشعب ، وتعطيهما رصيدا ليحكما سنوات أكثر،وبأن هذه الحرب ستجلب شعبية وشهرة يطمحان إليها محليا وعربيا، كما يتم التخلص من الضباط الخطرين،

 

وتجعل الناس ينسون تورط الأسد بتسليم الجولان (حين أعلن حافظ أسد بنفسه عام  1967م  سقوط القنيطرة قبل سقوطها، ومعروف أن القنيطرة تقع خلف القوات السورية التي تحميها ، وسقوطها يعني أن الجيش ستتم محاصرته من الخلف إذا لم ينسحب بسرعة، فكانت الأوامر بانسحاب كيفي فوضوي) حدث هذا عندما كان حافظ وزيرا للدفاع ، وذكرت صحف غربية وقتها أن ذلك قد تم مقابل موافقة أمريكا على استلامه رأس السلطة ، وهذا ما حدث فبدلا من إقالته ومحاكمته وجد الطريق ممهدا للاستيلاء على السلطة، وذكر المراقبون أن هذا من المستحيل أن يحدث إلا بموافقة أمريكية.  كما أن الحرب ترضي هواية موجودة عند كل الانقلابيين العسكريين بمغامرة حربية يستعرض فيها مهاراته الدونكيشوتية (انظروا صدام وحروبه ، القذافي وحربه لتشاد وغيرها، صالح وحربه في جنوب اليمن، والسادات وحافظ ليسا شاذين في هذا المجال) . وكانت الحرب، حيث البطولات الحقيقية فيها تعود لأبناء الوطن المسجونين حاليا مثل نجاتي طيارة ورفاقه، فقد كان حثالة النظام يتوارون وراءهم، هؤلاء الأبطال الذين بذلوا دماءهم فداء للتحرير، وقد ذكر الكثير من الشهود أن النظام كان يهدف فيها إلى التخلص من الضباط المعارضين حيث كان يزجهم في أماكن الخطر بينما ضباط النظام يقبعون في حصونهم الخلفية ، وقد كان النظام يحبط أحرار الجيش الأبطال بمفاوضات جبانة، وخلافات مصطنعة مع الجيش العراقي، حيث منعه من الوصول بعد أن تقدم للحرب خوفا على عرشه من السقوط، مما أدى لخسارة الجزء الذي تم تحريره في بداية الحرب، فالحفاظ على السلطة هي الأولوية أما الحرب ونتيجتها فلا تهم النظام إلا بما يخدم بقاءه في السلطة . من هنا ليس للسادات وحافظ من هذه الحرب غير الاسم، وغير الانصياع لرغبة الشعب ومصادرة بطولاته وادعاءها لأنفسهم، والحرب قد فرضت عليهما فرضا من الشعب وليس تفضل منهما . وإذا كان انصياع الرئيسين لمطالب الشعب أمر ظنه البعض أنه يواري سوءات ما قبل الحرب ، فإنه لا يغفر ما بعدها من سوءات،لا يغفر انبطاح السادات في كامب ديفد، ولا مجازر الأسد في تل الزعتر وغيرها بحق المقاومة الفلسطينية ـ حيث قتل من الفلسطينيين أضعاف ما قتلهم الصهاينة ـ ولا يغفر ارتكابه لمذبحة العصر في حماة وغيرها من المجازر بحق الشعب في سوريا، فقد قتل عشرات الآلاف وهجر وأخفى في سجونه الرهيبة أضعافهم ،لا يغفر تحويل سورية إلى مملكة أو مزرعة خاصة له يورثها ويوزع ثرواتها ومناصبها على أقاربه آل الأسد و مخلوف وشاليش...وكأننا في العصور الوسطى،وليس في القرن21 .عصر المؤسسات والشعوب الحرة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع